ثقافه وفكر حر

من مختارات التربوي المتقاعد عوني عارف ظاهر حكاية القول يوم ما مطرت الدنيا زنقل وزلابية

كان يا ما كان…. في قديم الزمان، وما يحلى الحكي إلا بذكر النبي… عليه الصلاة والسلام…
كان في عصر الجيش العسملي… يعني أيام الأتراك لما كانت تحكم فلسطين…
كان في فلاح اسمه درويش… وهو مسكين درويش… يمعط الجاجات ويسرق الريش… أهبل على باب الله… وكانت زوجته فهيمة …فهمانة… بس غلبانه بعيشتها وبمشاكلها مع زوجها الأهبل درويش… يوم ضاقت الدنيا بوجهها… وطفرت الحالة عندها… قالت له:
خذ البقرة اللي حيلتنا… وروح على المدينة وبيعها في السوق… يمكن تجيبلك عشره أو عشرين ليره…
وقامت فهيمه حطت الزاد والزواده لدرويش، وسحبت البقرة وسلمتها له… وقالت له:
اتكل على الله وروح للمدينة… وإرجع قبل ما تغيب الشمس.
سحب درويش البقره… وفي الطريق تعب وجلس يرتاح تحت شجره… وربط البقرة في الشجرة… وفرش منديل الزاد والزواده… ولسه بيقول بسم الله…شاهد حرذون … نظر درويش اليه … وقال له:
إيش يا حرذون بدك تشتري البقرة…
هز الحرذون راسه لأسفل وأعلى :

قال له:
طيب… بتدفع عشرين ليره.
هز الحرذون راسه كالعادة :
قال له:
وين المصاري…. تحت الشجرة….
هز الحرذون راسه واختفى داخل السلسال :
قام درويش حفر تحت الشجرة… شاف جرة فخار مليانه ذهب… ليرات ذهب عسمليه… عد عشرين ليره ذهب… ورجع الباقي… ودفن الجرة زي ما كانت… وقال:
هذه البقرة الله يبارك لك فيها… وأنا أخذت حقها والباقي رجعته مطرحه….
ودع الحرذون الذي اختفى داخل السلسال وروح على بيته…
استغربت زوجته فهيمة برجوع زوجها قبل موعده… فقالت له:
ما أسرع ما رجعت… وين البقره؟
قال لها:
بعتها للحرذون بعشرين ليره ذهب.
شافت المره الفلوس الذهب وانهبلت… وشدت في خناقه… وما فكته إلا لما حكى لها القصه من طقطق لسلام عليكو…

قالتله:

الله يعطيك العافية

وراحت بسرعة لعند الشجرة… وشافت البقرة مربوطة في مطرحها… بحشت على الجره… ولقتها مليانه ذهب عسملي… حملت الذهب وخبته في أواعيها، وسحبت البقره ورجعت ع البيت… لما شافها درويش صار يصرخ ويلطم على وجه ويقول:

حرام عليك يا مره تسرقي بقرة الحرذون

خافت فهيمه أن يشكيها الأهبل للحاكم…. راحت عملت زنقل و زلابيه (حلوى مثل العوامه “لقمةالقاضي”) وطلعت فوق السطوح وصارت ترمي عليه… وهو فرحان يلقط ويوكل… ويقول:

يا سلام يا أولاد… الدنيا بتمطر زنقل وزلابيه

وفي يوم زعل درويش من مرته فقال والله لروح للحاكم وأقول أنك سرقت بقرة الحرذون واخذت مصاريه..

ما اهتمت فهيمه من كلامه وتهديده….

راح الأهبل للحاكم وحكى له القصة من طقطق لسلام عليكم… استدعى الحاكم التركي فهيمه وسألها عن البقرة وجرة الذهب… فقالتله:

سلامه تسلمك يا سيدي الحاكم… زوجي أهبل ومجنون… بيتهيء له أشياء مابتصير…. وإذا مش مصدقني اسأله وقتيش صارت هذه الحكايه؟؟؟

سأله الحاكم… فقال الأهبل:

يوم ما مطرت الدنيا زنقل و زلابيه…

ضحك الحاكم وقال لفهيمه:

الله يعينك على هاالزوج…خوذي زوجك وروحي على بيتك

ايها السادة الكرام ..
الله وكيلكم نحن نعيش في زمن الدراويش
نحن كالحرذون بعنا واشترينا ولا نعلم شيئا الا وصول انواع من اللقاحات إشي مجرب وشيء يجعله لا يجرب ….شيء لعيلة القوم وشيء أخر للكادحين الغلابا …
وكنا ما زلنا نصلي صلاة الحرذون …..نهز برؤسنا
توته توته خلصت الحدوثة لقاؤنا غدا ان شاء الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق