قافلة القدسمقالات
أواه يا قدس ..أعطيني من وقتك دقيقة مثل ما عطيتك عمر 4500 سنة ق.م (أ.د. حنا عيسى)
“القدس ليست خيمة عربية ضاعت فردد شاعر أنفاسها .. القدس ليست قصة وهمية تذرو الرياح الذاريات كلامها .. القدس تولد من هنا شمسها ومن الروابي يحتسين ضرامها ومن العقول وقد تبلج نورها ومن الحضارة ركزت أعلامها“
آت اليك وعقلي سابق قدمي ..يا قدس رعاك الله فابتسمي
القدس من المدن الكنعانية التي يعود تاريخها الى 4500 سنة قبل الميلاد . وتبلغ أسماء القدس حوالي 30 اسما واكثرها شهرة هي:
وهي تسمية كنعانية واسم أورشالم مكون من مقطعين : أور- وتعني في الكنعانية والأرامية النور ،وشالم – ويعني في الكنعانية العافية ، الكامل ، السلامة ، أي أن أور شالم تعني ( النور والعافية ، والنور الكامل ، والنور والسلامة)، وشالم هو إله كنعاني متخصص بشفاء الأمراض بزيت الزيتون ، وهو أحد الاّلهة الكنعانية السبعة وقد عثر على معبد له في أوغاريت في سورية ، وقد دلت حفريات ايبلة بسوريا على أن أورشالم هي احدى الممالك الكنعانية التي تعود الى نهاية عصور ما قبل التاريخ .
وهو اسم الجد الاكبر لقبيلة اليبوسيين الكنعانيين التي أنشأت مدينة القدس ، وقد ورد اسم يبوس في الكتابة المصرية القديمة الهيروغليفية تحت اسم (يا بثي ، يا بتي ) وهو تحريف للاسم الكنعاني يبوس أو يبوسي.
من اهم ملوك القدس الكنعانيين مليكا صادق ، وأدوناي صادق حوالي (2000-1800 قبل الميلاد ) ، وكان مليكا صادق ذا ميول دينية فقد بنى في القدس معبدا سماه بيت القدس ، تحور الاسم تاريخيا الى بيت قدس ، بيت المقدس ، ثم القدس .
يعود تاريخه الي 135 ميلادية ، وهو اسم الامبراطور الروماني ايليا كابيتولينا هدريانوس، وهذا الاسم أصلة كنعاني مأخوذ من اسم ابي الالهة الكنعانية ايل ، ويبقى هذا الاسم حتى دخول الخليفة عمر ابن الخطاب القدس ، وسميت الوثيقة الموقعة بين الخليفة عمر بن الخطاب والبطريرك صفرينيوس باسم الوثيقة العمرية ، واسم القدس ايلياء في الوثيقة.
أبواب القدس:
القدس سبعة أبواب مفتوحة ، واربعة أبواب مغلقة.
الأبواب السبعة المستعملة:
ابواب القدس المغلقة:
أما الأبواب الثلاثة الأخرى المغلقة : فتقع في الحائط الجنوبي من سور القدس ، قرب الزاوية الجنوبية الشرقية.
أسوار القدس:
عثر في مدينة اليبوسيين الكنعانيين (القدس) على سور ضخم بلغ عرضه تسة أقدام ، وهو يمتد في احد جوانب المدينة لمسافة 49 مترا ، وامامه خندق عرضه 11مترا ، ويعود تاريخة الي القرن التاسع عشر قبل الميلاد ، وتشير كاثلين كينيون العالمية الأثرية الى أن اليهود استخدموه عندما احتلوا مدينة اليبوسيين في القرن العاشر قبل الميلاد.
يحيط بمدينة القدس القديمة سور قديم يبلغ محيطة خمسة أميال ومتوسط ارتفاعه 40 قدما ، وعليه 34 برجا ، وله سبعة أبواب هي : باب المغاربة ، باب النبي داوود، باب الخليل ، الباب الجديد ، باب الساهرة ، باب العامود ، وباب الأسباط .
ويعتقد بأن اليبوسيين الكنعانيين هم من بني السور القديم (حوالي 2000 قبل الميلاد ) ، وهدمه نبوخذ نصر عام 586 قبل الميلاد ثم بناه هيرودوس الأدومي الكنعاني ، ثم هدمه القائد الروماني (تيطس) سنة 70م، وان صلاح الدين الايوبي رمم أسوارها وأقام عليها العديد من الأبراج ، وحفر حول السور خندقا، والسور الحالي جدد زمن السلطان سليمان العثماني سنة 1542م.
الاثار الاسلامية في القدس :
جبل الزيتون (جبل الطور):
يقع هذا الجبل في شرق القدس ، وقد شهد نزول معظم الجيوش التي قدمت لفتح القدس.
نزل عليه القائد الروماني (تيطس) بجيشه، وجيوش المسلمين عندما حاصرت القدس ،ودخلها الخليفة عمر بن الخطاب وأبو عبيدة ابن الجراح سنة 636، وكذلك صلاح الدين الأيوبي سنه 1187م، والسلطان الظاهر بيبرس سنة 1260م.
وعلى جبل الزيتون، يوجد قبور شهداء المسلمين من عهد عمر بن الخطاب الى الان ، ومنها قبر رابعة ، وقبر سلمان الفارسي ، وعلى سفح جبل الزيتون الكثير من الاديرة والكنائس التي لها علاقة بالسيد المسيح وايامه وكنيسة الجثمانية هي المكان الذي قضى فيه السيد المسيح اخر ايامه متعبدا متالما ، وفيها حديقة وثماني اشجار من الزيتون ، يقال انها ترجع في اصلها الى الاشجار التي شهدت ايام السيد المسيح ، وكان ياوي اليها هو وتلاميذه للنوم والراحة .
مدارس بيت المقدس الدينية :
انشئت زمن الأيوبيين والمماليك والعثمانيين ، وعددها في القدس سبعون مدرسة ، وكانت تمنح شهادات مثل الازهر الشريف في القاهرة ، وتقدم تعليما دينيا في الاساس على مستوى جامعي ، اي انها كانت بمفهوم اليوم كليات دينية.
مؤسسات الطرق الصوفية :
الاثار الدينية المسيحية في القدس:
وهي قديمة وكثيرة واهمها:
حارات القدس:
حارة السلسة ، حارة الواد ، حادة اليهود، حارة المغاربة، حارة السعدية، حارة النبي داوود، حارة باب حطة، وحارة الشرفا.
أسواق القدس:
عديدة واهمها : سوق العطارين ، سوق القطانين، سوق اللحامين ، سوق السلسلة ، سوق خان الزيت ، سوق حارة النصاري، سوق باب العامود والسوق الكبير.
مساجد القدس :
اهتم المسلمين ببناء المساجد ، ووقفوا عليها الاوقاف الاسلامية التي لا يمكن التصرف بها ،حتى تبقى القدس الاسلامية أب الدهر .
وسنة 1670م زار القدس الرحالة التركي (أوليا التركي) فقال : القدس فيها 240 مسجد للصلاة ، و6 دور للحديث ، و10 دور لتعليم القرأن وتحفيظه ، و40 مدرسة للبنين ، و6 حمامات ، و18 سبيلا للماء ، وتكايا لسبعين طريقة إسلامية .