ثقافه وفكر حر

من مختارات التربوي المتقاعد عوني عارف ظاهر بالنسبة للمقولة أو المصطلح “عايف التنكة”

التنكة هي عبارة عن قطعة معدنية كانت تعطى لمن تمَّ تسريحه من الخدمة الإلزامية أو “السفربرلك” أيام الحكم العثماني، وهي بمثابة براءة ذمة، أو وثيقة إنهاء خدمة، وبدونها لايستطيع الرجل أو الشاب أن يمشي خطوة واحدة، لأنه سيتعرض للسوق إلى “السفربرلك” مجدداً.

أما عن المثل أو المصطلح “عايف التنكة” فقد كان يقال لمن يصل به اليأس حداً لايطاق، فيرمي هذه “الحديدة” أو “التنكة” التي كان أغلب المسرحين من الخدمة يحملونها بخيط في رقابهم كي لاتضيع، إلى أن يتركها ويمشي على مبدأ أن شيئاً لم يعد يهمه ولاتعنيه حياته أو موته شيئاً، لأن الشاب الذي يؤخذ إلى سحب “السفر برلك” بحكم المفقود أو الميت وقد لايعود أبداً، فيقول الناس عنه أن يائس لدرجة أنه “عايف التنكة
كان شعبنا الفلسطيني يعتمد “التنكة” كوحدة قياس، ابتداء من تنكة زيت الزيتون وتنكة الكاز وتنكة البرغل وانتهاء بتنكة الفقر والبؤس الذي يعيشه. فإذا ما سألت كيف حال فلان وقالوا لك “عايف التنكة” فاعلم أن الحالة التي وصل إليها من البؤس والفقر، ، فهناك ناس في عهه كورونا لن يكون في بيته تنكة ماء لكي يشرب منها وتنكة طحين ليؤمن الخبز لأهله، وتنكة برغل لكي يطبخ منها، وتنكة زيت زيتون لكي يغمس بها لقمة خبزه الجاف، وتنكة كاز لعله يشعل بها مدفأة بيته ويدفئ أهله وعياله من برد الشتاء
ولكن قصة اخرى في فلسطين
يقال، أن شيخاً من شيوخ العرب، قبض على عدوّه الشاعر قرواش، فلما رآه الشيخ، وكلّمه أعجبته فصاحته، فقال له الشيخ: اسمع أيها الشاعر قرواش، سأعفو عنك في الحال، إذا قلت في حقي قصيدة، تمدحني بها بالشطر الأول من كل بيت، وتهجوني بالشطر الثاني. فتبسم الشاعر قرواش، وطلب من الشيخ الأمان، فأمّنه الشيخ، وعلى الفور أنشد قرواش قائلاً: يا سبع جاي من ميثلون
لاقاك واوي جفّلكْ.
حَمّال للرمح الطويل،
هرّاب يوم المعتَرَكْ.
ذبّاح للكبش السمين،
ما ابتطعم السايل حنكْ.
يا أمير يا ابن الأمير،
ياللي أبوك من قبلك تنكْ
خير الناس برؤوسهم
، وإنت خيرك بأسفلك
وبالتأكيد ان الكيلة مصنوعة من التنك وهي اصغر من التنكة التي مازالت تصنع في نابلس من الخمسينات في القرن الماضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق