مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية الجنية دجيرة والنجار من الفولكلور اليمني وحيدان في البادية الحلقة 2+3

حين ذهبا للغابة لأول مرة أحسا بالخۏف فلقد كانا يسمعان صياح الحيوانات ويريان الديدان والنمل وسائر المخلوقات تزحف على الأرض فصعدا إلى شجرة عالية ومر الوقت وأحسا بالبرد والجوع والتصقا مع بعضيهما بحثا عن الدفئ وفجأة سمعا رفرفة طائر ملون ليس في الدنيا أجمل منه وأخذ يدور حولهما كأنه يدعوهما لإتباعه فنزلا وقادهما إلى غار فيه عش كبير للنحل يسيل منه العسل فأدخلا أصابعهما الصغيرة وأكلا ثم جمعت البنت أغصان الشجروأشعلت ڼارا بحجر صوان تدفآ عليها ولما رجع أبوهما وجدهما في أحسن حال فحمد الله وأصبحا يذهبان ويرجعان بمفردهما ورغم بعد المسافة فإنهما تعودا على المشي و كل مساء يعودان برزمة من الأغصان وسلة من الفطر وبيض الحمام والعسل فقالت الأرملة في نفسها لقد كنت أنتظر أن يصيبهما أذى في تلك الغابة وإذا بهما صارا يحملان رزقهما يا لهما من خبيثين يجب أن يذهبا بدون رجعة فأنا أنتظر مولودا وهذه داري .

وأخذت تفكر في حيلة لا تثير ريبة الأب في أحد الأيام رأت أن أحد تجار القرية يعد قافلة صغيرة من خمسة جمال للسفر وملأ عشرة جرار بالزبيب والتين المجفف لما رأت تلك الجرار خامرتها فكرة لا تخطر على بال أحد وفي المساء طبخت للطفلين قصعة بالمرق واللحم والشحم فأكلا حتى شبعا وهما يتعجبان من كرم تلك المرأة ولما رجع الأب قالت له إن طفليك دخلا المطبخ ونبشا القصعة وأكلا ما فيها فڠضب النجاروقال لهما سأحرمكما من الأكل يومين عقاپا لكما على قلة أدبكما والآن إذهبا للنوم فأنا لا أريد رؤية وجهيكما !!! حاول الطفل واسمه علي الكلام لكن أخته الكبرى تفاحة أشارت عليه بالصمت فهي تعرف أنه لن يصدقه فذهبا إلى فراشهما وهما يبكيان وبعد فترة غرقا في نوم عميق لكثرة ما أكلاه من لحم .

وحين نام الجميع خرجت المرأة في الليل على أطراف أصابعها وذهبت لدكان التاجر الذي بجوارها ورأت الإبل باركة وعلى ظهورها الجرار وكان هناك رجلان يحرسانها غير بعيد عنها فرجعت للدار وأحضرت الصبيين واحدا تلو الآخر ثم رمت كل وحد في جرة وغطته بما فيها من زبيب أو تين بعد ذلك رجعت لفراشها وتركت باب الدار مفتوحا وعند الفجر تحركت القافلة دون أن يحس التاجر بشيئ .و في الصباح لما تفقد النجار غرفة الأطفال وجدها فارغة وحين سأل امرأته عنهما لامت عليه أنه هددهما بالتجويع والضړب لذلك هربا من الدار ولم يشك الرجل في أن هذا ما حصل حين رأى الباب مفتوحا فخرج يجري وصار يلطم رأسه أما زوجته فطلبت منه أن يهدأ وستخرج للبحث عنهما .أما القافلة فواصلت سيرها حتى توغلت في البادية وفجأة ثارت عاصفة رملية شديدة وتفرقت القافلة بعد قليل أحس الأطفال بالحرارة والعطش وحين نهضا إكتشفا أنهما وحيدين مع جمل ضائع فبدأ علي بالصړاخ وطلبت منه أخته أن يصمت لكي تفكر فقالت في نفسها الجرار فيها الأكل لكن ليس لنا ماء وفجأة ظهر لهما في السماء الطائر الملون أخذ يدور حولهما فقالت هيا بنا نتبعه لا بد أن هناك واحة قريبة !!! سار الجمل وراء الطائر حتى وجدا بئرا فنزلا وشربا ثم حط الطائر هذه المرة وقال لهما أوصيكما بعدم الثقة في كل ما ترونه وسأواصل المجيئ إليكما حتى أوصلكما لبر الأمان تعجب علي لما سمعه يتكلم وسأله لماذا تفعل ذلك

معنا أجاب الطائر ألم تعرف لحد الآن من أنا إعلموا أني أمكما ولما رأى الله بكائي عليكما أرسلني من عند الأموات لأحميكما ثم طار ومن بعيد لاحت لهما دار من الحجارة …
حكاية الجنية دجيرة والنجار
من الفولكلور اليمني
في أرض الجان الحلقة 3
ولما إقتربا شاهدا امرأة جميلة ترحي القمح فأراد علي الذهاب إليها ليأكل لكن أخته قالت لا تذهب فإني لا أرتاح إليها تذكر كلام أمنا التي أوصتنا أن لا نصدق كل ما نراه هل رأيت من قبل بدوية تسكن في دار من الحجر وسط الصحراء لكن الولد لم يسمع الكلام فاقترب منها وقال لها هل لديك شيئ آكله نظرت إليه المرأة بدهشه وسألته كيف وصل لهذا المكان الذي لا يدخله الإنس ولا الجان لم يكن علي حذرا مثل أخته وقص عليها ما فعلته زوجة أبيه التي لا تحبه هو وأخته وكيف إحتالت عليهما ليجدا نفسيهما وسط جرتين على ظهر جمل وحكاية العاصفة والطائر الملون قالت له ألا بأس والآن نادي أختك فلم تجد تفاحة بدا من المجيئ لحماية أخيها الذي يريد أن يأكل ويرتاح .وبينما كانا يجلسان على الطاولة خرجت المرأة إلى الصحراء ونصبت فخا للطائر لتقتله وقالت سأبدأ الليلة بالجمل ثم الصبي وأخته بعد أن أسمنهما لكن الفتاة ذهبت إلى قدر الطعام وأطلت عليها ثم أخرجت يد رجل مطبوخة وقالت لأخيها انظر !!! هل تأكدت الآن أنها تأكل لحم البشر فذعر علي وقال هيا بنا نهرب .
لكنهما حين خرجا من الدار وجدا الجمل مذبوحا والمرأة تسلخ فيه وحين نظرا إليها وجدا أنها عفريت من الجان بزي بدوية وكان منظره بشعا قالت له أخته هل عرفت ما يحصل لما لا تفكر !!! لقد خسرنا الآن الجمل وليس لنا طعام أو ماء قال لها بقي الطائر لكن بعد قليل إقترب منهما وقد علته الجراح وتلطخ ريشه الجميل بالډماء وقال لهما لقد أوصيتكما بالحذر من كل ما ترونه لكن لم تسمعا النصيحة إسمعا غدا أنظرا للأفق فإن رأيتما غيمة بيضاء فاعلما أني سأواصل المجيئ إليكما وأما إذا كانت سوداء فعليكما أن تتدبرا أمركما واعلما أنكما في أرض الجان وكل من يأتي به حظه السيئ إلى هنا يأكلونه لكن هنا امرأة منهم إسمها دجيرة وهي كانت تأكل الناس كعادة قبيلتها وفي أحد الأيام أكلت رجلا مريضا مع ولداها فماټا وهي أيضا كادت تهلك ولما شفيت صارت تقتات على النبات والفواكه إبحثا عنها وهي ستنقذكما بإذن الله وتحبكما كولديها وهما في مثل سنكما .
وفي الغد ظهرت الغيمة السوداء فقالت تفاحة لأخيها الآن علينا تدبر أمرنا بأنفسنا وبدآ يسيران في الليل ويرتاحان في النهار حتى قال الولد لأخته لم أعد أستطيع السير أعتقد أني سأموت الآن !!! فجرته من قدميه وأسندته على صخرة كيبرة وشرعت في البكاء والدعاء لله .وبينما هي تنظر إلى الأفق رأت امرأة تقترب وعلى ظهرها قربة ماء ولما رأتها تعوذت بالله فلقد كانت بشعة المنظر ولها حافر ماعز وقال على إنها ستقتلنا !!! لكن تفاحة طمأنته وقالت لو كانت تريد ذلك لغيرت شكلها هل تتذكر ذلك العفريت الذي تحسبه فتاة في غاية الحسن والجمال ولما أصبحت المرأة بجوارهما فتحت القربة وسقت الولد الذي شحب لونه من الجوع والتعب ثم مسحت وجهه وأعطت القربة للفتاة التي شربت ثم شكرتها على معروفها وسألتها كيف نجوتما من الصحراء ومن عفاريت الجان الذين
يسكنونها لم يصل أحد من البشر حيا إلى هذا المكان من قبل وأنا أعيش هنا وحدي منذ سنوات طويلة .
قالت تفاحة القدر هو من أوصلنا إلى هنا ونحن نبحث عن امرأة من الجن إسمها دجيرة هل سمعت عنها بقيت الجنية تتفرس فيهم بعينيها الواسعتين ثم قالت من أخبركما عن إسمي أجابتها تفاحة إنها أمي التي جاءتنا من السماء لأن قلبها حزين علينا !!! نزلت دمعة كبيرة من عيني الجنية وردت عليها ولداي أيضا في السماء وكم من مرة أشتهي أن أموت لأذهب إليهما لكن الأول يجب أن أعالجكما وأطعمكما فحالتكما لا تسر أحدا ثم قادتهما إلى كهف في الجبل وطبخت حساءا ساخنا من جذور النبات فأكلا واستراحا وكانت تلك الجذور نافعة للبدن وبعد أيام تحسنت حالهما وصار لونهما صافيا وأعطتهم ملابس ولديها التي كانت على مقاسهما تماما ومشطت شعريهما وبدأت تحس بسعادة كبيرة لوجودهما معها ثم غيرت شكلها إلى امرأة جميلة خضراء العينين وقالت لهما سأبقى على هذا الشكل ما دمتما معي !!!قال لها الطفلان سنبقى معك فأنت أمنا ..
يتبع الجزء 4+5

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق