ثقافه وفكر حر
من مختارات التربوي المتقاعد عوني عارف ظاهر قصة القول : ترى ماذا يفعل الفقراء الذين ليس عندهم باب حين ينزل عليهم المطر…
كانت هناك حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل عاشت فيها أرملة فقيرة مع أطفالها الصغار حياة متواضعة في ظروف صعبة إلا أن هذه الأسرة الصغيرة ليس أمامها إلا أن ترضى بقدرها لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو المطر في فصل الشتاء ..
لكون الغرفة تحيطها أربعة جدران ولها باب خشبي غير أنه ليس لها سقف..
وذات يوم تراكمت الغيوم وامتلأت السماء بالسحب الكثيفة الواعدة بمطر غزير مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة فاختبأ الجميع في منازلهم،
أما الأرملة والأطفال فكان عليهم مواجهة قدرهم ..
نظرت الطفله الكبرى إلى أمها نظرة حائرة واندسّت في حضنها ولكن جسدالأم والابن الاصغر وثيابهما إبتلا بماء السماء المنهمر…
أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران ,
وخبّأت أطفالها خلف الباب لتحجب عنهم سيل المطر المنهمر ..
فنظرت الطفلة إلى أمها في سعادة بريئة وقد علت وجهها ابتسامة الرضى
وقالت لأمها:
ترى ماذا يفعل الفقراء الذين ليس عندهم باب حين ينزل عليهم المطر ؟
لقد أحست الصغيرة في هذه اللحظة أنها تنتمي إلى طبقة الأثرياء .. ففي بيتهم باب..
يالله ما اجملها من قصه (( مُلُوك ….. الرضا ))
في هذه الجائحة ونحن محجورين وكرونا تعبث في البيوت والاحياء والبلدات والمدن والبلاد هل فطنا الى بعضنا بعضا هل عاهدنا أنفسنا ان بقينا احياء ان نعتبر ذلك فرصة جديدة منحت لنا لم تمنح لفرعون ولا قوم لوط وعاد
ما أجمل الرضى….
إنه مصدر السعادة وهدوء البال يقول ابن القيم عن الرضى:
هو باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنة الدنيا.
الحمد لله الذي عافانا وأهالينا مما ابتلى به غيرنا وفضلنا على كثير من خلقه..!!من ملك القناعة .. فقد ملك الدنيا كلها ..
صلوا على رسول الله… صلى الله عليه واله وسلم