مقالات

لغة الضاد – يوم اللغة العربية (أ.د. حنا عيسى)

(وبينما لا يتجاوز عدد مفردات اللغة الفرنسية 150 ألفا، والروسية 130 ألفا، والإنجليزية الأكثر انتشاراً عالمياً 600 ألف، وصل عدد مفردات اللغة العربية دون تكرار إلى ما يزيد على 12 مليون كلمة، ما يعني 25 ضعف عدد مفردات اللغة الإنجليزية)..لهذا السبب ، من العبث أن نستهين باللغة الفصحى ، التي قال عنها حافظ إبراهيم وأمير الشعراء بأنها اللغة التي لم يستطيع العقل البشري تجاوزها أو تخطي معانيها.لذا ، من كان ملماً باللغة العربية فقد نال فخراً ، وشرفاً لم يناله شخص ما ، في التمكن من تلك اللغة والتحدث بها ، دليل على قوة العقل وحكمته وفخامة الشخصية واللسان)
( تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18/ كانون الاول / ديسمبر كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190 “د . 28″ المؤرخ 18/ كانون الاول / ديسمبر 1973 وقررت الجمعية العامة بموجبه ادخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الامم المتحدة ).
مفهوم اللغة: أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، كما تعرف بأنها: نظام صوتي يمتلك سياقاً اجتماعياً وثقافياً، له دلالاته ورموزه، وهو قابل للنمو والتطور.
ويتضح من هذين التعريفين أن المقصود باللغة الصوت الذي يحمل رموزاً تعارف جماعة من الناس على دلالاتها. وبالتالي يخرج عن ذلك لغة الإشارة.
اللغة العربية هي أكثر اللغات تحدثاً ضمن مجموعة اللغات السامية، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من 450 مليون نسمة كلغة أم، كما يتحدث بها من المسلمين غير العرب قرابة العدد نفسه كلغة ثانية.
تحتوي العربية على 28 حرفاً مكتوباً وتكتب من اليمين إلى اليسار بعكس الكثير من لغات العالم ومن أعلى الصفحة إلى أسفلها، ويطلق العرب على اللغة العربية لقب ” لغة الضاد ” لاعتقادهم بأنها الوحيدة بين لغات العالم التي تحتوي على حرف الضاد.
ويتوزع متحدثوها في الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأهواز وتركيا اللغة العربية ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة لغة القرآن، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الاسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها العربية هي أيضاً لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى وأثّر انتشار الإسلام، وتأسيسه دولاً، في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية، تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والأمازيغية والكردية والأردوية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية. كما أنها تُدرَّس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي.
اللغة العربية من اللغات السامية التي شهدت تطورًا كبيرًا وتغيرًا في مراحلها الداخلية، وللقرآن فضل عظيم على اللغة العربية حيث بسببه أصبحت هذه اللغة الفرع الوحيد من اللغات السامية الذي حافظ على توهجه وعالميته، في حين اندثرت معظم اللغات السامية، وما بقي منها عدا لغات محلية ذات نطاق ضيق مثل: العبرية والأمهرية لغة أهل الحبشة أي ما يُعرف اليوم بأثيوبيا يتحدث اللغة العربية حاليًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق