مكتبة الأدب العربي و العالمي

سلسلة كتاباتي الأدبية (1)لتجعل عقلك صقرا نافذ البصر والبصيرة / وحيد راغب

1-الشك لم يكن أبدا عيبا , فهو طريق الإيمان فلما سئل النبى محمد”صلي الله عليه وسلم ” عن أن الصحابى عندما يسترسل فى التفكير فى الكون ويسأل نفسه من خلق الى أن يصل من خلق الله , فقال النبى ذلك الإيمان فقولوا آمنا بالله , فطه حسين عميد الأدب العربى استخدم منهج الشك الديكارتى فى بداية حياته متأثرا بديكارت وكان نتاج ذلك كتاب فى الشعر الجاهلى فقال بنحوله أى تكذيبه , ثم قال بأن الخليل ابراهيم لم يكن بالجزيرة العربية ,أمران تصدا لهما الأزهر وغيره , ولكن عظمة طه حسين أنه بفكره الصائب رجع عن ذلك , وبقى المفهوم لدى الجماعات عن طه حسين . والله لو قرأت كيف يصف طه حسين القرآن لعلمت أنه أفقه منى ومنك ومن كثير ,وأكثر ايمانا منى ومنك ومن كثير ارجع الى ما قال طه حسين عن القرآن وعن رجوعه عن آرائه ستجد نعم الفذ العبقرى الأديب,
اذن الشك ليس عيب إن أوصلك لليقين , إنما الشك من أجل التضليل وإثبات باطل هو الجريمة الكبري , فالدكتور مصطفي محمود شك ليشتد إيمانه وكتب في ذلك كتبا كرحلتي من الشك الى الإيمان , وتحدث هو بنفسه عن تجربته .

2-ان من غرائب البشر التضخيم , فهم ينفخون فى النملة لتصبح فيلا , ويجعلون من حرف سقط وسط الكلام أرجوزة طويلة تحكى هنا وهناك , وينسبونها لمثل المصطبة ما تصغروش انفخه يمكن يفيدك يوما ما , والنتيجة فتن هنا وهناك , وتشويش هنا وهناك , وتزييف هنا وهناك , الكل يتخبط والكل ملخبط , لايقين ولا حقيقة , سرك وبلياتشو , انتحال وانتشال . اختباء وافتراء , ارتجال وافتعال … لذا قيل :أجسام البغال وعقول العصافير ..

3-احترت فى وداعك أيها الغاضب منى , كلما أفقت على كلامك يعصرنى الخوف والخروج من التجربة , انتضى سحب المواجهة مع دلالك , وألطف المابين ببسمة ادخرتها لك فى قلبى , عساك أن تمنحنى شرف مناجاتك , وتعدنى بطيف يبهرنى ونسمة تتراقص على خدى , انت أيها القابض على أفقى , والراكب على صهوة حبى ,لن يخسر أبدا بحرى لو اشتد موجك , أو صفعتى بجلالها ريح عبقك ,أيها الغاضب منى أنا أبدا لن أودعك , وكيف أودع من هو منى قاطن فى سويدائى , أيها الغاضب منى غضبك حلو على قلبى

4-اصدق مع نفسك يصدقك الغير , وانصح نفسك ينتصح بك الغير , ولا تقل بغير علم , أو تعمل بغير قول , ويسر ما شئت لغيرك الطريق , فاذا عثرت يقيلك , ونم روح العزة عندك فلا يستهين بك غيرك , واشمخ برأسك تواضعا لربك لمن يريدك أن تنكسها , انت كرمت فلا تجعل من نفسك مهانا , وانت سيد الكون فلا يضحك عليك من هو دونك.. من الشياطين , اجعل من ذكرك عبقا يشمه الدانى والقاصى , ولا تجعل من سيرتك اذا أشير اليها أن يكون نصيبها التأفف والتأذى , انت صنعة ربك فكن نعم الصنعة بأن تتحلى بصفاته وأسمائه

-5المادة والروح , الجسم والهيولى ,الظاهر والباطن , اسماء بحث فيها الجميع , وتناقش حولها العلماء والفلاسفة وأهل الدين , كل يدلى بدلوه حسب اعتناقه وعلمه وفكره , والنتيجة حضارة مادية قاسية لا تبتغى غير اقتناص اللذات والشهوات وتبتعد عن القيم كل يوم تجاه القرصنة والاستعمار المقنع وغير المقنع وتذليل وتركيع الأدنى اقتصاديا وتسليحا , وحضارات متجذرة سابقة تدعو الى التوحيد تارة متمثلة فى الاسلام وتارة فى التثليث متمثلة فى المسيحية وتارة فى عبادة الوهم والسيطرة على العالم لساميته وانه مصطفى ليسود وغيره يركع ويذل له متمثلة فى اليهودية المتصهينة , وتارة فى موت الالهة وما ثم غير دنيا نعيشها بكل متعة ولو كانت فى غير فطرتها متمثلة فى الملاحدة , فالأمر لا يتعدى أن تلتقى المادة بالروح ليصبح إنسانا يعرف من ذا الذى أدخل الروح فى الحسد ومن ذلل له الكون ومن كرمه على باقى الكائنات ولم يهنه فخلقه منتصب القامة شامخا , إنه الله شئت أن تعقل أم أبيت هديت أم لم تهتد فضع مركبا فى البحر بدون قبطان وقل له انطلق فانت ملك نفسك ماذا سيفعل المركب لن يتحرك من مكانه أيها العقلاء ما ثم الا رب واحد للكون فانظر مكانك منه
الشاعروحيد راغب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق