ثقافه وفكر حر

حيد عن الجيشي يا غبيشي”

https://www.facebook.com/love.oooooo.b.me/videos/816893738507657/

سنتكلم اليوم عن أغنية “حيد عن الجيشي يا غبيشي”
الكثير منّا يسمعها في مناسبات مختلفة ولكن ماهي قصتها الحقيقية ؟
“حيد عن الجيشي يا غبيشي قبل الحناطيرِ ما يطلُّوا”، بهذه الكلمات تبدأ الأغنية الشعبية الفلسطينية “غبيشي” التي راجت في أربعينيات القرن العشرين وقبل النكبة ، لتعود وتنتشر من جديد بأصوات فلسطينية شابة.

تعود هذه الأغنية للأديب حسين اللوباني، بحسب ما ورد في معجم الأغاني الشعبية الفلسطينية المأرشف، وتحكي قصة “المطاريد” الفلسطينيين قبل مجيء الاحتلال الصهيوني، في فترة الإنتداب البريطاني على الأردن وفلسطين.

“غبيشي”، شابٌ شجاع وشهم وطيب القلب ، أحب فتاة جميلة تُدعى “حسناء”، تنتسب إلى عائلة غنية وكبيرة، وتقدم لخطبتها لكن عائلتها رفضت مصاهرته لأنه من عائلة صغيرة وميسورة الحال . هذا الرفض لم يُثني غُبيشي عن هدفه، فقد عاد مرات لطلب يد حسناء للزواج، ولم يوفر طريقة ولا واسطة إلا استخدمها، لكن دون فائدة.

بعد ذلك قرر غبيشي أن يتزوج بحسناء، ويهرب بها إلى قمة جبل بعيدة، وهذا ما حصل فعلا، لكنهما ظلا يعيشان في خوف ورعب من العائلة، فقرر أن يسهر في كل ليلة أحدهما على الآخر، حتى لا تباغتهما عائلة حسناء.

بعد زواجهما، جن جنون والد حسناء وأقاربها، فاستنجدُوا بالقائد الإنجليزي السير جون باجوت غلوب، قائد قوَّات إمارة شرق الأردن في عهد الإنتداب بين العامين 1939 – 1956، والمعروف بـ “أبو حنيك”، وسمي بهذا الاسم لأن رصاصة من ثائرٍ فلسطيني أصابت حنكه وخلفت أثراً عليه، فشاع اسمه بين الناس بأبي حنيك وبعض الأحيان أبو حنيك الأفكح.

وتعهَّدَ أبو حنيك بإحضار رأس غبيشي بعد اخبار والد حسناء أبوحنيك بأن غبيشي أحد ثوار عام 1936، فاصطحبَ كتيبة من الجنود والحناطير والمصفحات، مدجَّجين بالأسلحة والرَّشَّاشات وشرعوا بالبحث عن العاشقين الفارّين (غبيشي وحسناء).

وفي إحدى الليالي، عندما كان غبيشي نائما لاحظت حسناء التي كانت تسهر على زوجها وتراقب المكان، جلبة وضجيج عساكر وحناطير، فأيقظتهُ وطلبت منهُ ” كف الشَّر ” و”التَّحييد” عن الجيش قبل مجيئهم، وأنشدت هذه الكلمات الشعريّة، في الوقت الذي ردَّ عليها غبيشي بكلمات أخرى، لينظموا قصيدة على شكل حوار، تحولت فيما بعد لأغنية تراثية، انتشرت في كل مكان، وأصبح الناس يرددونها في الأعراس والمناسبات بألحان مختلفة، وما زالت تُغنى في الأعراس الفلسطينية حتى يومنا الحاضر.

ويُقال أن غبيشي استطاع دحر جنود غلوب باشا بعد مساندة رفاقه الثوار له ، لكنه أصيب إصابة بالغة كانت سبباً في استشهاده لاحقاً. وفي الحوار بين المحبوبين تطلب منه حسناء أن يبتعد عن ملاقاة الجيش خوفاً عليه وحباً له، لكنه يرفض ذلك ويتوعدهم بالقتال الشديد، وتعبر عن حبها له بسبب شجاعته .
نقدم لكم جزءً من الأغنية …بأداء الحاجة ام عنتر من عارة .

حسناء: حيِّدْ عنِ الجيشي يا غبيشي قبل الحناطير ِ ما يطلُّوا
غبيشي: وَاحَيِّدْ عن ِ الجيشي لويشي ولْ يِقحَم غبيشي يا ذلُّو
حسناء: عين دربَكْ زين شيل شدّي واقطع درب الصِّين واوعَى تهدِّي .. تراهُنْ جايينْ فندي وفندِي معَاهُمْ مراتينْ وبرابيلُّو
غبيشي: ماخِذْ متراسي وقاعِدْ حاضرْ فرودي حُرَّاسي والخناجرْ .. وبساحة ْ برجاسي مين يخَاسِرْ ومِنْ عنِّة رصاصي يولُّو .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق