مقالات

في الذكرى السنوية لاغتيال نصرالله، 5 مسلمات لا خلاف عليها!!

سهيل دياب- الناصرة د. العلوم السياسية

عندما كان بتم الاعلان عن خطاب جديد للقائد الكبير جمال عبد الناصر في اواخر الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي، كان يسود مدينة الناصرة حالة من “منع تجول ” عفوي، فالجميع يود سماع الخطاب، والوسيلة الوحبدة لذلك كانت عبر المذياع في البيوت، والمذياع كان يعمل بواسطة البطاريات، لان الكهرباء لم تصل وقنها الى غالبية بيوت مسقط رأسي في الناصرة. الجميع يسمع بلهفة للخطاب، وتدور حلقات النقاش حول ما قال ابو خالد وما معنى كل مقطع وعبارة. جملة قالها احد المتابعين للحياة السياسية وتحولت مثلا،عندما قال : ” إذا صدف وان مررت في أزقة البلدة القديمة في الناصرة أثناء الخطاب، فلن تفوتك جملة واحدة منه، لأن كل بيوت المدينة كانت تستمع للخطاب باعلى صوت ولن تخسر كلمة واحدة من الخطاب”!!

ومع تغير الزمن وادوات التواصل الاعلامي، لم تملأ اي شخصية سياسية عربية فراغ رحيل عبد الناصر ، سوى السيد حسن نصرالله. ولثلاثة عقود من الزمن ومن دون منازع.

هنالك الكثر ممن ينتقدون السيد حسن نصراللة، وهنالك الاكثر ممن يمتدحونه، كلا الطرفين مشروع .

اود ببعض النقاط أن أؤكد على 5 مسلمات لا يختلف عليها اثنان في أوساط المكون الفلسطيني الباقي في وطنه داخل اسرائيل، حول شخصية حسن نصرالله.

الاولى-أن السيد حسن من نوع الشخصيات التي غيرت وجه التاربخ، كما كان جيفارا وعبدالناصر ومانديلا ومارتن لوثر كينغ.

الثانية- ان السيد حسن انحاز للفقراء والمهمشين والمعذبين في الارض، في لبنان واليمن وغزة، وجعل من آلامهم فرصة لرفع شأنهم ضد الظلم والظالمين.

الثالثة- السيد حسن ، ليس فقط نبذ الطائفية والارهاب، وانما حاربها بالسلاح، وخاصة ضد داعش ، وقام بحماية الطوائف المتضررة والاقليات، وكشف القناع عن ارتباط داعش بالامبريالية العالمية والصهيونية.

الرابعة- السيد حسن ابرز التمايز بين الحركات السياسية الاسلامية الجهادية، وبين الحركات الاصولية الوهابية الارهابية. وحدد ملامح هذا التمايز بشجاعة ووضوح.

الخامسة- أن السيد حسن نصرالله أبرز الجانب الاممي في رؤيته الايدلوجية والمسلكية، فقام بكسر الحصار البحري على فنزويلا لايصال سفن الطاقة، ودعم نضالات شعوب اميركا اللاتينية وجنوب افريقيا وباقي الشعوب التواقة للانعتاق من نير الاستعمار.

فمن زاوية المكون الفلسطيني في الداخل الاسرائيلي، كان هذا المكون الاكثر فهما لأهمية هذه المسلمات في مواصلة معركة البقاء في الوطن بعد نكبة ١٩٤٨، هذا المكون الذي واجه كل التهديدات آنفة الذكر، من الاضطهاد والاخضاع والتشريد، الى بث الطائفية البغيضة، ووصولا الى مخططان تفكيك المجتمع الفلسطيني من خلال افشاء الجريمة وتوزيع السلاح. وكانت هذه المسلمات سلاحا للناس في مواجهة مخططات المنظومة الاسرائيلية العنصرية والفاشية.

سهيل دياب- الناصرة
د. العلوم السياسية

27.9.2025

إغلاق