بارعات العالم العربي

ريم أسعد من البطالة إلى وزيرة العمل في السعودية

امرأة سعودية ساهمت في تغيير الحالة الاجتماعية لعدد غير قليل من السيدات السعوديات من الطبقة الفقيرة إلى المتوسطة، دفعتهن إلى سوق العمل في محال الملابس، ما أدى إلى تحسن دخلهن الشهري وإنفاقهن العائلي، إنها السعودية ريم أسعد، التي بعد أن أطلقت حملة منع الرجال من العمل في محال الملابس النسائية الداخلية، وساهمت في دفع إقرار قانون يسمح للفتيات بالعمل في هذه الوظيفة، ما أوجد الآلاف من فرص العمل النسائية في السعودية، ها هي ترى اليوم في التجارة الإلكترونية انتفاضة اقتصادية هادئة في المجتمع السعودي، بعد أن وصل حجم عائداتها إلى مليار و100 مليون ريال سعودي شهرياً.

طموح
تطمح ريم أسعد إلى شغل منصب وزيرة العمل في السعودية، لتؤكد على أن تعيين المرأة في منصب سياسي يعتمد على كفاءتها في العمل أسوة بالرجل، كما أن تركيبة المرأة على حد تعبيرها «تضفي عناصر النجاح على العمل»، متمنية أن تصبح السعودية في مصاف الدول التي سيكون للنساء ريادة بها، وتعلق على هذا الأمر قائلة: «لم أعد أحلم بهذا الأمر بعد أن تغيرت قناعاتي. كنت أعتقد أننا نستطيع التغيير عند وجودنا في مركز صنع القرار، إلا أن هذا الأمر ممكن عندما نبدأ بتغيير أنفسنا ونظرتنا إلى الأمور، ثم ننتقل إلى تغيير الدائرة المحيطة بنا».

واقع إيجابي
وفي تصريح خاص لـ«سيدتي نت» تقول ريم أسعد: «حاولت من خلال تخصصي في مجال الاقتصاد خلق واقع إيجابي يقلل من البطالة النسائية، وهذا بالفعل ما حدث بعد السماح للنساء بالعمل في محلات الملابس، حيث تحسن المستوى المعيشي والاقتصادي للكثير منهن، وانتقلت من طبقة الدخل المحدود إلى الطبقة المتوسطة. وأعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح وستتغير الأمور في نهاية المطاف، خصوصاً بعد عودة مئات المبتعثين إلى الوطن بأفكار وطموحات وعلوم ومدارك أكثر من السابق، كما ستختلف تربية نسائنا المساهمات في الحياة واقتصاديات الأسرة لأبنائهن بطريقة إيجابية، إلا أن هذا الأمر ستظهر نتائجه في الأجيال القادمة».

ريم في كلمات
هي الأستاذة والأكاديمية السعودية، التي تخصص والدها في جراحة العظام، وعملت والدتها في القطاع المصرفي، ولدت وترعرعت في مدينة جدة، حيث تخرجت من قسم الكيمياء بجامعة الملك عبد العزيز. درست التمويل والاستثمار بجامعة Northeastern University بمدينة بوسطن، حيث حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال، ومنذ عام 2008 تحاضر في الاقتصاد والشؤون المالية والمصرفية في معهد دار الحكمة للنساء.
عملت ريم أسعد محللة اقتصادية في بنك التجارة المحلي لمدة عشر سنوات بدأتها في عام 2001، بالإضافة إلى عملها الأكاديمي وكتابة مقالات اقتصادية في الصحافة السعودية، وتتمنى سن قوانين تحدث فرقاً في حياة وإنتاجية الفرد السعودي، كما تذلل العقبات أمام الباحثين عن العمل، تعمل على تمكين المرأة في المجتمع السعودي من خلال تكريس استقلاليتها، وترى أن أغلب الكفاءات النسائية في السعودية تحتاج إلى تدريب مبكر قبل دخول سوق العمل، خاصة في اللغات الأجنبية والمجالات التقنية ومهارات التواصل المؤسسي؛ لذلك قادت مؤخراً حملة تهدف إلى مساهمة المرأة السعودية في الشأن العام، وتعريف سيدات المجتمع المدني بحقهن الاقتصادي، باعتبارهن ضمن شريحة الفاعلين والمستهلكين في الاقتصاد المحلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق