مقالات
تغريدة الشــــــــعر العربي بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك
“لن أُبحِرَ مرتين “
الدكتورة ليلي خفاجي السمرائي – 1959 م
سأمتطي الغيومَ
أعانقُ الرياحَ والشجر
أرافقُ النجومَ
ليحتفيَ القَمَر
أغوصُ في البحارِ
لأجمعَ الدُرَر
سومريةُ الطباعِ
بابليةُ السَمَر
سامريةُ الخدودِ
آشوريةُ الشَعَر
هكذا أنا
قيثارةٌ تحتضنُ الوتر
” الدكتورة ليلى الخفاجي – سومرية ”
————–
نبحر بين ضفاف النهرين ” دجلة و الفرات ” عبر شط النخيل و صدي عبق المربد مع زهرة عشتار و نقوش سومر ، و عشق بابل ، و ليالي الرشيد ، و جمال بغداد مدينة السلامة ، و حاضرة الخلافة العباسية ، و خمريات أبي نواس ، و أوتار زرياب ، و فقه الامام الأعظم أبي حنيفة — حيث حنين الذكريات الموثقة بالشعر و الشعراء مع ظلال ” د / ليلي الخفاجي ” السمرائية المسافرة بالروح مع مسافات العشق الاشراقي ، كي تغزل بأبجديتها الرائقة رسوماتها الفنية المعبرة عن تراث العراق من خلال فضاءات رحلة الزمن مع النفس بين أهداب خريطة الحياة 0
نتوقف مع الأستاذة والشاعرة والناقدة الدكتورة ليلى نعيم الخفاجي السامرائي استاذة الادب القديم والنقد في وزارة التربية العراقية —
ولدت ليلي خفاجي عام 1959 م ، و قد حصلت علي بكالوريوس في اللغة العربية – جامعة بغداد- كلية الآداب 1981 – بكالوريوس في اللغة الانكليزية – جامعة بغداد – كلية الآداب 2000 – ماجستير في اللغة العربية – جامعة بغداد – كلية الآداب 2002 عن رسالتها الموسومة ( البواعث النفسية في شعر فرسان ما قبل الاسلام – دراسة نفسية تحليلية ) –
و كانت بداياتها الأدبية من خلال نشاطاتها في المهرجانات الأدبية التي تقيمها وزارة التربية للمعلمين والمدرسين والمشرفين سنويا في مجال الخطابة والشعر كان تميزها الأول في مجال الخطابة وبعدها تحولت الى الشعر 0
عضو في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق – عضو في الاتحاد الدولي للأدباء والشعراء العرب في مصر – عضو في المنتدى الثقافي الأكاديمي لغاية 2016 — عضو في جمعية العلاقات العامة العربية مديرة فرع بغداد – عضو مؤسس لرابطة الجواهري الأدبية والناطق الاعلامي باسم الرابطة – عضو في اتحاد الدولي للأدباء / المركز العام/ مرخص رسميا / مؤسسة تطوعية غير ربحية – تدريسية في وزارة التربية في العراق0
ماجستير في التدريب Master Training مركز ترابط التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ( Usaid Iraq ) عام 2013 – دكتوراه في اللغة العربية – جامعة بغداد – كلية الآداب 2005 عن اطروحتها الموسومة ( ثنائية اللذة والالم في الشعر العربي قبل الاسلام من منظور نقدي فني )
و عضو تنفيذي في مشروع تطوير قدرات المعلمين – دبلن – ايرلندا – حاصلة على شهادة تدريب من جامعة دبلن – ايرلندا 0
الألقاب العلمية والتدريبية – حصلت على لقب مدرس مساعد عام 2002 – حصلت على لقب مدرس عام 2006 – حصلت على لقب استاذ مساعد عام 2013 – حصلت على لقب مدرب خبير عام 2013 – حصلت على لقب مدرب قائد عام 2013 • الدورات التي شاركت بها – دورة تدريب المتدربين ( Tot ) – دورات تدريب المدرسين – دورة ادارية – دورة تأهيلية في طرائق التدريس – دورة الخبراء في المناهج والامتحانات في مشروع التطوير التابع للوكالة الأمريكية 0
للتنمية الدولية مركز ترابط ( Usaid Iraq ) : المؤلفات المطبوعة والدواوين الشعرية – كتاب ثنائية اللذة والألم في الشعر العربي قبل الاسلام -من منظور نقدي فني دار الشؤون الثقافية ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية –
– حلم ليلة غامضة طبع دار صفحات- سوريا
– طقوس في أخاديد المنفى طبع دار المؤلف للنشر والطباعة والتوزيع لبنان والروسم للطباعة والنشر والتوزيع العراق
– وهج الذاكرة طبع دار صفحات سوريا
– امرأة نصفها نار ونصفها ثلج قيد الطبع
– ديوان أنا النساء سيصدر قريبا من دار أمل الجديدة
– رقص على شفاه متمردة قيد الطبع – بحوث ومقالات في الأدب والنقد قيد الطبع
و موضوعات شعرها تدور حول محور القضايا التي يمر بها الوطن و الامة و التعريج علي التراث الرائع و الاجتماعيات و التأملات و الحب و الجمال و الغزل و السلام فلها رؤية توظفها شعرا رسالة هامة الي المتلقي بغية وجهة المكاشفة التأصيلية في تباين يفتح مسارات الحياة —-
قال عنها الشاعر و الناقد الدكتور سعد ياسين يوسف :
الدكتورة الخفاجي تكتب القصيدة العمودية، معتمدة الحداثة كلغة، فيما تتركز أغلب قصائدها حول الحب والسلام والوطن، ونبذ العنف”.
و في جرأة تقتحم مسالك معتمة من خلال رسالتها – كتابها النقدي – الذي بعنوان “ثنائية الألم واللذة في الشعر العربي قبل الإسلام”
و تتناول شاعرتنا مسافات العشق في مقطوعة لها تصور و تجسد كل هذا الاختزال في شوق بعنوان ( صمت المرايا ) بين حالة الوجود من خلال المرايا و حالة الصمت و الخجل أمام المشاهد و المواقف التي تهز الوجدان بين حالات التردي حيث الحزن و التأمل الذي يساورها مع مداخل التاريخ فتحكي في سرد مسيرتها كألف ليلة و ليلة :
أيُّ شوقٍ
يأخذُني إليكَ
بايقاعٍ مَهيب
بعناقيدِ انتشاء
كصهيلِ خيولٍ أنهكَها الفجرُ
يُرتّقُ أجنحةَ الغيوم
بدماءِ قمرٍ
بلونِِ شفقٍ
يمزّقُ أزرارَ الصمتِ
بسكينِ الرغبة
يرتدي فساتينَ لهفةٍ خرساء
يضربُ الهجيرَ بكفِّ الهزائم
يدقُّ أجراسَ الخيبةِ
على جمرِ الشفاه
يرسمُ الوعودَ في غابةِ القلق
في حقولِ التأمُّل
بيراعٍ عنيد
يصفعُني بكفِّ خرافةٍ
يتعثرُ بظلّي
بصمتِ المرايا
بزوايا الانكسار
و تقول الدكتورة ليلي خفاجي في قصيدتها التي بعنوان ” عاصفة فجر ” عن فاجعة منطقة الكرادة حيث تصور مدي المأساة التي قوضت الجمال و الحب و الحلم المنتظر و الذكريات ، بل حصدت براعم الأمل بين دوي الانفجارات :
وطنٌ
يعشقُ الموت
من الوريدِ الى الوريد
العيدُ في ظلالِكَ
ضيفٌ ثقيلُ الخطى
تهجرُهُ الأزقّةُ
يخاصمُ البيوت
كفجرٍ بعيد
يختبئُ في مرافئِ الدموع
يهجرُهُ الياسمين
في أروقةِ الأسى
غضبةٌ هادرةٌ
كالموجِ في البحار
تخنقُ الحناجرَ
بهدير ِالهتاف
على جبينِكَ
مواسمٌ تنتظرُ الحصاد
تذروها الرياحُ الصفراء
تقتلُ الحَبَّ في السنابلِ
على أهدابِكَ
قيامةُ موتى
وعنفوانُ شهادة
على أعتابِكَ
تنتحبُ الفصول
في مقلتيكَ يئنُ الدمعُ
ينتظرُ الهطول
الخطى مشلولةٌ
تجلدُها سياطُ الغضبِ
أجسادٌ متخمةٌ برائحةِ موت
بشهيةِ رفات
في مقابرِكَ الموحشة
يحتضرُ الآس
تنامُ بين جنباتِها الأكفان
تحتفي بعرسِ شهادةٍ
واحتضانِ شهيد
وطني الوئيد
سأُعيرُك عمرًا مضى
في حنايا الخوف
وعمرًا سعيد
سأخلعُ جلبابَ صبري عليكَ
لتولدَ من جديد
ليتكَ تخلع ْ قمصانَ الموتِ
من بين لهيبِ النارِ ودخانِ الشموع
لاتدعْ أزهارَكَ تغفو في حدائقِ الشيطان
اخلعْ جلبابَ صمتِكَ المكنون
وعانقِ الهتافَ والنشيد
لثورةٍ لا تقبل التأجيل
يريدونَ أن يقتلوا النورَ في ناظريك
يريدونَ أنْ يسرقوا الكحلَ من رافديك
يريدونَ قتلَ البيادقِ
ليبقى الملك
يدوسُ على دمِكَ الطاهرِ المُنسفك
وطني الشهيد
أمنَ العدلِ أنْ لا تقومَ القيامهْ
فليسَ بعد الموتِ موتٌ
بل حياةٌ وجنانٌ وارفات
ترسمُ للنصرِ علامهْ
تُطلقُ صفّارةً للشعبِ
كي يصحو نيامه
—–
و من حنين الميلاد الي ساعات الاغتراب الذاتي ووجع الغربة و المنافي تتسلل من مخدعها ترسل و مضات النور الي زوايا قد عشش فيها الهجر و الدمع أمام المشهد و المواقف الحزينة التي نالت من لوحاتها الشادية فلم تعد تمتلك الا الثرثرة في انكسار عند ركام الجمال المنصهر تحت الرصاص و الأشلاء و الدماء التي تصبغ جمال النهر لكنها في خجول تدق الطبول تفتح نوافذها امام بلابلها المهاجرة كي تكتمل لحظات التعبير بوحي القصيد و لم لا فهي سيدة النخيل و كل هذا يتجلي رصدا في قصيدتها التي بعنوان ( ثرثرة المنافي ) المعبرة عن حالة ضبابية تستلهم منها حق العودة مغنية في سماء الوطن الجريح بين الرمز و الاسطورة تنسج خيط العبقرية من جديد في عشق بلا حدود علي أعتاب مرايا الشوق فتقول ليلي الخفاجي :
كحمامةٍ ثكلى
ينوءُ جناحُها الكسير
بآهاتِ صمتٍ خجول
مكلومةَ الخُطى
مشرّدةً في متاهاتِ الاغتراب
في كهوفِ غربتِها
تشعلُ شموعَ الميلادِ
في اللامكانِ
تتحدى الزمانَ
بمرايا الشوقِ
وعنفوانِ المنافي
قلبُها ثملُ بكؤوسِ الوجع
سماؤها مترعةُ بالرعود
نجمُها يلتهمُ العتمةَ
قمرُها يسدلُ ذؤابتَهُ
على خدِّ الغيوم
تلتحفُ ناقوسَ الحكمةِ
بطهرِ التعلُّلِ
تغفو في حنايا القصيدِ
سيدةُ النخيلِ
تحضنُ الفراتَ بعباءةِ السهول
عروسُ المرافئِ
تعانقُ سفنَ الأحلامِ
بصمتٍ خجول
بدفءِ قلمِكَ
وعبيرِ محبرتِكَ الشجيّةِ
تنامُ القوافي
في أحضانِ حلُمٍ معسول
بوداعةِ طفلٍ
تنثرُ رذاذَ عطرِها الفارهِ
على خلجانِ حرفِكَ
وبحورِ قوافيكَ
تحلُمُ بفجرٍ جديد
وصبحٍ يهلِّلُ للندى
لأزاهيرِ المروج
ينحني لهُ الياسمين
في مخاضِ وجدِكَ
تتكسّرُ مرايا الروحِ
في حقولِ المواسمِ النقيةِ
تحملُكَ في كفِّ المتى الموعود
لا تقوى على الخروجِ
من جنةٍ عرضُها السمواتُ والأرض
أُعدّتْ للعاشقين
في مملكةِ القمرِ
تغرقُ في بحيرةٍ من الزئبقِ
في صحيفةٍ زمرديّةِ اللون
تحملُ كنوزَ الصدقِ
تتوشّحُ برداء الخجلِ
كجبلٍ دثّرَهُ نديفُ الثلوج
دعْ صمتَها يتكلمْ
دعْ مطرَها
يعاود ْالهطول
بعد هذه الكلمات المضيئة لرسم خريطة العشق البغدادي من خلال العصور و زمن الانكسارات و الانتصارت و المنافي تسجل لنا الدكتورة ليلي الخفاجي ساعات الحياة في الأفق العراقي من مجمل التراث و الحضارة و التاريخ في كبرياء الشوق و العشق حيث ظلال النخيل الذي يغازل النهر مع جمال اليل كي يختصر وجع المنافي فجاءت قصائدها شاهد اثبات علي الحركة التي تنتاب موطنها امام ضمير العالم المتمدين دون تحفظ او خجل أنها سيدة النخيل التي تحكي موال بغداد الحزين من منظور العشق في تلقائية دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
===========