الرئيسيةشعر وشعراء
البردوني20 / شعر جواد يونس
مهداة إلى روح شاعر اليمن الكبير عبد الله البردّوني (رحمه الله) في ذكرى وفاته 30.8.1999
=================================
مبصر في الزمن الأعمى
يا مُبْصِرًا في ذا الزَّمانِ الْأَعْمى *** قِنديلُ شِعرِكَ قد أزاحَ العَتما
والشِّعرُ إن نورُ البَصيرَةِ حَفَّهُ *** عَينٌ تُزيحُ عنِ العُيونِ الوَهما
في ذا الزمانِ، ولا أعيبُ كِرامَهُ *** نَصْلُ الْأَسى خَصْرَ الْقَصيدَةِ أَدْمى
مَنْ فَوْقَ أَنْهارِ الدِّماءِ عُروشُهُمْ *** وَأَدوا الرَّبيعَ وَعِطْرَهُ وَالْحُلْما
بَيْنَ الطَّوائِفِ فَرَّقوا دَمَ حُلْمِنا *** وَسُيوفُها زادَتْ قَصيدي يُتْما
كَمْ أَلْبَسوا النِّحْريرَ كُلَّ مُرَقَّعٍ *** إِذْ لَمْ يَبِعْ قَلَمًا يَعافُ الْغُنْما!
وَسَعَوْا فَسادًا في رَوابي حَرْفِهِ *** لَمْ يَتْرُكوا حَقْلًا بِها أَوْ كَرْمًا
=======
يا مَنْ رَأى شَمسَ الْقَصيدِ فُؤادُهُ *** مَنْ لَمْ يَرَ الشِّعْرَ الْبَديعَ الْأَعْمى
الْأُذْنُ تُنْبي الْقَلْبَ عَنْ أَلْحانِهِ *** لَوْ لَمْ تَرَ الْعَينانِ قَطُّ الرَّسْما
يا صاحِبَ الْأَدَبِ الرَّفيعِ مَقامُهُ *** ما عادَ لِلْأَدَبِ الْمَقامُ الْأَسْمى
الشِّعْرُ كَالْأَرْضِ الْمَشاعِ، وَتوَّجوا *** مَلِكَ الْقَوافي مَنْ أَجادَ الْبَصْما
مَنْ سَبَّحوا بِاسْمِ الزَّعيمِ وَجَيْشِهِ *** نالوا إِمارَتَهُ وَحازوا الْحُكْما
لَمْ يُعْتِقوا حَتّى مَديحَ الْمُصْطَفى *** مِنْ ظُلْمِ أنذالٍ أشاعوا الظُّلْما
========
يا سَيِّدي، الْيَمَنُ السَّعيدُ كَما اسْمُهُ *** ماتَتْ بِهِ أَحْلى الْبَلابِلِ هَمّا
يا سَيِّدي، الْيَمَنُ الْمُوَحَّدُ شَعْبُهُ *** لَمْ يَتْرُكوا لِلشَّعْبِ فيهِ قِسْما
يا سَيِّدي، الْيَمَنُ الْفَصيحُ لِسانُهُ *** يَشكو لأربابِ القَصيدِ الْعُجْما
فَجُنودُهُمْ في كُلِّ وادٍ مُثمِرٍ *** حَطَموا قَوافيهِ الْحَيارى حَطْما
=======
الْيَأْسُ حاصَرَني، وَلكِنْ هُدْهُدٌ *** إذ عادَ مِنْ سَبَأٍ أَشاعَ الْبَسْما
وأجابني: إِنّي أَحَطْتُ بِما جَهِلْتَ، فَردَّ قلبي: (رَبِّ زِدْني عِلْما)
إِنّي رَأَيْتُ الشَّعْبَ يَحْشُدُ أُسْدَهُ *** ولَسَوفَ يَصْلِمُ أنفَ كِسرى صَلْما
يَثِبُ الْيَمانِيّونَ مَهْما اسْتُضْعِفوا *** لا تَقبلُ الأُسْدُ الغِضابُ الضَّيْما
الظهران، 2.9.2016 جواد يونس
مزيدة ومنقحة، 30.8.2019