أيام ع البال بتعن وتروح لأ زال الزمن الجميل يعن ع البال يعطينا الفرح في زمن الطفولة زمن تلك الأصوات المحفوظة بدواخلنا مع بداية المدارس ونحن ننشد بصوت عالي خافقاً بالمعالي والمنى ويا علمي يا علم ورنين الذكريات بجرس المدرسة النحاسي ونشيد الكشافة يا كشاف العرب ورائحة أمكنة في بيتنا وحاكورتنا الصغيرة رائحة الياسمين العراقي في بداية الربيع والياسمين الدمشقي الأبيض في الصيف اللاهب ورائحة منثورة وقرنفلة وعطرة أخرجت زهرها النهدي وحتى رائحة عبق الميرمية ع كاسة شاي وعبق فنجان قهوة في يوم صباحي جميل وحارة جميلة وطائرات الورق، نحلم أننا نحلّق معها حدّ السماء ، نمُدّ لها كبة الخيطان، من المصيص نراقصها ونلهو معها ونغني لها طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان وعلى إيقاع هبّات النسيم نمرجحها كان آخر همّنا أن ينزعج من صياحنا الجيران حين نشاهد علو طائرة الورق أو هبوطها كنا نزركش طائرات الورق بأوراق وألوان تلمع نصنع لها ذليل وميالة لنفوز بأجمل طائرة ورق ونغني طارت طيارة بالجو في عسكر فيها ضو وطيارة يما بتحوم فوق حارتنا ، حارتنا التي تصحو بكل صباح على صوت سجع البائعين وصوت بائع الكعك وعجنات ذاهبة لفرن الحارة مقرصة وتنتظر الرجوع مخبوزة خبز مشروح تعبق رائحته الزكية في أركان الحارة ونساء جلسن على عتبات البيوت بشوارعها وزواريبها ينسجن حكايات ويحتسون فناجين القهوةوالتي تحمص بالبيت وفتح فنجان جايه رزقه إلك يا أم فلان وسواليف وتنقاية رز وعدس وتنقيب ملوخية حتى تأخذ الشمس موقعها تجبرهن على الدخول على البيوت هذا جزء من زمن جميل كان يلبس ثوباً جميلاً مزركشاً بالورود، والطيبة والجار للجار والضحكة الخارجة من القلب وصور ورديّة مرسومة في الذاكرة على شكل جدول ماء يجري ضاحكاً إلى منتهاه .وعلى رأى ابراهيم ناجي وضحكنا ضحك طفلين معاً وعدونا فسبقنا ظلنا
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق-
ماخفي كان اعظم
منذ 3 أيام