مقالاتنشاطات

علامة استفهام وطنية حول مديح الطغاة والفاسدين بقلم: سلطي محمد ريموني

تطالعنا بعض الأقلام عبر وسائل الإعلام المختلفة بقصد أو بغير قصد.. بنهر جارف من المدح والعواطف المُبالغ فيها، التي لا تغني ولا تسمن من جوع، تُعبر بشكل ص ريح وواضح عن آلية تفكير العقل العربي وعن مضمون الفكر السياسي العربي الراهن، ونحن الفلسطينيين جزء أصيل منه…. المقيد بهاجس الحاكم والمحكوم.. المسكون بالرعب والخوف على مصالح فردية ذاتية محدودة قصيرة الأجل، هذا الفكر الذي ما بارح لحظة واحدة عن تمجيد وتأليه الفرد عندما يكون في سدة الحكم والمسؤولية. والقدح والذم عندما يخرج من سدة الحكم والمسؤولية أو يتوفاه الله.وهذا يتم من قبل بعض الأقلام، من دون تفكير وتحليل عميق لما هو مستتر وخاف ومبهم، الأمر ليس كذلك أيها السادة.. القضية لا تحسب هكذا، بل تحسب بعيداً عن مكارم الأخلاق أو التزلف أو نوايا الفرد، سواء كانت حسنة أم سيئة.. ولا من خلال التبادلية المصلحية للأفراد طمعاً في منصب أو جاه أو مال.. الأمر يحسب بعملية حسابية بسيطة بالنتائج الإيجابية والسلبية الوطنية العامة، أي بجردة حساب وطنية مجردة وموضوعية، ماذا ربحنا وماذا خسرنا.. هل حققت الإستراتيجية مبتغاها أو جزءا منها في الزمان والمكان المحددين؟ المعيار هو الميزان الذي يزن المكاسب والخسائر، فإن رجحت كفة المكاسب نقول نعم كانت الإستراتجية مجدية وناجحة، وان القائمين عليها قد أصابوا ولهم أجران.. وعلى عكس ذلك إن رجحت كفة الخسائر نقول لقد كانت الإستراتيجية فاشلة ويجب تغييرها، وأن القائمين عليها اجتهدوا ولم يصيبوا.. ولهم أجر واحد ونشكرهم.. الموضوع ليس بالحب والحنان أو التملق والنفاق سعياً وراء مكسب شخصي، الموضوع متعلق بمصير شعب وأمة وحقوق مهدورة منذ ما يربو عن الستين عاماً أو أكثر.. القضية تكمن بجدوى المسار، لكل أمر بداية ونهاية.. والدليل على ذلك حكمة الله في خلقه.. فالإنسان مهما بلغ من العمر له بداية ونهاية وهذه مشيئة الله وحكمته.أما المبالغة في الأحكام المسبقة المُعدة سلفاً المسلم بها والمديح العالي غير المبرر وأن نتعامل مع الأمر على أساس الإيمان بالقدر خيره وشره ونجعله من أركان الإيمان.. من دون تقدير الموقف والمراجعة الصريحة المبنية على نقاط ومبادئ محددة بعيداً عن الشخصنة.. فيُفسر وهو كذلك على انه نفاق هدام مبالغ فيه وخارج عن السياق العام والموضوعية بالمطلق ويعبر عن حالة غير مرغوبة لأبناء شعبنا وأمتنا.. الأجدى أن نقول هنا أصبنا وهنا أخطأنا.. هنا نستطيع وهنا لا نستطيع… هذا يصلح وهذا لا يصلح، بعيداً عن المسوغات المبالغ فيها والتي تجعل منا أناسا مداحين أو رداحين غير موضوعيين. إن التحليل السياسي الوطني المنطقي هو الذي يُبنى على مؤشرات وحقائق ووقائع تاريخية وآنية ومستقبلية ومقارنته بما سبق من خلال تحليل الكلمات المفاتيح التي تجعلنا نستنتج ونستشرف المخفي والمستتر من السياسات والقائمين عليها.. والله لا يحمل نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت.. والله من وراء القصد.. إلى اللقاء يا وطن الأحرار..حتى النصر..حتى القدس..بعون الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق