مكاوي تجتمع بالسفراء العرب لدي الفاتيكان في ذكري النكبة

مكاوي ; ننتظر تغيير موقف إيطاليا

تحل ذكري يوم “النكبة “السنوية هذا العام والتي يتم فيها إحياء الذكري السنوية لنكبة الشعب الفليسطيني حيث يتذكر الفليسطينيون ما حل بهم من مأساة إنسانية وتهجير عقب الأعلان عن قيام دولة ” إسرائيل ” في عام 1948 والذي سبقها قيام المجموعات المسلحة الصهيونية في حق الشعب الفليسطيني من أجل التمهيد لقيام هذه الدولة .

تأتي ذكري النكبة هذا العام في ظل نكبة جديدة يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومعاناة أبناء القطاع من الحرب الإجرامية التي يشنها الكيان المحتل ضدهم منذ أكتوبر من العام الماضي والتي أستخدم فيها أبشع الطرق الوحشية والبربرية ضاربا بكل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية عرض الحائط حتي بات غالبية أبناء غزة مابين مشرد وجريح ومريض وجائع وبلغ عدد الشهداء منذ بداية تلك الهجمات الوحشية أكثر من 35 ألف شهيد حتي أصبحت تصنف تلك الحرب كحرب إبادة جماعية وسط عجز من قبل دول العالم والمنظمات الدولية عن وقف تلك الهجمة البربرية ضد أبناء الشعب الفليسطيني الأعزل .
رئيس بعثة جامعة الدول العربية في إيطاليا ” السفيرة إيناس مكاوي ” وبصفتها الدبلوماسية ومنذ بداية الأحداث في غزة لم يهدأ لها بال ولم يغمض لها جفن ولم تترك بابا إلا وطرقته من أجل إسماع صوت الحق الفليسطيني وحرصت منذ اللحظة الأولي علي فتح قنوات للحوار مع جميع الأطراف المعنية والدوائر السياسية في إيطاليا وأوروبا ودوائر صنع القرار من أجل ترسيخ الصورة الحقيقية للوضع المأساوي لأبناء الشعب الفليسطيني لدي تلك الدوائر كما حرصت علي التشاور الدائم مع سفراء الدول العربية المعتمدين لدي إيطاليا والفاتيكان من أجل تكوين رؤية عربية موحدة حول ما يجري في تلك القطعة من الجسد العربي .
فكان إجتماعها اليوم مع سفراء الدول العربية لدي دولة الفاتيكان و في ذكري يوم النكبة من أجل العمل علي حث دولة الفاتيكان للعمل علي حماية سكان قطاع غزة خاصة بعد ما تقوم به “إسرائيل” من تهجيرهم قسريا إلي مدينة رفح جنوبا .
وعن ذلك الإجتماع صرحت “مكاوي” أن إجتماع اليوم مع المجموعة العربية لدي الفاتيكان ليس الأول فقد سبقه عدة إجتماعات منذ بداية الهجوم علي قطاع غزة و تم التواصل والنقاش مع وزير خارجية دولة الفاتيكان ورئيس وزراءها وهو الأمر الذي أسفر عن تغيير موقف دولة الفاتيكان حول الوضع في فلسطين والذي عبرت عنه في بيان أدانت فيه ما يتعرض له أبناء الشعب الفليسطيني ووصفهم ما يجري لهم بأنها حرب إبادة والذي رفضته إسرائيل بالطبع وجعلها في مواجهه مباشرة معها .
وحول نتائج الإجتماع كشفت ” مكاوي ” عن إرسال رسالة إلي وزير خارجية دولة الفاتيكان “كاليجر” لطلب لقاء عاجل من أجل طرح مقترحات المجموعة العربية وعرض آلية إيجابية عملية من أجل تدخل دولة الفاتيكان في الأزمة في الأرض المحتلة والتي تتمثل في التواصل مع اللجنة الوزارية العربية المعنية بوقف الحرب في غزة ودعم منظمة “الأونروا ” من أجل توفير الدعم لها لإغاثة أبناء القطاع في محنتهم وضرورة التواصل مع الدول الأوروبية ذات المعتقد الكاثوليكي والتي إمتنعت عن التصويت علي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير والقاضي بقبول فلسطين كدولة كاملة العضوية بالمنظمة الدولية (الأمم المتحدة) .
مشيرة إلي مدي تأثير حاضرة الفاتيكان علي تلك الدول ومكانتها لديهم مشيدة بالدور التاريخي لدولة الفاتيكان في القضية الفليسطينية ومناصرتها للسلام والعدالة ونبذ الحرب والعنف وإرساء مبدأ المساواة في العالم .

كما كشفت “مكاوي ” عن نيتها والسفراء العرب لدي الفاتيكان عن إستثمار حدث ” الحج الكبير” والمقرر له العام المقبل حيث يستعد الفاتيكان لإستقبال ما يقرب من 30 مليون حاج من مختلف دول العالم من أجل تصحيح المفاهيم والرويات التاريخية حول الأراضي المقدسة في فلسطين والتي تحاول دوما إسرائيل تزييفها وترسيخ الحقائق التاريخية وحق الفليسطينين في تلك الأرض عبر التاريخ .
وحول موقف إيطاليا من قرار التصويت في الأمم المتحدة وإمتناعها عن التصويت علي قرار قبول فلسطين كدولة كاملة في المنظمة الدولية كشفت “مكاوي’ عن لقاءها بعد القرار مباشرة مع وزير الخارجية الإيطالي ” انطونيو تاياني ” ونقل وجهه النظر العربية في الأمر ومناقشته حول موقف إيطاليا المثير للدهشة آملة في تغيير موقف إيطاليا في الجلسة القادمة تماشيا مع الموقف الدائم للدولة الإيطالية عبر تاريخها المساند دوما للحق الفليسطيني .
و من جانبنا نؤكد أن جامعة الدول العربية ستظل هي المظلة التي يستظل تحتها كل أبناء العروبة من المحيط إلي الخليج و في الداخل والخارج .