الرئيسية
رؤية للدراسات والأبحاث ورشة عمل بعنوان تركيا إلى أي
نظم مركز رؤية للدراسات والأبحاث ورشة عمل يوم الثلاثاء الموفق 9 أغسطس2016م، بعنوان تركيا إلى أين في ضوء الاتفاق مع إسرائيل ومحاولة الانقلاب الفاشلة، في مقره الجديد بغزة. تناولت الورشة محورين رئيسيين، هما محور العلاقة مع إسرائيل، ومحور أسباب وتداعيات محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت يوم 15 يونيو الماضي. حيث حضر الورشة لفيف من الأكاديميين والباحثين السياسيين وعدد من وسائل الإعلامية والمهتمين بالشأن السياسي التركي
أفتتح الورشة الأستاذ عمران سالم جابر مدير مركز رؤية الجلسة الافتتاحية ورحب بالحضور، ومن ثم أحال الكلمة إلى الأستاذ مصطفي زقوت رئيس مركز رؤية، الذي رحب بالحضور الكريم والباحثين في مقر مركز رؤية الجديد، وأكد أن هذه الورشة تأتي ضمن استراتيجية مركز رؤية لطرح المواضيع الحساسة والشائكة، ضمن استراتيجية المركز السنوية لعام 2016، والتي تقوم على أساس دراسة كل الظواهر القضايا المحلية والإقليمية والدولية التي تؤثر وتتأثر بها القضية الفلسطينية، باعتبار أن القضية الفلسطينية قضية تؤثر وتتأثر بالمحيط العربي والإقليمي والدولي.
بدوره أكد مدير دائرة البحث العلمي والدراسات والأستاذ منصور أبو كريم، الذي أدار الجلسة الثانية من الورشة، على أهمية طرح الموضوع التركي في هذه الظروف الحساسة، حيث أكد إن تركيا شهدت تطورات دراماتيكية على مستوى العلاقة مع إسرائيل ومحاولة الانقلاب الفاشلة، التي مازالت تلقى بظلالها على تركيا داخلياً وخارجياً، خاصة بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية من إقصاء وطرح لعدد كبير من المدنيين والعسكريين، خلال فترة وجيزة.
وأكد أن هذه الورشة تنقسم إلى محورين رئيسين، يتناول المحور الأول العلاقات التركية الإسرائيلية، والاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إسرائيل، عبر ورقتين عمل تتناول الورقة الأولى تطور العلاقات التركية الإسرائيلية، ومراحل الصعود والهبوط في العلاقة، وأسباب التوتر وأبرز بنود الاتفاق مع الأستاذ رائد نجم. وتتناول الورقة الثانية مبررات تركيا لتوقيع اتفاق مع إسرائيل حيث شهدت العلاقة مع إسرائيل خلال الفترة الماضية توتر على أثر حادثة السفينة مرمرة، التي جاءت تحت شعار كسر الحصار عن غزة، مع الأستاذ أحمد دلول. والمحور الثاني من الورشة يتناول محاولة الانقلاب الفاشلة وأسبابها وتداعياتها على تركيا والنظام السياسي التركي داخلياً وخارجياً مع الدكتور عبير ثابت، أستاذة العلاقات الدولية.
خلال المحور الأول من الورشة الذي تناول العلاقات التركية الإسرائيلية، وانعكاساتها على القضية الفلسطينية، قدم الأستاذ رائد نجم المختص بالشؤون الدولية، ورقة عمل حول تطور العلاقات التركية الإسرائيلية، تناول فيها أبرز المحطات الرئيسية في علاقة البلدين، التي بدأت منذ قيام دولة إسرائيل مباشرة، في ظل وجود حكم الزعيم التركي الراحل مصطفى أتاتورك، حيث أكد الباحث نجم أن تركيا انتقلت من معارضة تقسيم فلسطين عام 1947، إلى الاعتراف بها عام 1949، عندما تم التوقيع على اتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، وقال أن علاقة تركيا مع إسرائيل شهدت فترات صعود وهبوط نتيجة لمجموعة من الأحداث الداخلية والخارجية.
وفي المقابل طرح الأستاذ أحمد دلول المختص بالشؤون التركية المبررات التركية للتوقيع على اتفاق مع إسرائيل، خلال ورقة عمل، تناول فيها الأسباب والدوافع التركية لعقد هذا الاتفاق، ولماذا تخلت تركيا عن شرط رفع الحصار عن غزة، وأكد أن تركيا كباقي الدول تبحث عن مصالحها القومية والاستراتيجية التي يمكن أن تكون بعيدة عن المصالح الحزبية الضيقة، وتناول خلال الورقة أسباب توتر العلاقات التركية الإسرائيلية خلال الفترة الأخيرة، منذ حادث السفينة مرمرة عام 2010، وأسباب التقارب التركي الإسرائيلي، وأبرز بنود الاتفاق التركي الإسرائيلي، التي جاءت في معظمها لصالح العليا الإسرائيلية.
وخلال المحور الثاني من الورشة الذي تناول أسباب وتداعيات محاولة الانقلاب الفاشلة، قدمت الدكتور عبير ثابت، أستاذة العلاقات الدولية بجامعة الأزهر بغزة، ورقة عمل حول أسباب وتداعيات محاولة الانقلاب الفاشلة، التي حدثت في تركيا خلال الشهر الماضي، والتي تركت تداعيات على شكل وبنية النظام السياسي التركي، وعلى مستقبل استقراره، على المستوى المحلي التركي والإقليمي والدولي، وأكدت أن تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة دخلت مرحلة جديدة، مختلفة تماماً عن المرحلة السابقة، وهذه المرحلة من جهة نظرها يمكن أن تشكل بداية لانطلاقة جديدة أو رجوع للخلف.
وفي نهاية الورشة دار حوار كبير ومعمق حول الأوضاع التركية المحلية والعربية بين الباحثين والحضور الذي تميز بالتخصص، أكد خلاله الجميع على خطورة الأوضاع في تركيا، خاصة بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية عقب فشل محاولة الانقلاب، حيث أكد الحضور على أهمية متابعة الأوضاع الداخلية والخراجية في تركيا.