ما عُدْتُ أفْهَمُ مَنْ نحْنُ ما أصْلُنا / عَرَبٌ لَعلّي في الْحَقيقَةِ واهِمُ
هلْ نحْنُ مَنْ كانتْ تُزَيِّنُ أهْلَنا / رُغمَ الْمَجاعَةِ نخْوَةٌ وَمَكارِمُ
هلْ نحْنُ مِنْ ربَطَتْ قُلوبُ رِجالِنا / طيبُ الْمَزايا عِزَّةٌ وَتَراحُمُ
هلْ نحْنُ مَنْ كُنّا نغيثُ مُهَجَّرًا / وَمتى دعانا يائِسًا نتَلاحَمُ
وَلِنُصْرَةِ الْمَظْلومِ كُنا نُسْرِعُ / وَلِطرْدِ ظالِمِهِ أجَلْ نَتَزاحَمُ
وَإذا أصابَ الْقَحْطُ بعضَ بلادِنا / وَصَلتْ إليْهِمْ نجْدَةٌ وَنسائِمُ
والْيَوْمَ قُلْ ماذا نرى وَنُشاهِدُ / وَلِمَنْ نَهُبُّ بِنجْدةٍ مَنْ داعِمُ
لا ليسَ لِلْمَطْرودِ والْمُتَشَرِّدِ / لكنْ لِمنْ هُوَ لِدِّيارِ مُدِاهِمُ
وَبِكُلِّ حِقْدٍ لا يَزالُ يقَتِّلُ / وَبِدونِ حقٍّ لا يزالُ يُهاجِمُ
وَمَتى حُقوقُ الناسِ كانتْ هَمَّهُ / وَخِيامُ شَعْبٍ لاجئٍ هوَ هادمُ
وَلَعلَّ فينا مَنْ يَظُنُّ جَهالَةً / أنَّ الَّذي يحْيا على الدَّمِ نادِمُ
لوْ كانَ يَعْلَمُ أَنَّ فينا طارِقًا / أوْ مَنْ لأَقْداسِ الْعُروبةِ عاصِمُ
ما كانَ يَجْرُؤُ أنْ يُقَتِّلَ أهْلَنا / لكنْ مُحَرِّضُهُ الزَّعيمُ الْحاكِمُ
مِنْ أجْلِ عرْشٍ فاسِدٍ عَفِنٍ لَهُ / وَحِمايةٍ بئْسَ الْمصيرُ الْقاتِمُ
هلْ نحنُ حقًا أبناءُ آدمَ أمْ تُرى / ما كانَ فينا ميزَةٌ تَتَناغَمُ
لكِنّني رُغْمَ الأَسى مُتفائِلٌ / أوْ مؤْمِنٌ بِعُروبَتي أوْ حالِمُ
إنْ كانَ مِنكُمْ عالِمٌ بِمتاهَتي / لِيَقُمْ وَيُخْبِرْني بما هُوَ عالِمُ
هلْ صارَ حُبّي للْبِلادِ خطيئَةً / وَكَذلِكُمْ أنّي بِبيْتي هائِمُ
في حينِ أُمَّتِنا تَغُطُّ بِنوْمِها / وَقُلوبُنا عَمِيَتْ وَقوْمي نائِمُ
ذَبُلَتْ أزاهيرُ الْعُروبَةِ بيْنما / غزْوُ الْمَغولِ على البَراءَةِ قائِمُ
في كلِّ يومٍ للطُّفولَةِ مأْتَمٌ / فَضَميرُ أبْناءِ الْعُروبَةِ جاثِمُ
لِمَ لا وَعِرْضُ الْعُرْبِ تحْتَ نِعالِهِمْ / حتى المليكُ أَوِ الأَميرُ الخادِمُ
يا ويْلَتي كلُّ الزَّعامَةِ تُقْرِفُ / هذا المليكُ أَوِ الزَّعيمُ الْحاكِمُ
كلٌّ لِمَزْبَلَةٍ وَمعْهُمْ مُنْتِنٌ / ملِكٌ عميلٌ أوْ أميرٌ آثِمُ
يا عُرْبُ كيْفَ لِعاقِلٍ تشْخيصُكُمْ / أوْ فهمَ قوْمٍ في المّذَلَّةِ عاِئِمُ
إنّي لَأَفْهَمُ أنْ نُذَلَّ لِفَتْرَةٍ / فالاحتلالُ مؤَقَتُ لا دائِمُ
أمَّا إذا الإحساسُ ماتَ أَلا اعْلَموا / لا شيءَ ما يجري لِما هُوَ قادِمُ
ولْتَعْلَموا أيْضًا بدونِ كرامَةٍ / أحزانُكُمْ يا ويْلَكُمْ تَتَفاقَمُ
وَبِدونِ وعْيٍ عِزَّةٍ أوْ نخْوَةٍ / إذْلالُكُمْ يا حسْرَتي يَتَعاظَمُ
فَتَوَحَّدوا وَتَعاوَنوا معْ أَنَّني / بصراحَةٍ وَلِجَهْلِكُمْ مُتَشائمُ
أعداؤُكُمْ يَتَوَحَّدونَ لِقَهْرِكُمْ/ وَلِجعْلِكُمْ فُرَقاءَ كيْ تتخاصَموا
فخضوعُكُمْ وخُنوعُكُمْ بلْ ذُلُّكُمْ / أمرٌ لذي شرفٍ لَعَمْري صادِمُ
وأَنا لَعلّي أَفْهَمُ الْحُكامَ إنْ / ذَلّوا لَهُمْ بعْدَ الْخُضوعِ غَنائِمُ
أمّا الْجِياعُ النائِمينَ على الطَّوى/ فقُلوبُهُمْ دُكَّتْ وقبْلُ جماجِمُ
وربيعُكُمْ يا ويْلَكُمْ مُسْتَوْرَدٌ / بعَثَ الْغُزاةُ بِهِ بئْسَ الْغاشِمُ
كلُّ الشُّعوبِ إذا أُذِلَّتْ لمْ تَهُنْ / ما بالُكُمْ لمْ تنهَضوا لِتُقاوِموا
ماذا جرى لِعُروبَتي يا ويْلَتي / كلٌّ لِذِلَّتهِ الْمهانَةَ كاتِمُ
كلٌّ للِقْمَةِ عيْشِهِ مُتَخوِّفٌ / حتى ولا مُتَظاهِرٌ أوْ شاتِمُ
لُعِنَتْ حياةُ مواطِنٍ مُتَخَلِّفٍ / يحيا ذليلًا والْمَذَلَّةَ كاظِمُ
تبًا لِمَنْ فَقَدَ الْمشاعِرَ كُلَّها / هلْ يُحْرِجُ الْجَلْمودَ مِنْ يَتَأَلَّمُ
ماذا أقولُ لَقدْ فَقَدْتُ عُروبتي / وَمَذَلّتي وَمَهانتي تَتَراكَمُ
أَأقولُ لو قامَ الرَّسولُ بِهَدْيِكُمْ / ما كانَ مِنْكمْ واحِدًا يَتَأَسْلَمُ
بل كانَ مِنْكُمْ ألفُ ألفُ أبي لَهَبْ/ وَلِخيْبَرٍ سِرْتُمْ لِكيْ تَتَداعَموا
وَزعيمُكُمْ هجَرَ النَّبِيَّ وَقُدْسَنا / وَعلى الْعُروبَةِ والْكِتابِ يُساوِمُ
د. أسامه مصاروه
85 مليون مشاهدة لقرد يفلّي صاحبَهُ ويأكلُ القمْلَ
إنْ قرأ هذه القصيدة عشرون ذهب)