مقالات
مزاج قلم بقلم الكاتب الصحفي فايز أبو رزق
… هل عرف مخترع الكاميرا أنها ستكون شاهد عدل في يوم من الأيام،،، أحداث كثيرة طواها التاريخ دون الاحتكام إلى سلطة الدولة والقانون،،، وأحداث قليلة كانت الكاميرا حاضرة في المكان والزمان الصحيح، فبرزت للعيان، وأثارت موجة من التساؤلات والمحاكمات الوهمية أو الحقيقية، ويبقى التساؤل الأهم: ماذا يحدث عندما تغيب الكاميرا أو تقع الصورة عند الضمائر الميتة.
صورتان يفصل بينهما فاصل زمني طويل يقارب 32 عاما ..الظروف واحدة،،، القاتل بنفس البزة العسكرية،،، الضحية صاحب قضية،،، ويتم القتل بدم بارد وبدون أدنى مبرر.
ففي العام 1984 نفذ أربعة من الفدائيين الفلسطينيين عملية خطف باص إسرائيلي ( خط 300) جنوب قطاع غزة مطالبين بالإفراج عن أسرى فلسطينيين ، وخلال مداهمة الباص من قبل القوات الإسرائيلية تم قتل اثنين من الفدائيين وبعدها تم تصفية اثنين آخرين اعتقلا أحياء، ولولا وجود الكاميرا التي رصدت عملية الاعتقال لما عرفت الحقيقة ،،، وتتكرر الجريمة في مدينة الخليل أول أمس، عندما أطلق جندي إسرائيلي الرصاص على رأس فلسطيني جريح ممدد على الأرض،،، ورصدته هناك العين التكنولوجية،،، ورغم دموية المشهد يبقى الأشد مرارة : كم استخفاف بحياة إنسان لم ترصده الكاميرا وتوثقه الصورة؟؟