ثقافه وفكر حر

الاستشراق (1) بقلم. وحيد راغب

الاستشراق (1)
حتى نكون منصفين ..منه الاستشراق المغرض القمىء ضد العرب والمسلمين , ومنه ما أنصف العرب والمسلمين وخاصةالاستشراق الالمانى فى مجمله , وحاولت هنا أن ألم به فى مقالة تفيد القارىء الغير متمرس على القراءة , وأيضا المتمرس حتى يكون لديه فكرة شاملة عنه ..تعريفه ومنصفه والغير منصف فيه ومتى بدأ وما هى آلياته وسبله وما قدم لنا ولهم
**فالاستشراق هو :
الاتجاه الغربى أو الاوربى الى دراسة الشرق والحضارة العربية والاسلامية وترجمة ذلك عن طريق علماء وباحثين أو رهبان .. فكثير من المستشرقين كانوا رجال دين مسيحى مثل : القس البلجيكى هنرى لامنس , والبريطانى وليم مونتجمرى واط , والفرنسى شارل فوكو .
أقدم أوربى زار جزيرة العرب وكتب عن تاريخها وسكانها ووصف رحلته هو الرحالة الفلندى حورج أوغست فالين عام 1845م وكتابه المعروف : رحلات فالين لجزيرة العرب ثم جاء بعده الفرنسى هوبر والبريطانى داوتى عام 1876م .
والبعض يرجع بداية الاستشراق الى الى الراهب الفرنسى جربير دى أورلياك الذى عاش فى الاندلس
البوادر الاولى للاستشراق بدأت بعد قرار مجمع فييناالكنسى ام1312م والذى عقده البابا كليمنس الخامس للفصل فى النزاعات المسيحية الداخلية وتم بعده مباشرة انشاء عدد من كراسى تدريس اللغة العربية فى معظم الجامعات الاوربية .
وكان الدافع وراء هذه الدراسات من العصور الوسطى الصراع بين العالم الاسلامى والمسيحى فى الاندلس وصقلية والقدس والحروب الصليبية 1095-1400 م اثر الخطبة الشهيرة للبابا أريان الثانى 1042-1099م فى جنوب فرنسا (فتزعمها الاكليروس لمعرفةالاسلام ونقط ضعفه والطعن عليه لحماية المسيحية من الاسلام كما يزعمون )
ولا ننسى الان مراكز الدراسات فى العالم وعند العرب بينهم أنفسهم كمركز ابن خلدون وبعض المجتمع المدنى الممول واندية الروتارى ما هى الا استشراق بطريقة جديدة ومعظمها مغرض ونفعى واستعمارى .
ادوارد سعيد الفلسطينى الامريكى وكتابه عن الاستشراق 1978(ان مافعله الاستشراق الالمانى هو انه شذب ونقى وأحكم تقنيات كان مجالتطبيقها نصوصا وأساطير وأفكارا ولغات جمعتها من الشرق بمعنى حرفى تقريبا – بريطانيا وفرنسا الامبراطوريتان – لكن ما كان مشتركا بين الاستشراق الالمانى والانجلو فرنسى والامريكى فيما يعد هو نمط من السلطة الفكرية على الشرق داخل الثقافى العربية والاستشراق .
وقد بين ادوارد سعيد ورافاييل ميتس ان الاستشراق له نظرة متعالية على الشرق كولو نيالية ونظرة هيمنة وتسلط , تدعى ان الشرق ما هو الا نتاجا غربيا ولم يعرف الا بما يمنحه له الغرب من أحكام وآراء
يقول سالم يفوت : ان بنية الاستشراق ليست سوى بنية من الاكاذيب .
يقول د. محمد نوالى المغرب :
لقد استقبلنا وتقبلنا تاريخنا كما كتبه الآخرون وبدون أدنى شك بما قدمه لنا المستشرقون حتى بعد الاكتشافات الاركيولوجية التى تكثفت فى القرن 19م وبشكل خاص فى نهاية القرن 20م وهذه لم تخضع حتى الآن لدراسة أكاديمية مقارنة تعيد اظهار الحقيقة كما هى وتزيل ما تراكم عليها من غبار الاستشراق والزمن وتعتيم الايديولوجية المركزية الاوربية , هذه التى قدمت لنا تاريخنا كما تشتهى هى وليس كما هو فى واقع الحال .”
غلادستون الانجليزى قال : مابقى هذا القرآن يتلى فلن تستطيع أوربا أن تسيطر على الشرق بل لن تستطيع أن تعيش فى مأمن
**فكان الاستشراق من أجل :
1- استعمار الشرق والاستفادة من خيراته .
2- التحقير من حضارته
3- التحقير من الاسلام ونبيه “ص”
4- احيانا التواصل ومعرفة الغير والتعامل معه
5- احيانا نقل الحضارة وتغيير مفاهيم مزيفة عن الاسلام والعرب
6- التبشير الكنسى والتحويل العقدى الى المسيحية
7- مقاومة المد الاسلامى الذى بدا كبيرا وواضحا فى الغرب
8- النزعة الكولونيالية المتعالية على الشرق
9- النزعة الامبريالية فى اوائل القرن العشرين والاستفادة الرأسمالاية من دراسات الاستشراق
10- زرع الافكار التى تدعو الى ربط التخلف بالاسلام كدين والمسلمين
فالاسشراق وسيلة امداد للاستعمار الاوربى بقصد المواجهة والسيطرة .
**من أسباب اساءة كثير من المستشرقين الى الاسلام والعرب كما عددها عبد الرحمن بدوى فى كتابه دفاعا عن القرآن ضد منتقديه :
-عدم إجادةاللغة العربية
-اختلاف الثقافة
-اعتمادهم على من سبقهم وان كانوا غير منصفين .
– التسرع فى الاحكام وتعجل النتائج والاسقاط
-ضحالة ونقص معلوماتهم عن المصادر العربية
**نوع العالم المسيحى غزوه للعالم الاسلامى كالآتى :
-الغزو العقيدى بالتبشير وكانت نتائجه ضعيفة
-الغزو الثقافى معرفة العرب والدين الاسلامى ونقاط الضعف لضرب العالم الاسلامى
-الغزو المسلح بالاستعمار والتقسيم والتفتيت وزرع الصهيونية الاسرائلية بين العرب
فالاستشراق علاقته وطيدة بالحكومات
بينما الاستشراق بداية من القرن 17-18م بدأ فى التغير واصبح اكثر انصافا للعرب والمسلمين مثل : ريتشارد سيمون فى كتابه التاريخ النقدى لعقائد وعادات أمم الشرق , وهادريان ليلاند استاذ اللغة الشرقية فى جامعة أوترخيت بهولندا فى كتابه الديانة المحمدية قام فيه بتصحيح ومراجعة كثير من الآراء النمطية الغربية حول الاسلام حتى أن الكنيسة الكاثوليكية حرمت تداول هذا الكتاب.
الشاعر حيد راغب

مقالات ذات صلة

إغلاق