مقالات
إتيكيت الحضور الإلكتروني بقلم الدكتور زياد يوسف عبدعون
تقام هذه الأيام الكثير من الفعاليات على المنصات الإلكترونية مثل الدروس التعليمية والندوات وورش العمل والمؤتمرات التي تدار من برامج الكترونية تسمح بحضور المئات بل الآلاف من المشاركين بعض الأحيان.
لا يختلف حضور فعالية بشكل الكتروني عن الحضور الفعلي من حيث أدبيات المشاركة والحضور، لكن المؤسف ومن خلال حضوري لفعاليات كثيرة هذه الأيام لاحظت الكثير من التصرفات، غير المتعمدة طبعاً، التي أثرت بشكل كبير جداً على نوعية تلك الفعاليات وتسبب بإرباك كبير.
أدناه أهم عشر نصائح حول إتيكيت الحضور الإلكتروني والتي أعتقد ان اتباعها سيساعد بشكل كبير على نجاح الفعاليات الإلكترونية وتحقيق الفائدة المرجوة منها:
1- عندما تقرر حضور فعالية معينة، اسأل نفسك السؤال التالي: لو كنت أنت من يتحدث في هذه الفعالية فكيف ترغب أن يتصرف الحضور من حيث الهدوء ونوعية الأسئلة وطبيعتها؟ هذا السؤال سيولد عندك شعور بالمسؤولية تجاه الفعالية خصوصاً وان نجاح أي فعالية لا يعتمد فقط على المنظمين أو المتحدثين بل هناك دور كبير للحضور في انجاحها من عدمه.
2- عند بداية انضمامك إلى أي فعالية الكترونية، يجب الحرص على إلغاء صوت الميكروفون والتأكد من إغلاق الكاميرا خصوصا في الفعاليات التي يتجاوز فيها عدد الحضور حاجز ال 100 شخص لأن ترك الصوت مفتوح يتسبب بفوضى كبيرة خصوصاً وان أجهزة الميكروفون الحديثة حساسة جداً بحيث يمكن ان تنقل صوت افراد العائلة او أي صوت اخر قريب. هذه كانت من أكبر المشاكل التي تواجه الورش والندوات الالكترونية هذه الأيام.
3- من أهم أدبيات الحضور الفعلي او الالكتروني هو عدم مقاطعة المتحدث وتوجيه الأسئلة قبل أن ينتهي من حديثه ويفتح باب الأسئلة. من أكبر المشاكل هذه الأيام هو قيام الحضور بكتابة السؤال اثناء حديث المتحدث وهنا توجد مشكلتان: الأولى أن المتحدث لن يرى السؤال بسبب انشغاله بالحديث والشرائح، والثانية ان كثرة عدد الأسئلة سيؤدي الى عدد من الاشعارات المربكة للمتحدث ولباقي الحضور وضياع الأسئلة المهمة.
4- إذا كان لديك سؤال حاول تسجيل عنوان ووقت الشريحة التي ترغب بالسؤال عنها وعندما ينتهي المتحدث ويفتح باب الأسئلة يمكنك توجيه السؤال بالصيغة التالية: “أود السؤال عن الموضوع الفلاني الذي عرضته في الشريحة الخامسة في الدقيقة السابعة…” وفي هذه الحالة ستعطي المتحدث فرصة للإجابة المحددة وتختصر الوقت كذلك.
5- تجنب إعادة سؤال قد تم طرحه قبلك لأنك بذلك تضيع فرصة الاخرين لطرح سؤال مختلف.
6- التوقف عن طرح السؤال الأزلي: “كيف نحصل على شهادة مشاركة؟” اثناء المحاضرة لأسباب كثيرة:
أولاً: اصدار الشهادة لا علاقة له بموضوع الندوة او الورشة ولهذا لا تطرح السؤال أثناء الورشة.
ثانياً: اصدار الشهادة مسؤولية الجهة المنظمة وليست المتحدث ولهذا يمكنك التواصل معهم بعد انتهاء الورشة او الندوة.
ثالثاً: سؤالك عن الشهادة منذ الدقيقة الأولى للورشة يدل على أنك حاضر لغرض الحصول على الشهادة وليس لغرض الاستفادة من الورشة وهذا امر غير جيد ويضر بك وبموقفك امام الاخرين.
7- عادة توجد هناك خاصية Q&A في اغلب البرامج المخصصة للورش والندوات الالكترونية ومن خلالها تستطيع طرح السؤال عندما يأذن المتحدث بفتح باب الأسئلة. أما خانة المحادثة Chat فهذه مخصصة لتبادل الرسائل إذا كانت هناك ضرورة مثل حصول خلل فني معين وحتى في هذه الحالة يمكنك توجيه السؤال للمنظم ولا تطرح السؤال على العام لكيلا تربك المتحدث والحضور.
8- احرص عند فتحك للميكروفون عند الضرورة او عند الحاجة لطرح سؤال أن تكون في مكان هادئ بعيداً عن العائلة كي تضمن ان يصل صوتك واضحاً وألا تكون مصدر ضوضاء او تتسبب لنفسك بالإحراج خصوصاً عند وجود أطفال في البيت لا يمكن ضبط تصرفاتهم.
9- قبل أن تضيع وقتك في حضور ورشة او ندوة غير مفيدة، تحقق من نوعية المتحدثين وسيرتهم الذاتية لتضمن أنك تستمع الى شخص موثوق مهنياً ويكون ذلك بالتالي:
أولاً: هل المتحدث متخصص في عنوان الندوة او الورشة؟ ابحث عن ذلك بنفسك.
ثانياً: هل يملك المتحدث خبرة دولية في الموضوع إذا كان هناك جوانب دولية في موضوع الندوة او الورشة؟ تحقق من ذلك بنفسك.
ثالثاً: هل يملك المتحدث إنجازات معينة بارزة في موضوع الندوة أو الورشة إذا كان الموضوع ذو مستوىً عالٍ مثل الحديث في القضايا القيادية أو الدولية؟
10- إذا أردت أن تختبر نفسك وترى إن كنت قد استفدت من الحضور لتلك الورشة حاول أن تكتب مالا يقل عن 500 كلمة عن الورشة لتجيب عن الأسئلة التالية:
أولا: ماذا كان هدف الورشة؟
ثانياً: ما هي محاور الورشة؟
ثالثاً: ما هي استنتاجات الورشة؟
رابعاً: ما هو الجديد الذي تعلمته من حضورك للورشة ولم تكن تعلمه من قبل؟
إذا نجحت في الإجابة عن هذه الأسئلة فهذا يعني ان معرفتك قد ازدادت وأن وقتك لم يذهب سدى