منوعات

حكاية ألب أرسلان وملك الروم صفحات من التاريخ لمّا يكون الكلب أشرف من الملك

نديم أميري

حين سمع ملك السلاجقة “ألب أرسلان بزحف الروم إليه في ملاكرذ بمائتي ألف قد غطوا الأودية ، والسهول والجبال، ل لم يأثر ذلك في عزيمته رغم أن جيشه لا يتجاوز العشرين ألف ، فخطب فيهم: اخرجوا في سبيل الله ، وإما أن نموت بكرامتنا ، وإما ننتظر أن نموت بذُلَنا!!فأجابوا: نحن من خلفك أيها الإمام .فسار بهم ، وإذا بهم خمسة عشر ألفًا ، فلما عاينوا الكفار لم يبق إلا اثنا عشر ألفًا مستعد للشهادة ولقاء الله !! ، أمام مائتي ألف.فقال ألب أرسلان: عزمت ألا أقاتلهم إلا بعد الزوال. فقالوا: ولم؟! قال: إن اليوم جمعة ، وفي هذه الساعة يقف كل المسلمين يدعون أن يعز الله دينه ، وينصر أولياءه ، فأحببت أن تصيبني دعوة المسلمين.
فصلى ودعا ثم اقترب الصفان ، وقال لجنده: إن حملت فاحملوا معي دفعة واحدة ، ولا ترموا بسهم حتى أكون أوَلكم رميًا .. فكبر ثم حمل عليهم ، فاخترقوا الصف الأول والثاني، وعشرين صَفًّا ؛ حتى وصلوا لملكهم، فقتلوا من حوله ، ثم أسروه ، وعادوا والهتاف يملأ صفوف الجانبين: (أُسر الملك .. أُسر الملك).
فاضطرب الروم وهربوا ، وقد وقعوا بهم القتل بأعداد لا تحصى كثرة ، وأتي بالملك رومانوس الرابع مربوطًا إلي السلطان “ألب أرسلان” وهو جالس على سريره ، فقال للملك: لو كنت مكاني ماذا كنت تفعل؟ قال: أقتلك. فردَ ألب أرسلان: أنت أذل عندي من أن أقتلك ، أذهبوه فبيعوه في معسكر الجيش. فذهب الجنود به وكلما مروا على ملأ لم يشتره بأبخس الأثمان ، حتى وجدوا في آخر الجيش رجلاً معه كلبا، فقال صاحبه: لو بعتموه لي بهذا الكلب أشتريه؟.فعاد الجنود للسلطان “ألب أرسلان” وأخبروه ألا مشتريًا إلا صاحب كلب.فقال: الكلب أشرف من هذا الرجل ، فإنه ينفع ، وهذا رجل لا ينفع ، أعطوه الرجل وأبقوا الكلب له.

عن حكايات زمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق