اخبار العالم العربيالرئيسية

هنا غزة / اضطرت السيدة نانسي أبو موسى أمس إلى النزوح نحو الجنوب مشيًا على الأقدام، تحت وابل الرصـاص وجحيم القذائف

محمد النجار

اضطرت السيدة نانسي أبو موسى أمس إلى النزوح نحو الجنوب مشيًا على الأقدام، تحت وابل الرصـاص وجحيم القذائف، وهي حامل بتوأم في شهرها السابع. كانت تجرّ على كرسيّ متحرّك متهالك زوجها المصاب، تمضي منهكة مثقلة بالوجع والخوف، قبل أن يباغتها المخاض في منتصف الطريق.

صرخت من شدّة الألم، وإذا بصغيريها ينزلقان من بين قدميها على الأسفلت العاري. أنجبت توأمها في العراء، لم تُمهل لتضمّهما إلى صدرها، ولا لتستنشق رائحتهما، ولا حتى لتسمع صوتهما الباكي… فقد فارقا الحياة على الفور. جاءا إلى الدنيا في رحلة نزوح، ورحلا سريعًا تاركَين خلفهما أمًا مكلومة، وأبًا جريحًا لا يقوى حتى على مواساة زوجته المثخنة بالجراح.

ميلاد وموت في دقيقة واحدة.
ندبة سترافق نانسي وزوجها العمر كلّه، إن كُتبت لهما النجاة من بين فكيّ الإبادة.

هذا قهرٌ واحد من بين آلاف الأقهر التي يعيشها أهل غزّة في كل دقيقة. فهل سمع العالم بمثل هذا الجنون من قبل؟

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق