قافلة القدس
المقابر الإسلامية في مدينة القدس إعداد الباحث:د.حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي
يوجد للمسلمين في القدس مقابر كثيرة، منها ما كان مستعملاً فيما مضى واندثر مع الزمن، ومنها ما يزال مستعملاً حتى يومنا هذا رغم الاعتداءات الإسرائيلية عليها، وسنأتي على ذكرها كلها مع وصف الحالة التي كانت عليها قبيل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والقدس عام 1948م، وسنذكر في موضع آخر الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرضت لها هذه المقابر بعد فترة احتلال المدينة:
وتسمى أيضاً : مأمن الله، وهي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس، مساحتها تقرب من مئتي ألف متر مربع، وهناك من يقدرها بأقل من ذلك، تقع غربي المدينة وعلى بعد كيلو مترين عن باب الخليل، كانت فيما مضى بعيدة عن العمران، أما الآن فقد أصبحت في وسط البنيان بسبب اتساع المدينة وازدياد عدد السكان، ولهذا أصدر المجلس الإسلامي الأعلى الذي كان يرأسه آنذاك المفتي الحاج أمين الحسيني أمراً يحظر دفن الأموات فيها، وكان ذلك في عام (1927).
واختلف الباحثون في تسميتها، فمنهم من يرى أن (ماملا) هي كلمة مشتقة من (ماء ملا)، وملا اسم ذاك المكان في غابر الأزمان، وفي ذلك قال الشاعر :
رعى الله وادينا المقدس إنه
حوى روضة الفردوس أجداث ما ملا
مآثر رضوان ومهبط رحمة
حيث من عالم الغيب ما ملا
وقيل : إن ماملا اسم لقديسة بني باسمها في ذلك المكان كنيسة بيزنطية، وأن هذه الكنيسة هدمها الفرس عام 614م وألقوا في البركة التي كانت قائمة هناك – والتي كانت تدعى (بركة ماملا) – بجثث المسيحيين الذين قتلوهم.
وهناك من يرى أنها مشتقة من (ماء ميلو)، وميلو هو اسم الحي الذي كان هناك في سابق الأزمان، وروي عن الحسن: (أن أصلها مأمن الله، وأنها مدفن الخلاصة الأبرار الوارد في فضلها الأخبار والأثار)، الى أن قال: إن من دفن فيها كأنما دفن في السماء.
وقد ذكرها النابلسي في رحلته فقال: إنها بظاهر القدس من جهة الغرب أكبر مقابر البلد، وفيها خلق كثير من الأكابر والأعيان والشهداء والصالحين، وفيها: عدد من الصحابة والتابعين، الى ان قال: وقيل إن أصلها مأمن الله، وقيل: باب الله، ويقال: زيتون الملة، ويقال إنه في هذه المقبرة دفن ما يقرب من (70000) من شهداء المسلمين الذين قتلهم الصليبيون في ساحات الأقصى، دفنهم بها عدد من المسلمين الذين أبقى الصليبيون على حياتهم لتنفيذ هذه المهمة، ثم قاموا بقتلهم.
واسمها عند اليهود بيت ملو، وعند النصارى بابيلا، والمشهور على ألسنة الناس مامل.
مهما كان مصدر اسمها فإنها بلا مراء أقدم مقابر القدس عهداً، وأوسعها حجماً، وأكثرها شهرة، ولقد ساير تاريخها تاريخ المدينة، وذكر معه مراراً، ففي هذا المكان عسكر سنحاريب ملك الآشوريين عندما هبط القدس 710 ق.م ، وفيه ألقى الفرس بجثث القتلى من سكان المدينة عندما احتلوها 614 م ، وفيه دفن عدد كبير من الصحابة المجاهدين أثناء الفتح الإسلامي سنة 636 م ، وفيه عسكر صلاح الدين يوم جاء ليسترد القدس من الصليبيين سنة 1187م، ولقد كانت ولا زالت في أيدي المسلمين منذ قرون يجلونها إجلالاً منقطع النظير لكونها تعج بالعدد الكبير من الصحابة والمجاهدين والعلماء والأقطاب والصالحين، ونذكر من القبور المعروفة فيها:
الفقيه ضياء الدين أبو عيسى محمد الهكاري، الشيخ أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن أحمد القرشي الهاشمي / قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة (675 هـ – 1276 م)، الكمال بن أبي شريف / الأمير علاء آيد وغدي بن عبدالله الكبكي، المقر العالي عمر بن إبراهيم بن عثمان بن علم الواسطي (684 هـ – 1285 م)، الأمير صلاح الدين محمد أزدمر السلحدار الناصري (697 هـ – 1297 م)، إبراهيم بن محمد (708 – 1308 م)، القاضي شرف الدين منيف الحاكم بالقدس الشريف (714 هـ – 1313 م)*، *الشيخ شرف الدين عيسى امام الحرم القدسي (719 هـ– 1319 م)، *أيدمر الشيخاني ناظر الحرمين (721 هـ – 1321 م) الشيخ العابد الزاهد جلال الدين العقيلي المعروف بابن القلانسي، بنى له الأمراء بمصر زاوية وترددوا عليه، ثم انتقل الى القدس فتوفي بها سنة (722 هـ – 1323 م)، ودفن بماملا، الحاج عليوان بن إبراهيم الرندي، شهاب الدين بن جبارة المقدسي النحوي الحنبلي (728 هـ – 1327 م) / الشيخ حسام الدين / قاضي القضاة عماد الدين القرشي (734 هـ – 1333 م)، شيخ الإسلام تقي الدين أبو الفدا إسماعيل القرقشندي (778 هـ – 1376 م)، الشيخ أبو عبدالله الهندي (773 هـ – 1371 م)، بهادر أخوالست طنشق المظفرية (789 هـ – 1387م)، الشيخ عبد الله البسطامي (794 هـ – 1391 م)، الشيخ الإمام القدوة أبو بكر الشيباني (797 هـ – 1394 م)، الشيخ محمد بن أبي جوز / شيخ الإسلام شهاب الدين أبو العباس احمد المصري المقدسي المشهور بابن الهائم، تولى التدريس في المدرسة الصلاحية وتوفي سنة (815 هـ – 1412 م)، قاضي القضاة شمس الدين الخالدي الديري (847 هـ – 1423 م) شيخ الإسلام أبو عبدالله محمد الرازي من ذرية فخر الرازي، ولي ناظر القدس والخليل وكان يدرس بالصلاحية، وتوفي بالقدس سنة (829 هـ – 1425 م)، قاضي القضاة وشيخ الإسلام شهاب الدين ابو العباس الأموي المصري المشهور بابن المجمرة، ولي التدريس في الصلاحية وتوفي سنة (844 هـ – 1440 م)، الشيخ محمد فولاذ (844 هـ – 1440 م)، النجم ابن شهاب الدين (844 هـ – 1440 م)، أبو الحسن البدري (844 هـ – 1440 م)، شيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن آرسلان (844 هـ – 1440 م)، الإمام أبو عبدالله الذرعي (848 هـ – 1444 م)، القاضي برهان الدين أبو إسحاق الخزرجي المشهور بـ إبن نسيبة (852 هـ – 1448 م)، قاضي القضاة تقي الدين أبو بكر الرصاصي، الأمير ركن الدين منكورس الجاشنكير، القاضي أمين الدين عبد الرحمن بن شمس الدين الخالدي ولي نظر الحرمين بالقدس والخليل (856 هـ – 1452 م)، المحدث عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن برهان الدين القرقشندي (861 هـ – 1456 م)، الشيخ عثمان الحطاب المصري من أعيان الصالحين بمصر (892 هـ – 1486 م)، قاضي القضاة خير الدين ابو الخير، الإمام المقري الغزي المقدسي ولي قضاء القدس (876 هـ – 1471 م)، ودرّس بالمعظمية توفي بالقدس سنة (894 هـ – 1488 م)، الشيخ أحمد بن علي بن يسين الدجاني (969 هـ – 1561 م)، نجم الدين الخيري الرملي بن خير الدين الرملي.
تقع عند سور المدينة من الشمال وعلى بعد عدة أمتار من الباب المعروف بالساهرة، وهي من المقابر الإسلامية الكبيرة، وهي قديمة العهد، ذكرها النابلسي في رحلته فقال: إنها تشتمل على قبور عدد كبير من الصالحين، وإنها واقعة فوق الزاوية الأدهمية، ذكرها أيضاً مجير الدين الحنبلي في تاريخه، فقال : “إنها البقيع الذي بجانب طور زيتا من جهة الغرب”، وعن إبراهيم بن أبي عبلة. أنها هي التي يشار إليها في القرآن الكريم عند قوله : “فإذا هم بالساهرة” ، ومن أسمائها: (مقبرة المجاهدين، ذلك لأن المجاهدين، الذين اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين وقضوا نحبهم أثناء الفتح دفنوا فيها، وما زال المسلمون يدفنون موتاهم فيها الى ما قبل الاحتلال، كانت فيما مضى أكبر وأوسع مما هي عليه الآن، وقد عثر المتأخرون على قبور كثيرة في البقعة التي كانت تقوم عليها دار جماعة الإخوان المسلمين ودور آل العلمي وغيرها من العمارات القائمة الى الشمال والغرب من المتحف الفلسطيني، وكان الناس فيما مضى يسمون هذه البقعة (مقبرة المجاهدين)، والاعتقاد السائد أنها جزء من المقبرة الكبيرة التي يطلق عليها: (مقبرة باب الساهرة).
تقع عند سور الحرم من الشرق، وهي من المقابر الإسلامية المشهورة، كانت فيما مضى أوسع منها في يومنا هذا، ولكن ضاقت مع الزمن ولم تعد تتسع إلا لعدد محدود من القبور، فيها قبور عدد من الصحابة المجاهدين الذين اشتركوا في فتح بيت المقدس أثناء الفتحين العمري والصلاحي، ومن المدفونين فيها الصحابي عبادة ابن الصامت الأنصاري البدري الذي توفي سنة (34 هـ – 654 م)، والصحابي شداد بن أوس الأنصاري الذي مات سنة (58 هـ – 677 م)، وقد جاء ذكرهما في كتب التاريخ الإسلامية، وقد ذكرهما اللقمي في كتابه (سوانح الأنس برحلتي لوادي القدس) ص (72)، فقال :
يمم مقام عبادة بن الصامت
والشهم شداد بباب الرحمة
فهما الإمامان اللذان تفيئا
من صحبة المختار أينع دوحة
ذكرها العالم الهولندي المشهور (ماكس فان برشام) فقال: إنها كانت مدفناً للإخشيديين، وهي اليوم عامرة، ويدفن فيها أكثر عائلات بيت المقدس موتاهم.
تقع عند باب الأسباط والى الشمال من مقبرة باب الرحمة، وكل ما يعرف عن ماضيها أن الذي عمرها هو الأمير (قانصوه اليحياروي) كافل المملكة الشامية، وذلك سنة (872 هـ – 1467 م). وهي اليوم عامرة يدفن فيها المسلمون موتاهم.
تقع في النبي داود على جبل صهيون، وفي الحقيقة أنه يوجد هناك ثلاث مقابر لا مقبرة واحدة كلها لآل الدجاني، إحداها كبيرة، وتقع شرقي النبي داود، وكانت مخصصة لعائلة الشيخ سليمان الدجاني وحفدته، والثانية متوسطة، وهي لعائلة الشيخ أنيس الدجاني وحفدته، والثالثة صغيرة، وهي مخصصة لدفن أطفال آل الدجاني، ويسمونها (تربة المنسي)، نسبة للشيخ محمد المنسي، وأما الذين لم نذكرهم من آل الدجاني فإنهم كانوا يدفنون موتاهم قبل الاحتلال في مقبرة باب الرحمة واليوسفية وفي ماملا، وهناك من يرى أن الشيخ محمد المنسي صحابي ، وأنه الجد الأول لعائلة الدجانية، ذكره الحنبلي في تاريخه، فقال: إنه اشترك في فتح بيت المقدس، وتوفي فيها، ودفن في محلة بالقرب من خليفة الله سيدنا داود عليه السلام، كان أمير الأمراء موسى باشا أراد أن يعمل عليه قبة وعين من حفر الحدود، وجوّر الجور ورمى الحجارة، عندئذ قام النصارى ومنعوه، ولما جاء خلفه مصطفى باشا راح أهل القدس يرجونه (صدقة عنه وعن ولده) أن يجعل عليه قبة، فصدر أمره الى معمار باشي القدس الشريف بأن يعمّر به قبة من حجارة قصر النقيب.
ومقبرة المنسي: هي مقبرة صغيرة طولها 15م وعرضها 15م، واقعة جنوبي مقبرة الأرمن والسريان، ومحاطة بسور.
وهناك ترب كثيرة أخرى في القدس نذكر منها:
تقع بباب الناظر من أبواب الأقصى من الناحية الغربية الى الشمال، مدفون فيها آيدغدي بن عبد الله الركني الأمير علاء الدين الأعمى الزاهد ناظر الأوقاف بالقدس الشريف، له آثار جميلة بالقدس والخليل والمدينة المنورة، عاش في القدس الى أن مات (سنة 693 هـ – 1293 م)، وقد ذكره أبو المحاسن يوسف بن تغري بردا الأتابكي في مخطوطة (المنهل الصافي).
ولعل لقب البصيري أطلق عليه لأنه وإن كان أعمى من حيث الجسم إلا أنه كان بصيراً من حيث الفعل والفكر، ومعلوم أن اللغة العربية هي لغة الأضاد.
تقع بالقرب من باب حطة شمال الأقصى، ذكرها مجير الدين فقال: إن منشئها الملك الأوحد نجم الدين يوسف بن الملك الناصر صلاح الدين داود بن الملك المعظم عيسى، وكان ذلك في 20 ربيع الثاني “697 هـ – 1398 م”.
تقع في رأس درج العين بطريق باب السلسلة عند ملتقى هذه الطريق بطريق الواد، ذكرها مجير الدين فقال: إنها وقف ركن الدين بيبرس الصالحي العجمي المعروف بالجالق، وهو مدفون بها توفي في 10 جمادى الأولى (707 هـ – 1307 م)، وكان من أمراء الشام في دولة الملك المنصور قلاوون.
تقع بباب السلسلة باتجاه المدرسة التنكزية عند مدخل الأقصى، واقفها هو الأمير سعد الدين مسعود بن الأمير بدر الدين منتصر بن عبدالله الجاشنكر الرومي الحاجب بالشام في دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون.
في جوار المدرسة الطازية من الغرب، وهي منسوبة الى الحاج جمال الدين بهلوان بن الأمير شمس الدين قراد شاه بن شمس الدين محمد الكيلاني اللاهجي المشهور بابن الصاحب كيلان، ذكرها مجير الدين فقال: إن المذكور جمال الدين أوصى ابنه الأمير نظام الدين كهشروان بأن يصرف من ثلث ماله، مائة ألف درهم فضة، ويدفع ذلك إلى ابن أخي الموصي الأمير علاء الدين علي بن بهاء الدين سالار بن شر ملك الكيلاني، ليتابع بذلك مكاناً ويعمره تربة بالقدس الشريف، وقد تهيأ نقله ودفنه هناك، وتاريخ الوصية (10 شعبان 753 هـ – 1352 م)، وقد عمرت هذه التربة وبها ضريحه ونقل إليها كما أوصى به، وكان يقيم فيها جماعة من عائلة الدنف (الأنصاري) قبيل احتلال المدينة.
تقع الى الشمال من طريق باب السلسلة، عند التقاء هذه الطريق بطريق الواد، مدفون بها توركان خاتون بنت طقتاي بن سلجوتاي الأزبكي. ماتت سنة (753 هـ – 1352 م).
تقع بالقرب من الكيلانية، وهي وقف الأمير طشتمر العلائي، أنشأها سنة (784 هـ- 1382م)، وعندما توفي دفن فيها.
وهي الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد القرمي (بكسر القاف وفتح الراء) مولده في السابع عشر من ذي الحجة سنة عشرين وسبعمئة، نشأ في دمشق وسمع الحديث فيها، ثم أقام ببيت المقدس وبنى فيها زاويته المعروفة، وتوفي في القدس نهار الأحد التاسع من صفر سنة ثمان وثمانين وسبعمئة الموافق (1386 م)، ودفن في زاويته المشهورة، ودفن عنده ولده الشيخ زين الدين عبد القادر، وكان رجلاً صالحاً من أعيان بيت المقدس، وتوفي سنة (843هـ).
وتقع على بعد بضعة أمتار من تربة القرمي الى الشمال من الغرب على الطريق بين باب خان الزيت والحرم، مدفون فيها الشيخ أحمد المثبت، ذكره النابلسي فقال: “إنه كان نقيب الشيخ محمد القرمي وإن قبره تجاه قبره، بينهما زقاق في مكان معمور”.
تقع مقابل المدرسة الطازية، بخط داود بالقرب من باب السلسلة، عمرّت هذه التربة سنة (792 هـ)، وكانت فيها المكتبة الخالدية.
ذكرها مجير الدين فقال: إن واقفها هو الأمير ناصر الدين المهمازي، وكانت على عهده مسكناً. ولا تتوفر عنها معلومات أخرى، ومكانها مجهول في هذه الأيام، كما أننا لا ندري من هو ناصر الدين هذا، أهو الأميرناصر الدين الذي ولي نظر القدس والخليل على عهد الملك ناصر محمد الدين بن قلاون (729هـ – 1328م)، وكان يطلق عليه لقب (مشد الأوقاف)؟ أم هو الأمير ناصر الدين محمد بن بهادر الفخر بن الظاهر الذي كان نائباً عن السلطان على عهد الملك الظاهر برقوق (789 هـ – 1387م )؟ أم هو الأمير ناصر الدين محمد أيوب الذي تولى نيابة السلطنة على عهد السلطان الملك الأشرف قايتباي (882 هـ – 1488م) ؟.
واقعة في عقبة التكية الى الشمال من دار الأيتام الإسلامية، ويسمونها أيضاً تربة خاصكي سلطان، ذلك لأنه مدفون فيها خاصكي سلطان زوجة السلطان سليمان (960 هـ – 1552 م) اسمها الأصلي روكسيلانة، وقيل إنها روسية الأصل ثم أسلمت.
على طريق نابلس وعلى بعد كيلو مترين من صور المدينة الى الشمال، كانت هناك زاوية لها وقف وموظفون، وقفها الأمير حسام الدين الحسين ابن شرف الدين عيسى الجراحي، أحد أمراء القائد صلاح الدين، توفي في صفر (سنة 598 هـ – 1201م) وقد ذكرها مجير الدين، فقال: (إن بظاهر هذه الزاوية من القبلة قبور جماعة من المجاهدين يقال إنهم من جماعة الجراحي).
واقعة بالقرب من مزار سيدنا عكاشة في الحي الكائن غربي القدس، ذكرها مجير الدين فقال: قبة محكمة البناء بظاهر القدس من جهة الشمال مما يلي الغرب، نسبتها لجماعة من الشهداء المجاهدين في سبيل الله، قبورهم فيها، وهم: الأمير الشهيد حسام الدين أبو الحسن بن أبي الفوارس القيمري، وفاته في العشر الأوسط من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وستمئة (1250م)، والأمير ضياء الدين موسى بن أبي الفوارس، وفاته في عاشر ذي القعدة سنة ثماني وأربعين وستمئة (1250م)، الأمير حسام الدين بن حسن القيمري، ووفاته في الرابع عشر من ذي الحجة سنة إحدى وستين وستمائة (1262م)، والأمير ناصر الدين بن حسن القيمري، ووفاته في عشرين من صفر سنة خمس وستين وستماية (1266م)، وبالقبة المذكورة قبر الأمير ناصر الدين محمد جابر بك أحد أمراء الطبلخانة بالشام وناظر الحرمين بالقدس الشريف والخليل، وفاته ليلة الإثنين حادي عشر من محرم سنة ست وسبعين وسبعمائة (1374م)، وبظاهر القبة المذكورة تربة فيها قبور جماعة من المجاهدين.
يقع في حي معروف باسمه، ويسمونه حي النبي عكاشة، إلى الشمال الغربي من المدينة، وهو قريب من القبة المعروفة بالقيمرية، وهو بناء محكم في داخله ضريح الصحابي الجليل عكاشة، وفيه مسجد كان المسلمون المقيمون على مقربة منه يغشونه ويصلون فيه صلواتهم الخمس، ولكن اليهود الذين يكرهون الإسلام ويكرهون أن يروا إلى جانبهم أي أثر من آثار المسلمين نسفوه في 27 آب سنة 1929م، فأضحى بعد ذلك طللاً بالياً، وما كان في مقدور القائمين عليه أن يدفعوا عنه الأذى، لأنه قائم في وسط الأحياء اليهودية.