ثقافه وفكر حر

الزائر المفاجئ لا حول ولا قوة الا بالله سلوى العضيدان

رسالة حزينة وصلتني من إحدى الأمهات تقول فيها :-
” قبل نحو عام حدثت مشكلة بيني وبين ابني المراهق حين عثرت على علبة سجائر في غرفته ، قاطعته بعدها لمدة أسبوع كامل لم أكن أتحدث معه رغم إصراره على أن أسامحه واعتذاره مني مرارا.
حاول والده إقناعي بأن أقبل اعتذاره فهو ما زال طائشا ولا يقدر تصرفاته كمراهق ، لكني كنت أرغب في تلقينه درسا قاسيا ، فمنعت عنه المصروف وكذلك حناني واحتوائي له ، وكنت أتعمد إيذاءه نفسيا و ” تطنيشه ” وكأنه غير موجود.
في ذلك اليوم جاءني وحزن العالم في عينيه وكنت أرى انكسارا غريبا في روحه قال لي بالحرف الواحد :-
( يمه سامحيني والله ما عاد أكررها بعد اليوم )
وبكل عناد وعنجهية قلت له :-
( خلاص اليوم تعتذر لي قدام إخوانك وأخواتك وأبيك وبعدها يكون خيرا )
لن أنسى تلك النظرة الحزينة التي رمقني فيها قبل أن يخرج من باب المنزل وكانت هذه آخر مرة رأيته فيها فبعد ساعة بالضبط جاءنا الخبر الصاعق بوفاته في حادث مروري ، أتعلمين أستاذة سلوى ماذا وجدوا في سيارته.. تخيلي باقة ورد ومكتوب في البطاقة
( سامحيني كله إلا زعلك )
” عام كامل مر على وفاته ولم أستطع مسامحة نفسي ، تأنيب الضمير يكاد يقتلني وحسرة فقدي عليه تذبحني من الوريد للوريد ، نظرته الحزينة التي كان يرمقني بها لم أستطع محوها من مخيلتي ، الآن أتعالج نفسيا وسلوكيا وأتمنى أن أموت حتى أنتهي من هذا العذاب الذي أعيشه ، بسبب قسوتي على ابني الغالي حين كان يتوسلني كي أسامحه وأنا أرفض بكل غرور وعناد.

أرجوك انصحيني أنا على وشك الجنون.

*نصيحتي لك سيدتي* …
أن تتماسكي وتتسلحي بالصبر وتعودي إلى حياتك وأسرتك من جديد فما زال هناك أبناء يحتاجون إلى حنانك ورعايتك وزوج محب في انتظارك ، لو كان جلدنا لذواتنا سيغير شيئا مما حدث لما رأيت شخصا في هذا العالم إلا جالدا لذاته مجترا لحسرته وندمه.
أفضل ما تقدمينه لابنك الراحل هو الدعاء والتصدق واحتواء إخوانه الآخرين مهما وقعوا في أخطاء مماثلة.

*وخزة: لا تؤجلوا مشاعركم الجميلة وتبخلوا بها على أحبتكم لأن الوقت لم يحن في اعتقادكم.
فهناك دوما زائر مفاجئ لا يطرق الأبواب ولا يطلب الإذن بالدخول ، فهو يأتي فجأة وينزع تلك الروح التي بخلتم عليها بالحب والتفهم والتقبل ليترككم وسط مشاعر الألم والندم وجلد الذات.
لم يخلقنا الله ملائكة لا نخطئ ، فتقبلوا عثرات أحبائكم وساعدوهم على النهوض💔🥀💔🥀💔.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق