شعر وشعراء
( السفر إلى عينيك انتحار) الكاتبة و الشاعرة السعودية خديجة إبراهيم الشهري ٠
تغريدة الشعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
مذ أمطرت خطواتك للرحيل
وأنا والطريق إليك في شقاق
أستقي السماء قمراً مضيئاَ
فيلوكني الليل بصمت
أحترق عند مفرق كل نبضة
فيضطرب الموج تحت أقدامي
وعيناك تشع في الغسق لموتي وأكثر..!
وكيف لعينيك أن اسكبني فيهما ولا أغرق.؟!
وكل الطرق مغلقة إلا إلى عينيك
تدعونني للغرق فيهما وأكثر
والسفر إليهما انتحار.!
( من قصيدة : السفر إلى عينيك انتحار )
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
من المملكة العربية السعودية و من مدينة جدة حيث التراث و الشعر أهم مظاهر الثقافة في منحنى الحياة تتصدر المرأة العربية السعودية المشهد الثقافي لتدافع عن هويتها و مدى التكوين في أصالة لها دلالات تشرق مع الموهبة و الاستعداد بين عناصر البيئة التي تستمد منها إلهام الكتابة ، و لِمَ لا و هي من بيت معرق بالأدب و الشعر وريثة هذا الفن الجميل ٠٠
مرهفة الوجدان و الاحاسيس و الدوافع نحو التعامل في تلقائية و شفافية تكتب من زوايا لها أبعاد تمثل فراغات الواقع و الخيال لتقدم لوحة تحمل رسالة الفن ٠٠
فقد كانت البداية لانطلاقة الكتابة و التعبير عن نفسها عام 2006 حيث بدأت النشر في المنتديات والصحف والمجلات الورقية، فقد كانت فترة لها طابعها الخاص، وقد كتبت بعضاً من الشعر العمودي الفصيح والنبطي والخواطر وقصيدة النثر.
و من ثم تناولت الموضوعات سواء في مجال القصة أو الشعر أو الفن التشكيلي أو في المجال الإعلامي و الحضور في المنتديات و المؤتمرات و المعارض فهي ناشطة في دائرة الثقافة تواكب الحدث ٠٠
* نشأتها :
======
ولدت الشاعرة و الكاتبة السعودية خديجة إبراهيم الشهري في مدينة مكة المكرمة و تقيم في مدينة جدة ٠
و قد درست في جامعة الملك عبد العزيز
السعودية ٠٠
المؤهل العلمي:
-دبلوم عال في التوجيه والارشاد الأسري ٠ -بكالوريوس علم اجتماع ٢٠٠٩ م ٠
– عملت إحصائية إجتماعية ٠
– مديرة تحرير مجلة فرقد التابعة لنادي الطائف الأدبي ٠
– عضو منتدى عبقر الشعري ٠
كما تم درج اسمها في موسوعة الشعر النسائي ٠
* الإصدار :
= الأول بعنوان “مدارج دفء” وترجم للفرنسية
= والثاني “معزوفة تراوغ الصمت” وهما من النصوص النثرية المتفاوتة في الطول، وفي تنوع الثيمات.
= و الثالث : مواسم تشتهي ظلها ٠
بجانب المقالات اامنشورة و الدراسات و المشاركات المختلفة ٠
* مختارات من شعرها :
————————–
و ها هي الشاعرة السعودية خديجة ابراهيم تسطر ملحمة المدن الرائعة في قصيدتها تحت عنوان ( غَنِّ جدة ) ترسم ملامح التاريخ في جبينها حيث تلقي بظلال المدينة التي يؤمها القاصدون من الشرق و الغرب و هي نائمة على ذراع و على شواطيء ساحل البحر الأحمر بكل جمالياتها تكسوها مظاهر الحياة فتصدح كالطائر المغني بين مسافات العشق و الحنين قائلة :
وأنت تعبر جدة
اهمس لشواطئها بوجدك
ولموجها بشغفك
إعزف على أنغامها
سمفونية عشقك..!
وأنت تعبر جدة
سلّم على رواشينها
وحواريها
وازدحام شوارعها
سلّم على العشاق فيها..!
وأنت تعبر جدة
ألق بذكرياتك
ووجعك في بحرها
اصحبها معك
خذها من تحت ذراعها
كعروس تجملت
لتزف لك..!
أحك لها عن طفولتك وماضيك
عن زهرة البيلسان
التي خبأتها في صفحات كتابك
وأنت تعبر جدة
دوّن على نوافذها
حكاية الحلم
الذي ما فتئ يكتبك
وأرسم في عينيها مواسمك
التي تشتهي ظلها وغنّ..
غنّ لعينيها
فهي تعشق من يفك شفرة موجها
ورقصة نوارسها..!
كنْ البحَّار
الذي غاص في بحرها
ولم ينج من عشقها
كنْ العابر
فوق سماء أحلامها
الساكن في ليلها الفاتن
في خصلات شعرها
الموشوم بعطر حكاياتها العتيقة
وغنّها
غَنِّ جدة .. غنّها..!
***
و تقول شاعرتنا زهرة جدة خديجة إبراهيم في قصيدة أخرى تحت عنوان ( لجج الحزن ) تصور فيها براح الروح وسط تحولات تداهم مسيرة الشوق و تستدعي الغارقون في لجج الحزن مثل السفينة التي تلاطمها الأمواج حيث الأماني السجينة داخل قمقم التمني تنتظر حلم العودة و النجاة مع دورة الحياة في رمزية قرص نوار الشمس الذي يستسلم لحركة البقاء برغم لحظات الانكسار يظل ينشد الخلود بين القلق و الصراع و الحيرة و الدهشة في ربقة الصوفي العابد في منسكه يتذكر لوعة السنين و قهر الهم اللعين لكنه يهرول متضرعا طالبا النجاة بين خيال سابح و حقيقة غائبة فتقول فيها :
كم سبحنا في خيالات التمني
نرقب الأحلام لهفًا واشتياقْ
وعلى صرخاتهِ يومًا أفقنا
حطمت بعد التمنِّي كلَّ باقْ
أْيها الغارقُ حتى لجة الحلم الحزينْ
من ضياءٍ فيك
هبّ للشمس نورًا من خيال الوجد
فارسمْ لوحة وسط العيونْ
عن نياط القلب فانفض
عقرب الهم اللعينْ
فلقد أضناك طول الانتظار
ومكوثًا شاخ في مهد السنينْ..!
ومَزَّقتْ ذاكرةَ الأحلام
في يوم تمادى بالحنينْ
هَبْ لأنفاسك ريحًا
واطرد الحزن الذي قد خنق الوجد
وماتت فيه أنفاساً
ترائت في الجبينْ
أَيها الباكي!
لمَ الحيرةَ لو ناح حمام البين
على السور العتيقْ
وتمادى في النواحْ!
ودموع الملح فيهِ
أودعت للبحر جرعاتٍ
لقيعان الأنينْ
أْيُ وَجِد عَصَفَ الهجرُ به ؟!
وَحَنِينُ الأمس
قد ذَاق سمومًا بالفراقْ
وَجَوَى قدْ أُسْهِدتْ نجماتِهُ
من آهةٍ فيه تجنّت..!
أيُّ جرحٍ سكب الهمَّ
من الآهات تتلوها العيونْ!
وإلى أن لَاَحَ فجرٌ منْ جَديدٍ
ألبس الليلَ وشاحاً
ِمنْ سُكونِ الصبر فيهِ
وغفى من بعد أن نامت
عيونُ النصف
من كل العبيدْ..! ٠
***
و نختم لها بقصيدة ( وطني ) حيث تتجلى روعة الأوطان و المدن مع التأملات حول الأخطار التي تهدده فتدافع عنه بالكلمات بل و تتغزل في محاسنه فهو المعشوق الأول الذي تتلقاه منذ مراحل الصبا في روح الانتماء و العطاء بلا حدود فترسم معالم خريطته الفيحاء بمشاعر الكلمات التي تنطق بعبقرية الزمان و المكان بين أهداب التاريخ :
وطني ويغلبني النشيد مداهُ
ويجيش صدري إن كتمت هواهُ
كل المدى قد ضم أفئدة حوت
وطناً يضوع أريجه وشذاهُ
كف الرضا ممدودةً قد بايعت
من بالنفوس وبالدماء فداهُ
قد شيدوا للسلم في ارجائه
من حزمهم صرحاً سما بسماهُ
هم قادةٌ للمجد.. هم صناعه
الكون يهتف واستجاب نداهُ
قد سطروا الأمجاد في أفعالهم
فليشهد التاريخ.. من سواهُ ٠
و أخيرا بعد هذا العرضالموجز و القراءة الأولية في عالم الكاتبة و الشاعرة السعودية خديجة ابراهيم الشهري ابنة مدينة جدة التي تعمل في الإعلام و التربية الاجتماعية و مجالات الثقافة بمثابة موسوعة ثقافية تمتلك الإرادة و القدرة و الموهبة في تصوير الواقع بقلمها في عدة زوايا تعبر عن مكنون الإنسان الذي هو معادلة تلك الحياة ٠٠
و بهذا الدور تستحق ان نسلط الضوء على عالمها الأدبي من منطلق مسيرة المرأة العربية دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠