مقالات

(من الذاكرة ) محمد جبر الريفي

توفي في مثل هذا اليوم قبل ست سنوات و عن عمر طويل يناهز المائة عام ونيف الشاعر اللبناني المعروف في الساحة الأدبية اللبنانية والعربية سعيد عقل لما صدر عنه من مواقف وآراء انعزالية معادية للقومية العربية وبالأخص موقفه من اللغة العربية الذي كان ينادي بإلغائها في لبنان والاستعاضة عنها بالكتابة باللهجة اللبنانية أما مواقفه السياسية فهي كانت تتسم بعداء شديد للعروبة والإسلام وللفلسطينيين وكان يعتبر نفسه صديقا مخلصا لإسرائيل كبعض السياسين المسيحيين اللبنانيين الموارنة وقد ايد الغزو الصهيوني للبنان عام 82 من القرن الماضي ودعا اللبنانيين إلى تأييد هذا الغزو لطرد الفلسطينيين من لبنان وكان يصف الثورة الفلسطينيه بأنها حركة إرهابية عنصرية دموية وهكذا فقد جاهر في موقفه العدائي وهو ما يتناقض مع نتاجه الشعري فعلى الرغم من هذا الموقف السياسي الخياني المخزي إلا أنه ترك انصافا للحقيقة شعرا إنسانيا رفيعا من حيث الشكل والمضمون حيث جاء شعره حافلا بالغوص في مسألة الوجود الإنساني وغير ذلك من القضايا الوجودية والدينيه العميقة ومن القصائد الجميلة التي كتبها قصيدة زهرة المدائن التي غنتها السيدة فيروز بعد احتلال القدس عقب هزيمة يونيو حزيران عام 67 .. برحيل الشاعر سعيد عقل عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي لفترة طويلة …برحيل هذا الشاعر الاشكالي الذي كانت اراؤه ومواقفه محل جدل ونقاش في الأوساط السياسية والأدبية ..رحيله بعد هذا العمر المديد وبهذه المواقف الانعزاليية يكون قد حكم على سجله السياسي وحتى الأدبي رغم مابه من فضاءات ابداعية بعدم التقدير والتمجيد ممن يهتمون بكتابة السير لكبار المبدعين لأنه جاء هذا السجل الطويل متناقضا مع هوية وطنه لبنان القومية العربية الحضارية ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق