مقالات
مضت دون إهانات: ماكرون وأردوغان ناقشا الخلافات
تحت العنوان أعلاه، كتبت نينو جغاركاوا، في “غازيتا رو”، حول تعذّر عودة العلاقات إلى طبيعتها بين ماكرون وأردوغان، بعد تبادلهما الإهانات على الملأ.
وجاء في المقال: تحاول تركيا وفرنسا حل النزاع الذي تفاقم بينهما في الأشهر الأخيرة، والذي لا يعود سببه إلى تضارب المصالح بين البلدين فقط، إنما والصراع الشخصي بين الرئيسين، إيمانويل ماكرون ورجب طيب أردوغان.
جرت محادثة بين الزعيمين عبر الإنترنت، وهي أول حالة حوار مباشر بين رئيسي تركيا وفرنسا خلال الأشهر الستة الماضية.
وفي الصدد، قال مدير مركز دراسة تركيا الجديدة، يوري مواشيف، إن رغبة الطرفين في إخراج العلاقات من الأزمة التي وجدا نفسيهما فيها أمر مفهوم تماما.
وأضاف: “يبدو أن هناك وعيا بأن تبادل الانتقادات اللاذعة قد أدى بعلاقات الدولتين إلى طريق مسدود، ينبغي الخروج منه بطريقة ما. من الواضح أن كليهما في حاجة إلى استعادة العلاقات. لقد وصلت تركيا بالفعل إلى مستوى جديد في منطقة الشرق الأوسط الكبير. وهي لا تطلب الإذن من فرنسا لكي تفعل ما تفعله وكيف تفعل”.
من الواضح أن طموحات أردوغان السياسية تمس مصالح فرنسا. فلطالما نظرت باريس إلى مستعمراتها السابقة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط بوصفها منطقة نفوذها. أنقرة، بدورها، كانت تنتهج باستمرار سياسة لتوسيع نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي في هذه المناطق.
وقال مواشيف: “باريس، قلقة بشكل خاص بشأن شمال إفريقيا. فهذه منطقة مصالحها التقليدية ونفوذها. وكما كان البزنس الفرنسي مندمجا في الاقتصاد التركي، فإنه لا يزال كذلك، فهناك مليارات في الاستثمارات والعديد من المشاريع المشتركة، والشركات ذات رأس المال المختلط”.
بالنسبة لماكرون، يظل من المهم الحفاظ على صورته كأحد اللاعبين الرئيسيين على المسرح العالمي. وللقيام بذلك، يحاول لعب الدور الأول في العديد من النزاعات، والنزاع بين اليونان وقبرص ليس استثناء.
ومع ذلك، وفقا ليوري مواشيف، فلن يكون من الممكن استعادة العلاقات بشكل كامل بين أردوغان وماكرون. فقد تبادل هذان السياسيان الإهانات بصوت مرتفع جدا، وكانت التناقضات الأيديولوجية عميقة للغاية، واتسع نطاق تقاطع المصالح إلى أبعاد كبيرة للغاية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب