مكتبة الأدب العربي و العالمي
حكاية سبع بنات الجزء الاول
يحكى عن رجل ماتت زوجته وتركت له سبعة بنات يتامى، فتزوج امرأة لها ولد واحد، وذات يوم لم يكن في بيتهم ما يأكلون ولم يحضر الزوج إلا قليلا من القمح، وطلب من زوجته أن تعد لهم به رغيفا، فقالت له زوجته : “لمن سيكفي هذا الرغيف الوحيد؟ إني فكرت في فكرة”، فقال لها : “وما هي فكرتك؟”، أجابته : “يجب أن تتلف بناتك في الغابة (أي تتخلص منهم) وأنا سأتلف ولدي أيضا لكي نبقى لوحدنا ليكفينا الرغيف.
لكن فكرتها كانت مجرد حيلة كي تتخلص من بناته، حيث أدخلت ابنها في سلة كبيرة مملوءة بالزبيب وأمرته أن يموء مثل القطط عندما يحس بالجوع، بينما أخذ الأب بناته إلى الغابة واخبرهن بأنهن ذاهبات لجلب الحطب إلى البيت للطبخ والتدفئة.
ولما وصلوا الى” غابة الزرزور” دبر حيلة هو الآخر للتخلص منهن حيث علق عصا ذات رأس كبير به أسنان وربطها على جذع حيث كانت الرياح قوية تستطيع ان تحرك “الرزامة” لترتطم بجذع الشجرة حتى تحدث صوتا يشبه صوت الحطاب حتى تعتقد البنات أن أبوهم يعمل بجوارهم باحثا عن الحطب، وقال لهم : “انتظروني هنا حتى آتي لكم بالحطب”، وعاد الى زوجته وتركهن ينتظرنه وهن فرحات يرددن “اباب عملي اتيتة ادي” أي (اجمع لي حزمة من الحطب استطيع حملها الى البيت). وهكذا بقيت الأخوات السبعة ينتظرن ويلعبن في الغابة، حتى جاء الليل، إلا أن الأب لم يعد، فقالت البنت الكبرى يجب أن نعود إلى البيت.. وفي طريق العودة ضلت البنات الطريق بسبب الظلام.. وبعد مدة طويلة من المشي لاح لهن ضوء من بعيد فقلن : “لقد جاء الأمل ذاك هو بيتنا”، فلما وصلن إليه وجدنه بيت آخر، فجلسن فوق الحطب الموجود أمامه من فرط تعبهن….
وبمجرد أن أخذهم نوم ثقيل بسب الإعياء الذي حل بهن نتيجة طول الطريق وبعد يوم كامل من اللعب، في هذه اللحظة بالذات، طلبت عمتي الغولة من ابنها الأصغر الذي تكنيه ب”القريرع” ان يدخل الحطب من (الفشقار) الموجود خارج البيت، فلما خرج لم يستطع ادخال ولو عودا صغيرا من الحطب لأن البنات يجلسن عليه، فرجع إليها وقال لها لم استطع جلب الحطب لأن فوقه حجراً ثقيلاً.
فغضبت عمتي الغولة وأمرته بأن يعود لأداء المهمة، فعاد مرة أخرى واخبرها بأن فوقه الحجارة، فخرجت لتدخل الحطب بنفسها فوجدت البنات السبع اليتيمات، ففرحت ورحبت بهن وهي تردد : “مرحبا بالبنات مرحبا بكن”، وأدخلتهن الى البيت وأعدت لهن وجبة العشاء، فطهت لهن قمل شعرها مع حليب ثديها وقدمته إليهن، فلم تأكل منهن تلك الوجبة المتعفنة في نظرهن إلا أختهن الصغيرة…
وبينما تأكل الصغيرة بنهم بدأت أخواتها الأخريات يضربنها سرا دون تراهم الغولة، ويأمرنها بألا تأكل، لكنها كانت تصيح قائلة : “عمتي الغولة إن أخواتي يمنعنني من الأكل”، فكانت تقول لهن : “دعن أختكن تأكل، مرحبا بولاد ختي عيشة”.
ولما حان وقت النوم وضعت الغولة البنت الصغيرة أمامها وابنها الأصغر من وراءها، وذلك لتأكل البنت عندما تنام أخواتها، إلا أن البنات أدركن الخطر الذي يهددهن، فقررن الهروب في الليل عندما تنام “عمتي الغولة”…
فسألن ابنها “متى تنام أمه وما علامة ذلك؟”، فأخبرهم بأنها عندما “تشخر” تكون مستيقظة، وأنها لا تنام إلا عندما تبدأ الحيوانات المنتشرة في الغابة بإصدار أصواتهم.
فانتظرت الفتيات حتى نامت الغولة وإبنها وحينها أخذن أختهن الصغيرة من حضنها، ووضعن مكانها ابنها،وجعلوا رجليه على الوسادة أمام فمها ورأسه عند رجليها حتى لا تعرف أنه “لقريرع” ولدها عندما تلمس رأسه الخالي من الشعر لتأكله.
خرجت البنات مسرعات دون أي ضجيج، يمشين فوق أصابع أرجلهن، ولما استيقظت عمتي الغولة اخذت تأكل ابنها دون أن تعرف، حتى أتت على رأسه فأدركت أن اللحم الشهي الذي ملأ بطنها إنما هو لحم ابنها وليس لحم الطفلة الصغيرة، وقالت متأسفة وثائرة : “لقد خدعوني قبل أن أخدعهم”، فخرجت مسرعة تتبع آثأرهن….. يتبع
من قصص حكايا العالم الاخر