حين زرت لندن،
شيء ما ثار على تلك الماهية المُطابقة لمنطقي الروحاني .
ألم أُخبِركَ كم أعشقُ الشتاء وطقوسه الجنائزية؟
مدينة كلندن حتمًا ستكون نموذجًا مُصغَّرًا لداخلي العميق،
الحانات المُحاذية للشاطئ والتي لا تتوقف عن طرق الذاكرة بموسيقاها الهاربة،
الجسدُ المُثقَل بالجراح الوطنية، سيُتَيَّم بنَفَحاتِ البرد القارس .
_تبدين عظيمة اليوم، ولكن الجنون لا يُفارقك.
_لا تَخَف ، لن نموت بردًا، سنموتُ حُزنًا على وطنٍ مَنسِي وذاكرةٍ مُغَلّفة بحُضورٍ ميّت،
لن نموتَ بردًا يا نديم، سنموتُ حُرقةً لبلادٍ اعتزلت طُقوس حدادها ، سنموتُ حُزنًا حين يندثر كنفاني ودرويش، حين تضيع معزوفة بتهوڤن التاسعة وموسيقى موزارت ، حين تموت أشعار شكسبير.
لن نموت بردًا ، حتمًا لن نَفعَل.
لندن مدينة مُزدحمة ، تعجُّ بالحياة، أحيانًا تضيع في احشائها وتفاصيلها التي تشبه سيدةً نرجسية الأبعاد، معالم المدينة وبكائها المُستمر ، يجعلها سيدة مدن العالم لحِسّها المُرهف ، والذي يضطَرُ سكّانها حمل المظلة ، للإحتماء من اي ثورةٍ عاطفية قد تُثير حواس المدينة .
سأحب المطر كثيرًا وسأحب لندن أيضًا.
-تبدو لي لندن قطعةً من روح السّماء وتبدين لي سيدة فوضوية الأبعاد.
_لا بأس ” حتى يولد منك ذلك النجم الساطع، لا بُدّ لروحك أن تمتلئ بالفوضى”_نيتشه.
13.8.2016
~London_Westminster~
