الصحه والجمال
باحثون يحققون اكتشافا مذهلا لدى “البازلاء الفائقة” وقدرتها على قمع خطر مرض خطير!
قالت دراسة جديدة إن نوعا من البازلاء يُعرف باسم “البازلاء الفائقة” المتجعدة، قد يساعد في التحكم في مستويات السكر في الدم وتقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
ووجد باحثون بريطانيون أن البازلاء المجعدة تمنع ارتفاع السكر في الدم. ويمكن أن يساعد دمج البازلاء المجعدة في وجبات الطعام، سواء كانت كاملة أو مطحونة في دقيق البازلاء، في معالجة السكري النوع 2 عن طريق منع هذه الطفرات.
وتحتوي البازلاء المجعدة على كميات أعلى من “النشاء المقاوم”، من البازلاء العادية. ويستغرق النشاء المقاوم وقتا أطول حتى يتفكك مقارنة بالنشاء الطبيعي، وينتهي به الأمر إلى التخمر في الأمعاء الغليظة، بدلا من هضمه في الأمعاء الدقيقة.
وقالت كاترينا بيتروبولو، معدة الدراسة في إمبريال كوليدج لندن: “على الرغم من الحملات الوطنية لتشجيع الأكل الصحي، تستمر معدلات تشخيص مرض السكري النوع الثاني في الارتفاع. وتتمثل الاستراتيجية الغذائية البديلة للحفاظ على معدلات السكر في الدم الطبيعية بين السكان، في تحسين تركيبة الأطعمة الشائعة الاستهلاك. وهناك الكثير من الأدلة على أن الأنظمة الغذائية الغنية بنوع من الكربوهيدرات، يسمى النشاء المقاوم، لها تأثير إيجابي على التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم، وبالتالي تقلل من التعرض لمرض السكري النوع الثاني”.
ويمكن أن تكون حبيبات النشاء بحجم جزيء الغبار، اعتمادا على مصدرها ، وهي عبارة عن كربوهيدرات يفككها الجسم لإطلاق السكر، ولكن النشاء المقاوم يتحلل بشكل أبطأ.
وهذا يعني أن السكر الناتج عن النشويات المقاومة يُطلق بشكل أبطأ في مجرى الدم، ما يؤدي إلى زيادة أكثر استقرارا في نسبة السكر في الدم بدلا من ارتفاعه.
وترجع الكمية الكبيرة من النشاء المقاوم إلى الطريقة التي يتكون بها النشاء في الخلية، وحقيقة أن الخلايا نفسها أكثر مقاومة للهضم.
وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون البازلاء “فائقة التجاعيد” ذات المتغير الجيني الطبيعي.
وينتج هذا المتغير كمية أكبر من النشاء المقاوم، ولكن محتوى كربوهيدرات إجمالي أقل.
وقال كبير معدي الدراسة البروفيسور، غاري فروست، من إمبريال: “تحتوي البازلاء الفائقة على جين متغير طبيعي ما يعني أنها تحتوي على نسبة عالية من النشاء المقاوم”.
ولا يتم هضم هذه النشويات تماما في الأجزاء العلوية من الجهاز الهضمي، وهي متاحة للتخمير بواسطة البكتيريا الموجودة في القولون.
وعندما تخمر البكتيريا النشاء، فإنها تنتج مركبات تسمى الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة.
وتساعد هذه المركبات بدورها في تعزيز وظيفة الخلايا التي تنتج الأنسولين، ما يساعد على التحكم في نسبة السكر في الدم.
وفي التجارب، أعطى الفريق متطوعين أصحاء وجبة مختلطة تحتوي على 50 غراما من البازلاء المجعدة، وفي سلسلة من تجارب التحكم أعطاهم بازلاء “ناعمة” منتظمة.
ومن خلال العمل مع جامعة غلاسكو، أضاف الباحثون أيضا جزيء التتبع إلى البازلاء، حتى يتمكنوا من تتبع كيفية امتصاصها وهضمها من قبل الجهاز الهضمي البشري.
وكرروا التجارب باستخدام الدقيق المصنوع إما من البازلاء المجعدة أو البازلاء العادية.
ولمزيد من التحقيق في تأثير الاستهلاك طويل الأجل، قاموا بتجنيد 25 متطوعا وطلبوا منهم تناول حمص البازلاء والبازلاء الطرية لمدة أربعة أسابيع.
ووجدوا أنه مقارنة بتناول البازلاء الناعمة، منعت البازلاء المتجعدة “طفرات السكر” سواء عند تناولها كاملة أو في شكل دقيق مدمج، في وجبة مختلطة.
ويمكن استخدام الدقيق من “البازلاء الفائقة” في الأطعمة المصنعة، التي تُستهلك بشكل شائع والتي، إذا تم تناولها على المدى الطويل، يمكن أن تمنع طفرات السكر.
وأظهرت اختبارات أخرى باستخدام محاكاة للأمعاء البشرية، أن طريقة تحضير البازلاء وطهيها تؤثر على سرعة هضمها.
وقال معد الدراسة البروفيسور بيت وايلد، من معهد كوادرام في نورفولك: “أظهرت لنا هذه الدراسة أنه من خلال تحضير هذه البازلاء بطرق معينة، يمكننا تقليل ارتفاع السكر في الدم، وفتح إمكانيات جديدة لصنع أطعمة صحية باستخدام تقنيات معالجة الطعام الخاضعة للرقابة”.
وأظهر الباحثون أيضا أن هناك فوائد كبيرة لميكروبات الأمعاء – مجتمعات الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز الهضمي – بسبب عملية التخمير التي تحدث هناك.
ويخطط الباحثون الآن لإجراء مزيد من التجارب على متطوعين مصابين بالنوع الثاني من داء السكري.
ويمكن أن يؤدي استكشاف الخلفية الجينية للبقوليات، التي يتم تناولها بشكل شائع، مثل الفول والعدس والحمص، إلى التأثيرات الإيجابية نفسها مثل البازلاء.
ويركز بحث آخر على تكاثر الطفرة في المحاصيل الأساسية، مثل الأرز والقمح.
وقالت البروفيسور كلير دوموني، في مركز جون إينيس في نورفولك: “من المحتمل أن تكون السياسة هي أن الطعام يجب أن يحتوي على كمية معينة من النشاء المقاوم للتعامل مع مرض السكري النوع الثاني وأمراض التمثيل الغذائي الأخرى”.
وشدد البروفيسور توم ساندرز، في كينجز كوليدج لندن، الذي لم يشارك في الدراسة، على أن السمنة وقلة النشاط البدني هما السببان الرئيسيان لمرض السكري النوع 2 الذي يمكن الوقاية منه.
وقال: “في الختام، من غير المرجح أن يكون لإضافة البازلاء المجعدة أو دقيق البازلاء إلى أطعمة أخرى أي تأثير على خطر الإصابة بالسكري”.
وعلاوة على ذلك، استخدمت هذه الدراسة بازلاء أكثر من المحتمل استهلاكها بشكل منتظم.
ونُشرت الدراسة في مجلة Nature Food.
المصدر: ديلي ميل