مقالات
المقدسيون يعيشون كافة أشكال الاضطهاد والتعذيب بقلم: د. حنا عيسى – امين عام الهيئة الاسلامية المسيحية
خلف أسوار القدس العتيقة يتجذرون، كأشجار الزيتون، يعانون ويلات الاحتلال وبشاعته، يقفون بصدورهم العارية في وجه ترسانة الاحتلال ومخططاته للحفاظ على عروبة مدينة القدس التاريخية، لحمايتها من سرطان الاستيطان والتهويد، لتبقى الدماء العربية جاريةً في أحيائها وحاراتها.
ومن أجل القدس والحفاظ عليها لا بد من نصرة سكانها ودعمهم، لا تركهم وحدهم يقاومون، فهم هناك سفراء العروبة الاسلامية المسيحية.
منذ عام 1967م ودولة الاحتلال ماضية بالتضييق على المقدسيين بكافة الأساليب والطرق حتى باتت حياتهم شبه مستحيلة، في ظل ما تمارسهحكومات الاحتلال المتعاقبة من مشاريع تهويديه ومخططات تلموديه طالت كافة مناحي الحياة في المدينة المقدسة، حتى بات المقدسيون يعيشون في سجن كبير تمارس فيه قوات الاحتلال كافة أشكال الاضطهاد والتعذيب.
وفي سبيل تحقيق المشروع الصهيوني لجعل القدس العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل والشعب اليهودي، دأبت سلطات الاحتلال على سن العديد من القوانين التي تخدم عملية تهويد القدس وتهجير أهله، ففرضت الضرائب الباهظة، واستولت على المنازل والمحال التجارية، وسنت قوانين عنصرية تمنع جمع الشمل لتقسيم العائلات، ناهيك عن عمليات سحب الهويات، وأهملت التعليم والصحة والاسكان…
وحين دخول القدس والسير بين أزقتها وسماع هموم سكانها، ترى ضروب الإذلال والامتهان، فضرائب الاحتلال طالت المحال التجارية المتواضعة، والمساكن المتهالكة، ناهيك عن تهجير السكان والاستيلاء على أراضيهم ومنازلهم ومنحها للمستوطنين حتى باتت بيوت القدس العربية تحوي عائلات يهودية استيطانية، وعمليات هدم المنازل وتشريد سكانها في ذروتها، وبناء جدار عازل يقطع أوصال المدينة، وحدائق تلموديه التهمت الارض وهوّدتها.
أما المقدسات الإسلامية والمسيحية فهي تستغيث من هول التدنيس والتدمير، فالأقصى المبارك بات مُحرماً على المسلمين، في حين يقتحمه جموع المستوطنين: يجوبونه مدنسين ومهددين. وكنيسة القيامة تشتاق للمؤمنين الواقفين على حدود القدس وبواباتها لا يسمح لهم بالوصول اليها…
هذا وغيره الكثير من التهويد لتحقيق هدف رئيس وواضح لدولة الاحتلال حكومة وشعباً، الا وهو طرد المقدسيين وجعل القدس يهودية لليهود وحدهم.
أساليب الطرد والتهجير:
*عدم إصدار تراخيص بناء
يعتبر عدم الترخيص أبرز الادعاءات والاساليب لهدم البيوت وتهجير سكانها وإجبار المقدسيين على النزوح وترك الأرض، ناهيك عن فرض عقوبات فادحة على البناء المخالف للقانون في القدس الشرقية، واجبار المقدسيين المخالفين على الهجرة والرحيل إن لم يلتزموا بالأوامر، كما تعمد دولة الاحتلال إلى فرض غرامات مالية باهظة على الفلسطينيين إذا لم يتقدموا بأوراق رسمية تثبت ملكيتهم الشرعية للمنزل أو الأرض المقام عليها، الأمر الذي يقضي بتشريد الآلاف من الأسر الفلسطينية وتركهم للمدينة المقدسة، نازحين باتجاه مدن الضفة الغربية، وبذلك يكون الاحتلال الصهيوني حقق مأربه في الاستيلاء على أكبر مساحة من القدس، وتقليص عدد الفلسطينيين في القدس المحتلة.
ومن أساليب الطرد والتهجير فرض الضرائب المالية الباهظة، ومن ابرزها: ضريبة الدخل وضريبة الأملاك، وضريبة السكن “الأرنونا” وضريبة التأمين الوطني، حيث عمدت سلطات الاحتلال الى فرض الضرائب الباهظة على كافة مناحي الحياة في المدينة المقدسة، ما أدى بالتجار وأصحاب محال الحرف والأعمال اليدوية الى الإفلاس أولاً، والهجرة ثانياً، حيث لا يقدر الواحد منهم على دفع جزء ضئيل منها، وبالتالي يكون مجبراً على اغلاق محله، وهو ما يتم ملاحظته فور دخول البلدة القديمة حيث باتت معظم محالها مغلقة وما لم يغلق منها تحول الى بسطات صغيرة هنا وهناك أملاً بالصمود.
*قانون الجنسية
عمدت سلطات الاحتلال إلى حرمان الفلسطينيين الذين يحملون الهوية المقدسية والمتزوجين من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 67 في الضفة الغربية وقطاع غزة، من الحصول لأفراد عائلاتهم على الهوية المقدسية وفقاًلقرار 1813 (الخاص بقانون القومية والدخول إلى “إسرائيل”) والذي تم على إثره رفض وتجميد طلبات جمع الشمل، أو الإقامة، في أعقاب اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م، حيث يوجود أكثر من 20 الف طفل مقدسي محرمون من الحصول على اقامة مع اسرهم في المدينة المقدسة، كما طرأ مؤخراً ارتفاع حاد على عدد المقدسيين الذين تم سحب حق الإقامة الدائمة منهم – الامر الذي يعني طردهم الى الخارج.
*جدار الفصل والعزل
بناء الجدار الفاصل في القدس أدى إلى تحويل جزء كبير من المدينة إلى “كانتونات” معزولة عن بعضها، بحيث يربط كل كانتون على حدة مع سلطة الاحتلال التي تتحكم بمسار شؤونه اليومية، مما يحد من حرية التنقل، ويخضعها لإدارة الاحتلال، من خلال بوابات تفتح وتغلق، حسب رغبة سلطات الاحتلال وحدها، كما أن الجدار حول القدس الشرقية يعزل هذه المدينة تماماً عن بقية الضفة الغربية، وينشئ تجمعات فلسطينية متشرذمة، كما يمنع المصلين من الوصول إلى أماكن العبادة في القدس، فضلا عن كونه يُعزز ويُسّمن المستوطنات.
تعددت أساليب المحتل الصهيوني في محاربة القدس وسكانها، حيث واصلوا الليل بالنهار، وأصدروا القوانين وشرعوا الاستيطان، وقتلوا وهجروا وسلبوا ودمروا لتحقيق هدفهم، ولذلك وجب دعم صمود المقدسيين في مدينتهم القدس، ونصرتهم للصمود في وجه ترسانة المحتل وجبروته ومخططاته لذلك، لا بد من: –
نصرة القدس والمقدسيين:
ومن وسائل نصرة القدس ما يلي: