حملة مقاطعة السلع والبضائع الإسرائيلية، في الدنمارك تحيي ذكرى مجازر مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان في مهرجان خطابي ومسيرة شموع واعلام فلسطينية وشعارات منددة بمرتكبي المجازر الدموية الرهيبة .
.
دعت حملة ” مقاطعة السلع والبضائع الإسرائيلية” في الدنمارك، إلى احياء حدث تذكاري تاريخي، للتنديذ بالمجازر البشعة والوحشية، التي قامت بارتكابها قوات التحالف الماروني الكتائبية اللبنانية، ضد السكان الأبرياء في مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين في لبنان، وتجديد العهد بأخذ الثارات من المجرمين القتلة، و تقديم المواساة لعوائل الشهداء الأبرار الذين قضوا في هذه المجزرة المهولة والمحنونة، والاخلاص التام للقضية الفلسطينية المقدسة، وقد تم إحياء هذا الحدث المفجع والمؤلم، والذي قد مر عليه أكثر من أربعة عقود من الوقت، حيث تعرض هذين المخيمين لهجوم مسلح مباغت ووحشي لا مثيل له في تاريخ لبنان الحديث، وكذلك تاريخ القضية الفلسطينية بعد النكبة، من قبل جحافل قوات التحالف الماروني الكتائبية بقيادة القائد العسكري لتلك القوات في ذلك، إيلي حبيقة، بدعم ومساندة عسكرية لوجستية، من جيش لبنان الجنوبي العميل للكيان الصهيوني، والجيش الاسرائيلي بقيادة الضابط الدموي، ارئيل شارون، وزير الدفاع الاسرائيلي، ورئيس أركان الحرب في ذلك الوقت، الجنرال رافائيل ايتان، وامعنوا في القتال الشرس ضد سكان هذين المخيمين، وقضوا على أكثر من 3500 شخص من النساء والرجال والشباب والشيوخ والأطفال، استشهدوا جميعا بواسطة جحافل تلك القوات الملوثة اياديهم بالدماء، وذلك تحت ذريعة واهية عن وجود قرابة 300 مقاتل فلسطيني في المخيمين، لم يلتحقوا بقوافل منظمة التحرير الفلسطينية، التي غادرت الديار اللبنانية بعد عملية الاجتياح الغاشم لبيروت ومناطقها الغربية. وبحلول هذه الذكرى القاسية والمؤلمة، أقيمت في مساء السبت 12 أيلول/ سبتمبر 2020 ، في قاعة مركز التضامن الدنماركي ( So _ daritets Busey) في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، مناسبة تذكارية للمجازر، تخللها مهرجان خطابي افتتحته المناضلة اليسارية التقدمية، والتي ناضلت من أجل القضية الفلسطينية، والفقراء والضعفاء حول العالم على امتداد عقود طويلة مضت، أرينا كلاوسن، التي ارسلت في خطابها رسائل تخليد ذكرى شهداء هذه المجازر الرهيبة، وتوجهت بالتحية والاجلال لجميع المناضلين والمقاومين الفلسطينيين للاحتلال الصهيوني، واغتصاب الأرض والكيان السياسي، وتحدثت بصورة مسهبة عن هول المجازر، التي حدثت داخل المخيمين الآمنين، وكيف عبثت القوات المسلحة المهاجمة بوحشية وشراسة منقطعة النظير، بأرواح الشهداء والتمثيل بجثثهم، فيما كانت جثث الأطفال غارقة في بحر من الدماء الغزيرة، ونساء حوامل قد بقرت بطونهن، ونساء تم اغتصابهن قبل أن يقتلوا، وشيوخ كبار في السن، دبحوا من الوريد إلى الوريد، بدماء باردة ولم تعرف الرحمة أو الشفقة، كما تخللت هذه المناسبة التذكارية، مداخلات عددا من المشاركين، الذين عاصر بعضهم هذه المجازر، أو سمع عنها من شهود عيان، ووجبة عشاء فلسطينية خالصة، ثم انطلقت بعدها مسيرة طويلة جابت بعض شوارع العاصمة كوبنهاجن، ردد خلالها المشاركون شعارات التنديد بالمجازر، وتحيات الاحترام والاجلال لجميع الشهداء والضخايا الابرار، والتوعد باخد الثأر من القتلة المجرمين، والذين مازالوا حتى الآن ينعمون بحياتهم العادية من دون اية محاسبة أو عقاب، واشعلت خلال المسيرة شموع مضائة، ولافتة عريضة تذكر بهول ماحدث في المخيمين، وانتهت فعالية هذه المناسبة السنوية، الخالدة في ذاكرة الشعب الفلسطيني برمته، وشعوب الأمة العربية والإسلامية والعالم، بشعار (لن ننسى مجازر صبرا وشاتيلا إلى الأبد) .
رحم الله جميع شهداء مخيمي صبرا وشاتيلا واسكنهم فسيح جناته مع الشهداء الخالدين والابرار، والهم عوائلهم الصبر والسلوان .
هاني الريس
12 ايلول/ سبتمبر 2020