شعر وشعراء

من وحي كفاح جيل / حسن إبراهيم حسن الأفندي

هي الأيام تجري مسرعات

فلا تجزع لماض أو لآت

وعش أيام عمرك مثل طير

تجوب الأرض في كل الجهات

سيسرقنا زمان مستبد

ويحرمنا الجميل من الحياة

ينام بحفرة علم وعقل

تفكّر في خفايا الكائنات

تعشّّق في دواخله جمالا

وأهدى الشعر لحظ الفاتنات

تغنيه الثريا بعض حين

ليطربها شجي من بناتي

إذا ما رحتُ عنكم ودعوني

بجْرس الشعر يؤنس أمسياتي

أيمنعني تراب عن رياضي

ويحجبني تراب عن لداتي

تقول لقلبك الآمال مرحى

ويضحك منك هادم أمنيات

معللتي وقاك الله شرا

اذا ما العمر طال بلا فوات

فكم يا عمر تقتل من عقول

ليحيا المرء مبتور الصلات

يقولون الخريف أتى فهيا

بأرذله ليمحو ذكرياتي

كأني ما كأني يوم ذكر

ورب لمنكر فضلي وذاتي

تساءل عن سني العمر منا

ولم يجد الاجابة من سماتي

وحار وليس يسعفه خيال

وقد سمع الجليل من الصفات

فلا تبدو ملامحنا بخير

ولا نرتاح من خوف الممات

******

هي الأيام تجري في سريع

تغيّر من مظاهر أو ذوات

فلا تعجب إذا ما جئت يوما

لتُلفى الأُسدَ في ضعف الموات

وينكر قيس ليلاه التياعا

ويسأل أي ليلى في حياتي

فلا العمر الطويل لنا بمجد

ولا ننفك نخشى النازلات

بأي مواهب قد جئت دنيا

وأي مآثر شملت رفاتي

وروحي كم ينازعها كثير

من الأحزان تجرح ماضيات

تداعبني أما واليت غيري

فقلت لها بأي المدخلات

تعذبني ، تؤرق نوم عيني

وتقوى الله تعصمني انفلا تي

وكيف أفك أسري من مصير

وكيف خلود جسمي للسبات

تمر بنا عصور عاصفات

وجوف الأرض يحبس عاصفاتي

أودع كل يوم لي قرينا

وأسمع نوح باك أونعاة

وانظر أن تداهمني المنايا

فأصبح في حساب الماضيات

مصير الأولين بدا مصيري

فما أنفك أجهز للوفاة

عناء كلها الأيام تمضي

بشجو كم يحرك ساكناتي

فما فترت بصدري شامخات

من العزمات أو لانت قناتي

كفاح السابقين لنا سبيل

وموعظة تشد قنا ثبات

سألتك يا إلهي ستر عيبي

وجنبني المزالق من غلاة

بسيرة أحمد المختار أحيا

سليم القلب دوما في تقاتي
حسن إبراهيم حسن الأفندي

*كتاب للأستاذ المحامي السوداني الشهير المرحوم أحمد خير وزير خارجية السودان 1958-1964 وهو من المناضلين المعروفين وقد أجرى معه تليفزيون السودان مقابلة عشية ذكرى الاستقلال 1989 فبدا الرجل وقد أصابته الشيخوخة والنسيان- دار حوار بيني وبين صغاري عنه فكانت نتيجته هذه القصيدة – نشرت في يناير1989 بالملف الثقافي بجريدة السياسة السودانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق