اخبار العالم العربي

فلسطين وروسيا صنوان لا يفترقان (أ.د. حنا عيسى)

منذ عام 1976, افتتحت في موسكو ممثلية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم سفارة بعد اعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988, حيث كان جميع الممثلين الفلسطينيين في موسكو “فوق العادة وكاملي الصلاحيات” وكذلك الممثلين الروس لدى منظمة التحرير الفلسطينية.

لقد عرف الروس الشرق الاوسط وسكانه منذ زمن بعيد، وكانت لديهم معلومات عن المستعمرات الاغريقية سوروز وخيرسونيس، هذه العلاقات سبقت امتداد المسيحية الى روسيا.. وبعد قبول المسيحية ديناً في سنة 988م، ترسخت علاقات روسيا بالشرق، واندفع الكثيرون من سكان روسيا نحو الشرق،وخاصة للحج الى الديار المقدسة.

وقد ظهرت العلاقات القوية الى حيز الوجود ابتداء من افتتاح الجمعية الروسية الفلسطينية في 21/5/1882م. حيث كان من اهم الاهداف لإنشاءهذه الجمعية في فلسطين في القرن التاسع عشر، هو خدمة المصالحالسياسية والاقتصادية للإمبراطورية الروسية القيصرية.

فالقيصر الروسي ألكسندر الثالث صادق على تأسيس الجمعية وطمح موظفوها الحكوميون لرؤية الجمعية بوقاً دعائياً ينشر ايديولوجية وسياسة الامبراطورية الروسية في قلب الشرق الاوسط. فالجمعية كانت عبارة عن مؤسسة حكومية تتلقى المساعدات والتمويل من الحكومة. وعلى الرغم من محاولة بعض نشيطي الجمعية فصل نشاطها عن الحكومة، الا ان مصالح الامبراطورية الروسية هي التي حددت نشاط الجمعية.

ولاحقاً… ترجمت روسيا الاتحادية (الاتحاد السوفيتي سابقاً) علاقاتها مع فلسطين على ارض الواقع، بافتتاحها اول ممثلية فلسطينية على اراضيها عام 1976م، وكان يترأسها في ذلك الحين العميد محمد ابراهيم الشاعر (رحمه الله).

اول ممثل فوق العادة لمنظمة التحرير الفلسطينية (1976 1982م) وهو شخصية عسكرية كفؤة ومحترمة من الجانبين الفلسطيني والروسي، وودع شعبه ووطنه والاصدقاء برسالة متينة ومؤثرة على فراش الموت.

كانت العلاقات الرسمية، في ذلك الوقت مرتبطة مع لجنة التضامن الافرو اسيوي ومنذ عام 1982 1990م اصبحت العلاقة الرسمية مرتبطة مباشرة مع وزارة الخارجية، فاعترفت روسيا الاتحاد السوفيتي سابقاً بإعلان دولة فلسطين في 19/11/1988م.

فالعلاقات الوطيدة لم تتوقف هنا، ففي يوم 10/1/1990م اعلنت روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقاً) رفع مستوى تمثيل ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية الى درجة سفارة وقالت وكالة “تاس” ان موسكو “ستعين سفيراً لها فوق العادة لدى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية” كما أنالأخ نبيل عمرو كان أول سفير فوق العادة لدولة فلسطين في موسكو حيث اعتمد بتاريخ 21/2/1990م.

واليوم فان قيادة الشعب الفلسطيني وعلى رأسها سيادة الأخ الرئيس محمود عباس تولي العلاقات مع روسيا الاتحادية اهمية خاصة في ظروف عمليةالسلام … باعتبار الصديقة عضواً في اللجنة الرباعية.

فالدبلوماسية الفلسطينية ذات الحيوية، تذكرنا دائماً وابداً بمقولة “مانو” اي قبل أكثر من ألف سنة، عندما كتب في مجال القانون الدبلوماسي يقول: “الفن الدبلوماسي يتجلى في المهارة في تجنب الحرب وتدعيم السلم”.

وفيما يلي قائمة بأسماء الممثلين والسفراء الفلسطينيين الذي مثلوا فلسطين في موسكو:

العميد الركن محمد ابراهيم الشاعر/ممثل فوق العادة وكامل الصلاحيات(1976 1982م).

رامي محمد الشاعر/ قائم بالأعمال (1982 1984م).

صخر حبش “ابو نزار” / ممثل فوق العادة وكامل الصلاحيات (1984 1985م).

رامي محمد الشاعر/ قائم بالأعمال (1985 1986م).

سعيد ابو عمارة / قائم بالأعمال (1986 1988م).

نبيل عمرو/ ممثل فوق العادة وكامل الصلاحيات وسفير فوق العادة (1988 1990م وكامل الصلاحيات (1990 1993م).

داود بركات/ سفير فوق العادة ومطلق الصلاحيات (1993 1996م).

خيري عبد الفتاح/سفير فوق العادة ومطلق الصلاحيات (1996 2006م).

الاخ بكر عبد المنعم / (سفير فوق العادة ومطلق الصلاحيات) (2006 2008).

عفيف صافية / سفير فوق العادة ومطلق الصلاحيات (2008 2009م).

فايد مصطفى/ (2009 2015).

عبد الحفيظ نوفل (2015– حتى تاريخه).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق