خواطر
خاطِرَةُ الْعِيدِ: أ. د. لطفي منصور
ها هُوَ الْيَوْمُ الْأَوَّلُ مِنْ أَيّامِ عِيدِ الْفِطْرِ السَّعِيدِ يُوشِكُ عَلَى الِانْتِهاءِ، بَعْدَ أَنْ جَنَحَتِ الشَّمْسُ إلَى الْغُرُوبِ.
سادَتِ الْيَوْمَ أَجْواءٌ رَبِيعِيَّةٌ ناعِمَةٌ لَطِيَفَةٌ رَقيقَةٌ سَهَّلَتْ عَلَيْنا التَّنَقُّلَ في زِيارَةِ ذَواتِ الْأَرْحامِ، وَذَوِي الْقُرْبَى لِتَقْديمِ التَّهانِي بِمُناسَبَةِ هَذا الْحَدثِ الدِّينِيِّ الِاجْتِماعِيِّ الْمُمَيَّزِ.
الَّذِي يَلْفِتُ النَّظَرَ، وَيُشِيرُ إلَى عَظَمَةِ الْمُناسَبَةِ مَرْأَى صَلاةِ الْعِيدِ الْجامِعَةِ في الْمُصَلَّى. فَقَدْ أَدَّى أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلافِ مُصَلٍّ مِنْ مَدِينَتِي الطِّيرَةِ تَجَمَّعُوا عَلَى الْعْشْبِ الْأخْضَرِ في مَلْعَبِ كُرَةِ الْقَدَمِ الْواسِعِ الْمُحاطِ بِسُورٍ وَمَدْرَجٍ وَوُرُودٍ.
حَقًّا إنَّهُ مَنْظَرٌ مَهِيبٌ، فَقَدِ اشْتَرَكَ آلافُ النِّساءِ في الصَّلاةِ الَّتِي هِيَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ وَلَيْسَتْ تَكْليفًا، تَحَدَّثَ الْخَطيبُ فيها عَنِ التَّكافُلِ والْمَحَبَّةِ وَالْأُخُوَّةِ الَّتي سادَتْ الْأَجْواءَ الرَّمَضانِيَّةَ، وَعَشَراتِ الْحافِلاتِ الَّتِي أَقَلَّتِ الْمُصَلِّينَ إلى الى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى.
وَمِنْ جَمالِ الْعِيدِ الزِّياراتُ لِلْجَدّاتِ وَالْأجْدادِ وَالْعَمّاتِ وَالْخالاتِ وَالْأُمَّهاتِ وَالْأَخَواتِ وَالْبَناتِ وَالْحَفيداتِ. فَأَنْتَ مُلْزَمٌ بِدُخُولِ بُيوتٍ كَثِيرَةٍ، فَماذا تَجِدُ؟
تَجِدُ مائِدَةً كَبيرَةً تَتَوَسَطُ صالُونَ الْبَيْتِ، عَلَيْها ما لَذَّ وَطابَ مِنْ أَلْوانِ كَعْكِ الْعِيدِ، وَالْمُعَجَّناتِ، وَالْحَلَوَياتِ، وَما تَعَدَّدَ مِنَ الْفَواكِهِ وَالْمُكَسِّراتِ وَالْمَشْرُوباتِ الْخَفيفَةِ، والْقَهْوَةِ الْمُمْتِعَةِ، وّأَلْوانًا أُخْرَى تُفاجِئُكَ، صِنْفًا تَعْرِفُهُ وَأَصْنافًا أُخْرَى لا تَعْرِفُها.
الْوَيْلُ لِلزّائِرِ إنْ لَمْ يَأْكُلْ ما تُقَدِّمُهُ لَهُ رَبَّةُ الْمائِدَةِ، أَنا مُتَأَكِّدٌ أَنَّهُ سَيَعُودُ مَساءً وَقَدْ
انْتَفَخَتْ مَعِدَتُهُ.
عِيدُ الْفِطْرِ تَتْبَعُهُ صَدَقَةُ
الْفِطْرِ الَّتي يَجِبُ أَنْ تَخْرُجَ في صَباحِ الْيَوْمِ الْأَوَّلِ، وَهِيَ طَهارَةٌ لِلْعِباداتِ الَّتِي قامَ بِها الصّائِمُ في الشَّهْرِ الْفَضيلِ .
رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قالَ: في رَمَضانَ يَتَساوَى فِيهِ الْأَغْنِياءُ وَالْفُقَراءِ نَتِيجَةَ الصَّدَقاتِ وَالزَّكاةِ. وَجاءَ في الْقُرْآنِ : “خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها”. الصَّدَقاتُ والزَّكاة فيهِما مالُ الْفُقَراءِ مِنَ الْأَغْنِياءِ.
وَكُلُّ عامٍ وَأَنْتُمْ بِخَيْرٍ.