قافلة القدسمقالات
المكتبات في القدس إعداد الباحث : أ.د. حنا عيسى / أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات
تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على التطور التاريخي للمكتبات المختلفة في مدينة القدس منذ الفتح الإسلامي للمدينة وحتى هذه الأيام. كما تقدم الدراسة معلومات عن الانتهاكات الإسرائيلية للكتب والمكتبات في فلسطين بشكل عام وفي مدينة القدس بشكل خاص، والمشكلات التي تواجه المكتبات في مدينة القدس.
نظراً للتاريخ الطويل لمدينة القدس ولتاريخ المكتبات فيها كذلك، يمكن تقسيم هذا التاريخ للمكتبات على النحو التالي:
أ – الفترة الأولى: وتمتد من العصر الأيوبي والعصر المملوكي وحتى بداية العصر العثماني 1187م حتى أواسط القرن التاسع عشر الميلادي).
ب – الفترة الثانية: وتمتد من أواسط القرن التاسع عشر الميلادي حتى اليوم.
يمكن القول أنه ابتداءً من أواخر القرن السادس الهجري (القرن الثاني عشر الميلادي) بدأت تتضح ملامح جديدة لحركة الكتب والمكتبات في فلسطين بشكل عام وفي مدينة القدس بشكل خاص. ذلك أن العصر الأيوبي والعصر المملوكي وبدايات العصر العثماني كانت عصور نهضة علمية وبالتالي نهضة مكتبية تمثلت في مظاهر حضارية متعددة أهمها:
أ – مكتبات المدارس والزوايا:
لقد وصل عدد المدارس وبيوت الصوفية في مختلف أنحاء فلسطين عدة مئات،وكان منها في القدس وحدها أكثر من سبعين مدرسة، بالإضافة إلى عشرات الزوايا والرباطات والخوانق وكان في هذه المدارس والزوايا مكتبات. وهناك عدد من النصوص تؤكد ذلك. ومن أشهر مكتبات المدارس والزوايا في مدينة القدس في هذه الفترة:
– مكتبة المدرسة (الزاوية) النصرية في ساحة الحرم الشريف، أنشأها الشيخ نصر إبراهيم المقدسي في أواسط القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي.
– مكتبة المدرسة (الخانقاه) الفخرية التي وقفها القاضي فخر الدين محمد بن فضل الله المتوفى سنة (1331م). وكانت هذه المكتبة غنية بمخطوطاتها الدينية والفلكية التي وصل عددها عشرة آلاف مجلد.
– وكان في المدرسة الأمينية برواق الحرم المقدسي الشمالي غرفة مخصصة للكتب تدعى (الكتبية).
– مكتبة المدرسة البلدية وهي مكتبة الشيخ محمد بن محمد الخليلي مفتي السادات الشافعية، وهي مكتبة هامة.
– خزائن كتب المدرسة الأشرفية السلطانية.
– خزائن كتب المدرسة الغادرية.
– ومن الزوايا التي لا تزال بها مكتبة حتى اليوم الزاوية البخارية (النقشبندية).
ب – مكتبات المساجد والجوامع:
على الرغم من انتشار خزائن الكتب في مساجد القدس وجوامعها في العصر الأيوبي والمملوكي والعصر العثماني، إلا أنه يمكن القول إن أهم تلك الخزائن كانت خزائن المسجد الأقصى فقد كان المسجد الأقصى كغيره من المساجد الإسلامية الكبيرة ولا يمكن للمسجد أن يكون مركزاً علمياً دون وجود المخطوطات والكتب والمكتبات.
وقد بدأت خزائن المسجد الأقصى تضم بوجه خاص أمهات الكتب وخاصة القرآن الكريم وكتب الحديث الشريف والتفاسير والفقه وغيرها من الكتب الدينية، ثم تطورت هذه الخزائن مع مرور الزمن لتضم آلاف المخطوطات والكتب في العلوم الأخرى مثل علوم العربية والحساب والمنطق والتاريخ إضافة إلى مؤلفات الذين عملوا في المسجد الأقصى عبر العصور المختلفة.
وعندما حرر صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس أعاد حال الصخرة المشرفة كما كانت عليه قبل الحروب الصليبية وعين لها إماماً حسن القراءة، ووقف عليها الأوقاف، وحمل إليها مصاحف وختمات وربعات شريفة، وبشكل عام، كانت المصاحف الشريفة أهم الكتب التي كان يقفها السلاطين والأمراء على مكتبات المساجد في القدس. كذلك كان الكثير من العلماء يحرصون على إرسال نسخة من مؤلفاتهم إلى خزائن المسجد الأقصى.
جـ – المكتبات الخاصة:
تشير المصادر المختلفة وخاصة سجلات المحاكم الشرعية في القدس، أنه كان هناك الكثير من المكتبات الخاصة في المدينة المقدسة خلال الفترة المملوكية والعثمانية. ويبدو أن وجود الكتب والمخطوطات في بيوت العلماء ورجال الدين وحتى العامة من الناس كان أمراً شائعاً في تلك الفترة. وقد أشارت المصادر المختلفة إلى أسماء عدد كبير من علماء القدس الذين كانت لهم مكتبات خاصة ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر:
* مكتبة الشيخ برهان الدين بن جماعة خطيب المسجد الأقصى ومدرس المدرسة الصلاحية (1324-1388م)، وكانت مكتبة نفيسة.
* مكتبة الشيخ أحمد بن بدير القدسي المتوفى سنة 1805م، وكان من علماء القدس الكبار، وقف مكتبته المعروفة باسم مكتبة البديري وكانت تضم ألف مخطوط.
* مكتبة الشيخ أحمد بن محمد الشهير بالموقت، وكان مفتي الحنفية ومدرساً في المسجد الأقصى، توفي سنة 1767م.
* مكتبة حسن بن عبداللطيف الحسيني، مفتي القدس في القرن الثالث عشر الهجري (توفي سنة 1811م)، وكانت مكتبة حافلة حوت كتباً في موضوعات مختلفة من بينها الطب والبيطرة فضلاً عن الموضوعات الدينية والأدبية.
* مكتبة محمد صنع الله الخالدي الذي كان رئيس كتاب المحكمة الشرعية بالقدس،وتوفي سنة 1727م وقد وقفها على أولاده الذكور وأحفاده.
* مكتبة الشيخ إمت خليفة بن إبراهيم، من علماء القرن العاشر، وقد وقف مكتبته على نفسه ثم على أولاده، فإذا انقرضوا آلت الكتب إلى مكتبة المدرسة الأرغونيةفي القدس.
* مكتبة الشيخ محب الدين محمد بن الدويك قاضي القدس.
* مكتبة الشيخ عبدالله بن النقرزان من علماء القرن العاشر الهجري.
* مكتبة الشيخ محمد أفندي زادة مفتي القدس في القرن الثالث عشر الهجري.
* مكتبة الشيخ عبدالمعطي الخليلي، مفتي الشافعية في القدس، ومن علماء المسجد الأقصى، توفي عام 1741م.
* مكتبة الشيخ محمد بن محمد الخليلي مفتي الشافعية بالقدس ومن شيوخ الطريقة الصوفية القادرية في القدس، وكان مقرها المدرسة البلدية.
* مكتبة الشيخ يحيى شرف الدين بن محمد الشهير بابن قاضي الصلت، إمام المسجد الأقصى المبارك (توفي عام 1630م). وكانت غنية بكتب الفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو.
ملاحظات حول مكتبات القدس في الفترة المملوكية والعثمانية:
1 – كان يطلق على مكتبات القدس، كما هو الحال في البلاد العربية والإسلامية،اسم (خزائن)، ذلك أن الكتب الموضوعة في الخزائن كانت تشكل المكتبة. ولم يكن هناك قاعات للقراءة والمطالعة والبحث.
2 – كانت الخزائن تصنع من الخشب غالباً وكانت لها اقفال ومفاتيح تحفظ بيد خازن الكتب.
3 – كانت الكتب ترتب على رفوف الخزائن فوق بعضها البعض (الصغير فوق الكبير)، بشكل أفقي وليس عمودياً كما هو شائع حالياً بحيث إذا أراد أحدهم استخراج كتاب ما، اضطر إلى تنزيل ما فوقه من الكتب، ويستثنى من ذلك صناديق الربعة الشريفة التي كانت توضع فيها أجزاء القرآن الكريم.
4 – وكانت الكتب ترتب حسب الموضوعات، وكانت المصاحف توضع على رأس هذه الموضوعات، تليها كتب التفاسير، ثم الحديث الشريف والسيرة النبوية، ثم كتب الفقه، ثم كتب الأصول والتوحيد والتصوف والقراءات والفرائض، أي الموضوعات الدينية أولاً، وتليها كتب اللغة والأدب، ثم كتب العلوم والحساب والمنطق والطب، ثم الموضوعات الأخرى. وهكذا كان ترتيب المكتبة.
5 – كانت فهارس المكتبات ترتب في مجلد واحد أو أكثر حسب موضوعات المكتبة.
6 – بالنسبة للاستعارة؛ فإن الأصل فيها أن تتم حسب شروط الواقف، وفي أغلب الأحيان كان يسمح بالاستعارة الداخلية للكتب، ولا يسمح بالاستعارة الخارجية وذلك لحفظ الكتب وصيانتها.
7 – كان يعمل في المكتبة أمين المكتبة (أمين الكتب) أو الخازن (خازن الكتب) أو ناظر الوقف أو المتولي، وإلى جانبهم المناولون والمساعدون والنساخ.
8 – كانت صناعة النسخ رائجة وأجورها جيدة، ولذلك كانت الكتب غالية الثمن.
9 – لقد ضاع قسم كبير من كتب هذه الفترة ومخطوطاتها، وتلف قسم آخر،وسرق قسم ثالث أو بيع بأبخس الأثمان، كما تضافرت النكبات والزلازل والجهل والحروب فضاع قسم آخر، يضاف إلى كله ما أخذه الغربيون من كتب ومخطوطات إلى مكتباتهم في أوربا وأمريكا بطرق مختلفة.
مكتبات القدس منذ أواسط القرن التاسع عشر حتى اليوم:
لقد توالت على مدينة القدس منذ أواسط القرن التاسع عشر وحتى اليوم أربعة عهود مختلفة هي:
1 – القسم الأخير من العهد العثماني الذي انتهى عام 1917م:
وقد شهدت هذه الفترة ظروفاً متغيرة، فقد تعاظم التغلغل الاستعماري، واتخذ اشكالاً مختلفة (سياسية واقتصادية وثقافية). ومن جهة أخرى قامت في الدولة العثمانية محاولات إصلاح في مختلف المجالات ومنها مجال الثقافة والتعليم. تؤسس في القدس مدارس تابعة للدول لتحل محل المدارس الدينية القديمة.
وفي هذه الفترة من تاريخ القدس أخذت الإرساليات الأجنبية البريطانية والفرنسية والألمانية والروسية وغيرها من الإرساليات تنشئ المدارس في مدينة القدس، كما أخذ علماء الآثار يدرسون آثار فلسطين والقدس وينشئون معاهد أثرية ومكتبات تابعة لهذه المعاهد. وقد دخلت المطابع الحديثة فلسطين لأول مرة في هذه الفترة، فقد أسس الأباء الفرنسيون (الفرنسيسكان) مطبعتهم عام 1847م،وأسس الروم الأرثوذكس مطبعتهم سنة 1851م. كما بدأت الصحف تظهر في مدينة القدس وخاصة بعد الانقلاب العثماني عام 1908م.
وفي هذه المرحلة من تاريخ القدس ازدادت الاتصالات الثقافية بين فلسطين وأوروبا، وظهر أوائل المقدسيين الذين تلقوا العلم في المعاهد الأوروبية ومنهم يوسف ضيا باشا الخالدي، وروحي الخالدي وغيرهم.
وقد كان لمجمل هذه المتغيرات الثقافية في مدينة القدس الأثر الكبير في مجال الكتب والمكتبات. فقد تم فتح مكتبات جديدة من جهة، كما تم إعادة تنظيم المكتبات القديمة من جهة ثانية. ومن أشهر مكتبات هذه الفترة :
1- المكتبة الخالدية تأسست في عام 1899 ميلادي (1318 هجري) من قبل الحاج راغب الخالدي باعتبارها وقفاً إسلامياً، وذلك بمبلغ من المال أوصت به جدته خديجة الخالدي، بنت موسى افندي الخالدي، الذي كان قاضي عسكر الاناضول في عام1832 . وقامت المكتبة على ما كان في حوزة أسرة الخالدي من مخطوطات وكتب جمعها جيلاً بعد جيل كل من هحمد صنع الله، ومحمد علي، ويوسف ضياء باشا، والشيخ موسى شفيق، وروحي بك، وياسين وكثيرون غيرهم. وكان االقصدمن المكتبة أن تكون مكتبة عمومية لتعزيز نشر العلم و بعث الاهتمام بأمهات الكتب فيالعلوم الإسلامية وفي الموضوعات الحديثة.
وقد أكد إعلان تأسيس المكتبة الخالدية على الصلة بين المكتبات والثقافة التي ترقى إلى عصر الإغريق ومطلع العصر الإسلامي، اذ إن “العرب لما دخلت عليهم الحضارة والمدنية أسسوا المكتبات والمدارس”. واضاف الإعلان أن نشر العلم هو اساس التقدم والازدهار وإن القصد من المكتبة هو أن تكون ذخراً للديار المقدسية،لأنه “مهما امتطينا قطارات الامال لنباري ما لدينا من المؤسسات الاجنبية فيهذه الديار لخاب العمل“.
وأسست المكتبة الخالدية لغرض التقدم بالعرب على طريق الازدهار برعاية العلوم وتمكينهم من مباراة المؤسسات الثقافية القوية التي انشأتها القوى الاجنبية في طول المنطقة وعرضها. وإنطلاقا من هذا، أعلن بأن المكتبة الخالديةستكون“مكتبة عمومية”. وبعد اجراء ترميم واسع النطاق، وانجاز اعمال التصنيف والتبويب والحفظ، اصبحت المكتبة اليوم جاهزه للترحيب بالعلماء من جميع انحاء العالم.
ثم تعاقب عدد من افراد آل الخالدي على الإضطلاع بمهمة مُتوليّ المكتبة او أمينها، ومنهم أحمد سامح، وحسين فخري، وعادل، وحيدر، وكامل. وأدى هؤلاء جميعاً دوراً هاماً في حفظ وصون التقليد الذي اتبعته الأسرة منذ أجيال فيالسير قدما بالعلم، وتطويرالمكتبة وحمايتها في الوقت ذاته.
مخطط هندسي للمكتبة الخالدية طــريــق باب السلسلة، حيث كانت تسكن عـــائلــة الخالدي،في حين يبـــــدو شـــــارع باب المغاربة خلفها المؤدي لساحة المبــكــى.
2– مكتبة الجمعية الروسية الأرثوذكسية.
3– مكتبة المعهد الإنجيلي الألماني لدراسة آثار فلسطين وتأسست عام (1902م).
4– مكتبة المعهد الكتابي والآثاري الدومينيكاني وتأسست عام (1900م).
5– مكتبة المدرسة الأمريكية للأبحاث الشرقية وتأسست عام (1901م).
6– مكتبة المعهد الكتابي الفرانسيسكاني (1901م).
7– مكتبة البطريركية الأرثوذكسية (دير الروم) التي تأسست عام 1865م،
8– ومكتبة المخلص التي تأسست عام 1558م.
2 – الحكم البريطاني لمدينة القدس (1917م–1948م):
لقد عمل الحكم البريطاني على قيام الوطن القومي لليهود في فلسطين، ولهذا أعطى الإنجليز شؤون تعليم اليهود إلى الوكالة اليهودية، بينما أبقوا شؤون تعليم الفلسطينيين في أيديهم. وقد قصر الإنجليز تقصيراً شديداً في فتح المدارس في فلسطين وخاصة في القرى والريف، حتى أنه لم يكن في فلسطين قبل نهاية الانتداب البريطاني سوى 3 مدارس ثانوية كاملة هي: دار للمعلمين (الكلية العربية)، ودار للمعلمات، والمدرسة الرشيدية، وجميعها في مدينة القدس.
وقد ظهر التقصير واضحاً في مجال المكتبات المدرسية كما ظهر في سائر مجالات الخدمة المكتبية وخاصة المكتبات العامة. ولم تعط إدارة المعارف أي اهتمام واضح للمكتبات المدرسية. ففي العشرينات ظلت معظم المدارس بدون مكتبات وكانت عملية إنشاء المكتبات المدرسية تسير بشكل بطيء لعدم رصد ميزانية لهذا الغرض. وكانت الكتب تشترى من تبرعات التلاميذ أو من الهدايا التي تقدم من المحسنين. ولم يكن هناك غرف مخصصة للمكتبة في المدرسة؛ بل كانت هناك خزائن لحفظ الكتب، يشرف عليها معلمون حيث لم يكن هناك مكتبيون مدربون،ولهذا غابت الفهرسة والتصنيف عن هذه الكتب.
وحتى نهاية فترة الانتداب البريطاني كانت المكتبات المدرسية في القدس وغيرها من المدن الفلسطينية فقيرة، فقد كان متوسط عدد الكتب في المدرسة الابتدائية الكاملة 600 كتاب، وفي المدرسة الثانوية 1200 كتاب وكانت أكبر المكتبات الأكاديمية الرسمية مكتبة الكلية العربية في القدس التي ضمت 7122 كتاباً عام 1946م.
أما المكتبات العامة سواء الحكومية منها أو التابعة لأية جهة أخرى فلم تفتح منها مكتبة واحدة في القدس زمن الانتداب البريطاني، وذلك لحرص سلطات الانتداب البريطاني المتعمد على تجهيل الشعب الفلسطيني.
ونتيجة لهذا الواقع الصعب للمكتبات في مدينة القدس، فقد حاولت مؤسسات غير رسمية أن تسد جزءاً من الفراغ في هذا المجال وقد نشطت النوادي والجمعيات وكان لبعضها نشاطات ثقافية ومكتبات خاصة ومن أهمها في القدس:
– مكتبة المركز الثقافي الفرنسي وتأسست عام (1937م).
– مكتبة المجلس الثقافي البريطاني وتأسست عام (1944م).
– مكتبة جمعية الشبان المسيحية وتأسست عام (1933م).
وقد أنشئت خلال الانتداب البريطاني على فلسطين مكتبات متخصصة تابعة للدوائر الحكومية مثل:
– مكتبة دائرة الزراعة وتأسست عام (1920م).
– مكتبة دائرة المعارف وتأسست عام (1920م).
– مكتبة متحف الآثار الفلسطيني وتأسست عام (1935م).
– مكتبة دائرة الإحصاءات وتأسست عام (1936م).
– مكتبة دار الإذاعة وتأسست عام (1936م).
– مكتبة دائرة المطبوعات وتأسست عام (1944م).
أما أهم هذه المكتبات الرسمية المتخصصة فقد كانت مكتبة متحف الآثار الفلسطيني في القدس التي تأسست عام 1935م، في العام نفسه الذي تم فيه بناء المتحف الذي أنشئ بتبرع من الثري الأمريكي (جون روكفلر). وتشغل المكتبة جانباً مهماً من المتحف وتتألف من طابقين. يضم الطابق السفلي الكتب المرتبة على رفوف معدنية حديثة، أما الطابق العلوي فيحتوي غرفة للمطالعة ويضم المراجع والدوريات والفهارس. وكانت المكتبة تضم أيام الانتداب البريطاني أكثر من 17 ألف كتاب بلغات مختلفة غالبيتها في مجال التاريخ والآثار، ومن بينها كتب ومخطوطات نادرة أهمها مخطوطات البحر الميت. وكانت المكتبة مصنفة ولها فهارس للمؤلفين والموضوعات. وقد استولت السلطات الإسرائيلية على المكتبة عام 1967م.
ومن المكتبات المتخصصة التي أنشئت أيام الانتداب البريطاني في القدس:
ومن أشهر المكتبات الخاصة في القدس في زمن الانتداب البريطاني:
3 – مكتبات القدس خلال الحكم الأردني (1948-1967م).
بعد حرب 1948م أصبحت مدينة القدس (الشرقية) والضفة الغربية بشكل عام تحت إشراف الأردن. وقد كانت الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بالمنطقة صعبة للغاية ومع ذلك فقد فتحت المدارس والمؤسسات العامة، وتم تطوير المكتبات ولكن في نطاق ضيق.
وقد ساهم تأسيس قسم المكتبات المدرسية في وزارة التربية والتعليم الأردنية عام 1958م في إدخال بعض التحسينات على مكتبات المدارس من خلال:
أ – تزويدها بالكتب وغيرها من المواد المكتبية.
ب – تنظيم دورات تدريبية للعاملين فيها.
ج – إدخال نظام المكتبات المتنقلة.
وقد كان وضع المكتبات المدرسية الثانوية خلال هذه الفترة أفضل بكثير من وضع المكتبات في المدارس الإعدادية والابتدائية التي كان معظمها بدون غرف خاصة وبدون أمناء مكتبات متفرغين. كما كان الكثير من المدارس الابتدائية في تلك الفترة بدون مكتبات مدرسية.
أما التطور الجديد في مجال المكتبات والذي حدث خلال هذه الفترة في مدينة القدس فهو تأسيس المكتبة العامة عام 1964م. وتسمى حالياً مكتبة القدس المركزية وتشرف عليها بلدية القدس وفيها أكثر من 50 ألف كتاب، وهي مفهرسة ومصنفة وتقدم الخدمات التقليدية للمكتبات العامة ويعمل بها 4 موظفينويتكون مبنى من طابقين ، الطابق الأول يضم المكتبة بأقسامها المختلفة والطابق الثاني يضم صفين للتعليم وقاعة كبيرة للمحاضرات ، الندوات والمعارض التي تقام في المكتبة.
وفي عام 1963م تم تأسيس جمعية المكتبات الأردنية والتي لعبت دوراً مهماً في تطوير المكتبات والمكتبيين في الضفة الشرقية والغربية من خلال فتح فروع لها في الضفتين ونشر الأدب المكتبي وعقد الدورات التدريبية للعاملين في المكتبات المختلفة.
والجدير بالذكر أن في مدينة القدس عدداً كبيراً من المكتبات الخاصة بالأسر والعائلات والتي من أشهرها:
كانت قسما من الزاوية الفخرية ملك آل أبي السعود وهي عائلة معروفة النسب تقطن القدس منذ نيف سبعة قرون ،كانت هذه المكتبة غنية بمخطوطاتها الدينية والفلكية وكان عدد الكتب فيها يقدر بنحو عشرة آلاف مصنف غير أن افراد العائةاقتسموا هذه المصنفات فيما بينهم فبعثرت.
اسسها المرحوم الشيخ خليل الخالدي وهو رئيس سابق لمحكمة الاستئناف الشرعية ،انه من الأئمة الاعلام اصطفاه الله الى جوارة سنة 1914 وقد جمع فيها ما يقارب من خمسة آلاف مخطوط كلها من المخطوطات العربية القديمة ولكنها ويا للأسف محفوظة في يومنا هذا في صناديق مقفلة.
مكتبة نفيسة فيها نخطوطات كثيرة قسمها الاكبر في عهدة أحد أبناء هذه العائلة الشيخ محمد أفندي البديري والقسم الآخر ف ي حوزة غيره من أفراد عائلته التي قطنت القدس منذ أكثر من ستمئة سنة ومكتبة آل البديري في الحرم الشريف وقد بعثرت كتبها
فيها بعض المخطوطات التاريخية وفيها مصنفات عديدة في الرياضيات وهي واقعة بباب العمود اصحابها آل القطينة من العائلات القديمة ذكروا في مستندات القرن التاسع للهجرة وقد بعثرت كتبها .
اسسها الشيخ أحمد بن محمد يحيى الشهير بالمحدث وهو مغربي الأصل من مراكش كان فيما مضى مفتي القدس وفيوقفيته المؤرخة 1181هـ الموافق 1767مقدرت أثمان الكتب التي تركها بتسع وخمسين ألف زلطة تبعثرت كتبها فنقل بعضها الى المكتبة الخالدية ،وأخذ بعضها الآخر الشيخ طاهر الجزائري فنقله الى دار الكتب بدمشق .
انها مكتبة قيمة فيها كتب علمية وأخرى تاريخية وفيها بعض المخطوطات وكانت المكتبة في منزلة بحي الشيخ جراح وعندما اكفهر جو السياية بسبب التقسيم نقلت الى دير القربان على مقربة من باب الجديد ولما نسف ذلك الدير بقيت الكتب تحت الأنقاض .
مكتبات الكنائس والأديرة في مدينة القدس:
لقد نشأت أوائل المكتبات المسيحية من خلال جمع مجموعة من الكتابات المسيحية في الكنائس منذ العهد الذي تلا عهد الحواريين، ذلك أن رغبة أوائل المسيحيين في جمع أقوال السيد المسيح وأقوال الحواريين، ورسائل الرسل وأوائل الأناجيل وحفظها في مكان أمين وتعليمها للأجيال اللاحقة، كل ذلك أدى إلى تأسيس مكتبات ألحقت بالكنائس فقد أسس الأسقف إسكندر مكتبة مهمة في القدس قبل سنة 250م. وفي الوقت نفسه أسس زوريجين وبامفيلوس مكتبة مهمة في قيسارية في فلسطين.
مكتبات الكنائس والأديرة على النحو التالي:
1 – مكتبة جولبينكيان في دير الأرمن (دير مار يعقوب) وتأسست عام (1929م).
2 – مكتبة المجمع العلمي الأثري البروتستانتي وتأسست عام (1890م).
3 – مكتبة معهد الطنطور للدراسات اللاهوتية وتأسست عام (1971م).
4 – مكتبة الفرنسيسكان في دير اللاتين وتأسست عام (1561م).
5 – مكتبة كنيسة القدسية آن وتأسست عام (1882م).
6 – مكتبة البعثة البابوية وتأسست عام (1960م).
7 – مكتبة بطريركية اللاتين وتأسست عام (1848م).
8 – مكتبة Studium Biblicum Fransiscanum . وتأسست عام (1927)
9 – مكتبة بطريركية الروم الأرثوذكس وتأسست عام (1800م).
10 – مكتبة بطريركية الروم الكاثوليك وتأسست عام (1890م).
11 – مكتبة القديس المخلص في دير اللاتين (دير الإفرنج) وتأسست عام (1558م).
الانتهاكات الإسرائيلية للكتب والمكتبات في مدينة القدس (1967م – حتى الآن):
عندما احتلت القوات الإسرائيلية مدينة القدس عام 1967م، كان فيها 50 مكتبة مختلفة تضم أكثر من 100 ألف كتاب، وأكثر من 500 ألف وثيقة ومخطوط وسجل،ومنذ ذلك العام (1967م) والقدس تتعرض إلى إجراءات وانتهاكات إسرائيلية بالغة الخطورة هدفها الرئيسي تهويد القدس. ومن مظاهر الانتهاكات الإسرائيلية في مجال الكتب والمكتبات كما رصدها البديري:
1 – مصادرة مكتبة القدس العامة، حيث قامت السلطات الإسرائيلية مباشرة بعد الاحتلال بمصادرة هذه المكتبة بكل محتوياتها من الكتب والدوريات، ونقلت ملكيتها وإداراتها من بلدية القدس العربية إلى ما يسمى ببلدية القدس الموحدة. كما قامت في الوقت نفسه بمصادرة عدد من الكتب والدوريات الموجودة في المكتبة واعتبرتها ممنوعة ونقلتها إلى مكان مجهول. كما حددت نوعية الكتب والدوريات المسموح بإدخالها إلى هذه المكتبة.
2 – حظرت سلطات الاحتلال استيراد العديد من الكتب وتوزيعها ومنعت تداولها في أسواق ومكتبات القدس، ولم يقتصر الحظر على الكتب السياسية والكتب الخاصة بفلسطين والقضية الفلسطينية، بل امتد ليشمل بعض كتب التاريخ والتراجم والأدب وخاصة الشعر.
3 – فرضت سلطات الاحتلال رقابة صارمة على طباعة الكتب العربية ونشرها في القدس حيث أصدرت أوامر عسكرية بضرورة مرور أي مطبوع على دائرة الرقيب العسكري الإسرائيلي للاطلاع واتخاذ قرار بشأن السماح بالنشر، وقد أدى ذلك إلى انخفاض كبير وملموس في حركة التأليف والنشر في مدينة القدس التي تراجعت إلى الوراء.
4 – منع المكتبات في القدس الشرقية (العربية) من اقتناء كل ما تقتنيه المكتبات في القدس الغربية وتداوله. على سبيل المثال كانت الكتب الصادرة عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية ومركز الأبحاث الفلسطيني موجودة في مكتبات الجامعات والمعاهد الإسرائيلية، ولكنها منعت في مكتبات القدس العربية.
5 – قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق العديد من المؤسسات الثقافية في القدس العربية. فقد قامت بإغلاق جمعية الدراسات العربية لمدة 4 سنوات ومصادرة العديد من الكتب والوثائق، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة في مكتبة الجمعية وأرشيفها. كما تم إغلاق اتحاد الكتاب وغيره من المؤسسات الثقافية.
6 – فرض الرقابة الصارمة على الصحف والدوريات الصادرة في القدس بدعوى الحفاظ على أمن الدولة، حيث ألزمت سلطات الاحتلال جميع الصحف والمجلات بضرورة إرسال كافة موادها إلى الرقيب العسكري. وقد عانت صحف القدس من هذه الإجراءات كثيراً، فقد كانت عملية الشطب والحذف تصل أحياناً إلى نصف حجم الصحيفة.
7 – سحب تراخيص وإغلاق مؤقت ومنع توزيع العديد من الصحف والمجلات الصادرة في القدس وإغلاقها مؤقتاً ومنع توزيعها بدعوى أنها تشكل خطراً على الأمن الإسرائيلي. فقد سحبت سلطات الاحتلال تراخيص سبع صحف عربية منها على سبيل المثال: الشراع، والعهد، والوحدة، والدرب، والميثاق. كما قامت سلطات الاحتلال أحياناً كثيرة بمصادرة أعداد كاملة من الصحف والمجلات المطبوعة والمعدة للتوزيع إما من داخل المطابع ومراكز التوزيع، أو عند مداخل مدينة القدس. كما منعت سلطات الاحتلال في أحيان كثيرة خروج الصحف والمجلات من مدينة القدس إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
8 – الاستيلاء على وثائق وأوراق ومستندات وسجلات المحكمة الشرعية بالقدس وأوراقها ومستنداتها وسجلاتها، وتحتوي هذه المحكمة على وثائق ومعلومات على جانب كبير من الأهمية لأنها تخص حياة المسلمين في القدس منذ عام 1517م.
9 – اتباع سياسة الاعتقال والإبعاد وفرض الإقامة الجبرية ومنع السفر بحق العشرات من الكتاب والصحفيين والباحثين والأدباء والفنانين والمثقفين من أبناء القدس وخاصة الذين نشطوا في الدفاع عن عروبة المدينة المقدسة.
10 – إغلاق القدس ومنع الدخول إليها وعزلها عن الضفة الغربية وقطاع غزة، مما أدى إلى حرمان أساتذة الجامعات والباحثين والدارسين والطلبة من الوصول إلى مراكز الأبحاث والمكتبات في المدينة للاستفادة من الكتب والمراجع الموجودة فيها.
في مجال الانتهاكات الإسرائيلية للكتب والمكتبات في مدينة القدس:
* هناك مكتبات دمرت جزئياً أو كلياً من جراء العمليات العسكرية، ومن تلك المكتبات مكتبة عبدالله مخلص التي خبأها في دير القربان في القدس، فدمرت عندما نسف الإسرائيليون الدير، وضاعت تحت الأنقاض (ويقال إن الإسرائيليين نهبوها قبل النسف).
* منع استيراد الكتب ومنع تداولها في المكتبات ونشرها. وقد شمل هذا الإجراء (5410) كتاب منع تداولها منذ عام 1967م وحتى مطلع 1985م وتأتي في مقدمة هذه الكتب تلك التي تتحدث عن الإسلام والقضايا العربية والقضية الفلسطينية. وتهدف سلطات الاحتلال من وراء ذلك إلى محاربة الوعي القومي وقطع الصلة بين المواطن العربي الفلسطيني وتراثه وتاريخه.
* إحراق محتويات مخازن شركة التوزيع الأردنية في القدس عام 1983م.
* بسبب القيود الشديدة المفروضة على النشر فقد تقلص عدد دور النشر في الضفة الغربية من 23 داراً إلى 4 دور، ثلاث منها في مدينة القدس.
* لم تسمح سلطات الاحتلال بإنشاء مكتبات عامة في القدس.
والجدير بالذكر أنه مع كل هذه الممارسات الإسرائيلية ضد المكتبات في المدينة المقدسة، فقد تم إنشاء العديد منها في مرحلة الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين في مدينة القدس أو ضواحيها ومن أشهر هذه المكتبات:
وبشكل عام تواجه المكتبات في مدينة القدس مجموعة من المشكلات التقليدية التي تواجه المكتبات في معظم المدن العربية والإسلامية والتي تتلخص في النقاط التالية: