مقالات

الدنيا بما فيها من مسرات وافراح واحزان واتراح / بقلم محمد صبيح

الدنيا بما فيها من مسرات وافراح واحزان واتراح لا يدوم فيها فرح ولاسرور ولا حزن ولا وصب ولا كدر بل تزول وتتبدل الاحوال والظروف وتنشا بين الفرد وبيئته التي وجد فيها وخلق على اديمها ودرج على ارضها وعشق ثراها واستظل بظلالها واشجارها وتمتع ومشى في وهادها وتلالها ووديانها وجبالها لا شك انه يرتبط وجدانيا فيها ونفسيا في مشاعدها ومناظرها حيث تنمو غرائزه وتنضج عواطفه وتتبلور افكاره فيعيش بسعادة او في شقاء في رغد العيش او ضنكه الا انه يرتبط بها وتكون جزء من حاله وشخصيته ويتولد فيها وتشهد ارضها حبا عنيفا يتصل بشغاف القلب والوجدان والفكر والجنان وتكون علاقة وشيجة متينة .فان بعد عنها حن اليها بشوق حميم وحب عميم فهي طباعه وشخصه وهي عاداته واخلاقه وثقافته ومعرفته .اجل انها موطن النشاة الاولى ومشهد حبه ووجده وشوقه وحنينه .وقد يكون اعم واخص وارق وادق فيذرف الدمع بالبعد عنها ويحترق الكبد شوقا اليها ويدب الحنين في اوصاله اليها فيشد الرحال حنينا اليها وشوقا لها ان كان بعيدا عنها ويبذل في سبيلها كل غال وثمين ……
انها البيئة والموطن والوطن الذي ولد على ثراها وعاش على ترابها ونعم بخيراتها وتنسم هواءها وملأ ر ئتيه انفاسا عميقة وهواء نقيا عليلا من هواها وسماءها .
واذا هام بها عاش بوجدانه وعاطفته هاتيك الليالي والايام والسنين الخوالي التي قضاها هناك .
فكانت له قصة حب وعشق وهيام شغلت عليه عقله ووجدانه وحرقت كبده ومهجته فاذا ما عاد اليها اقتفى الاثر والاثار وتعقب السير والمسار ويرى المشاهد والاحوال فيقف حائرا دامعا يذرف دمعات غزيزة وعبرات عزيزة فلا دوام ولا بقاء . ولكن يبقى ذكرى لاهبة ومناظر شاخصة لا تبرح الذاكرة والوجدان لما فيها من عمق واصالة ورابط قوي في دائرة الشعور والاحساس
فتجود القريحة بنا يخفف لأواء البعد والحنين والشوق والهيام الى تلك او هاتيك الايام …

مررت بدارهم شوقا اليها
لعلي ارى الاحباب فيها

فما من نائم في الدار يصحو
وما من زائر يدنو اليها

سألت الجار ما الاخبار قل لي
فقال ..الدار ابقى من ذويها

ألم تعلم بان الناس تمضي
وتبقى الدار تنعي ساكنيها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق