الرئيسيةفلسطين تراث وحضاره

قرية النبي صموئيل بين الأسر والتهجير / خالد نابلسي

مئات القرى الفلسطينية عانت في النكبة والنكسة وما حولهما ما عانت ، ولاقت ما لاقت من تهجير مواطنيها وتجريف بيوتها حتى مسح بعضها عن الأرض وباتت اثرا بعد عين ، وبعضها بقي منها القليل يشهد للعالم بأنه كانت هنا قرية فلسطينية : بيت بلا سقف ، جدار بلا باب ، صبر يصارع البقاء تحت وطأة هجوم المن الأبيض ، رمانة تميل اغصانها لتحضن زيتونة معمرة جعد سيقانها الشوق والعطش وعين ماء جفت مآقيها ، وقبر من حسن حظه بقي منه شاهد محطم بفعل فاعل خبيث …
ولكن هناك قرية ما زالت تعاني حتى اليوم ظروفا خانقة من احتلال وحصار ، من تفتيش ومحاسبة ، وسؤال وجواب إزاء كل حركة ودخول وخروج ، انها قرية النبي صموئيل شمال غرب القدس ، والتي تربض على صبرها وجرحها فوق جبل البهجة على ارتفاع 890 مترا فوق سطح البحر ولها 4800 دونما ، ويحيطها بيت اكسا ، وحي راموت ، الجيب ، جفعات زئيف وجيفون ، وبيت حنينا ، وبير نبالا .
ان الموقع الذي تقع عليه القرية والذي يشرف على كل المنطقة والجهات جعله مقصد الأمم التي مرت على هذه البلاد ، وموقعا استراتيجيا مهما ، واستغلاله عسكريا للمراقبة والسيطرة على الطرق الرئيسية بين القدس ويافا ، والآثار الكنعانية والرومانية والبيزنطية والاسلامية والصليبية تثبت أهمية الموقع ، وقد جرت الكثير من المعارك للسيطرة على المنطقة عبر احتلال هذا الموقع ، الحروب الصليبية ، الحرب بين العثمانيين والبريطانيين ، محاولة احتلال المكان في 22 / 4 / 1948 ، احتلالها في 5 / 6 /1967 ، تدمير القرية سنة 1971 وتهجير معظم سكانها الذين بقي منهم حوالي 250 نسمة فقط يعيشون ظروفا صعبة للغاية في سجن كأسرى حرب لتحويلها الى موقع سياحي تُسوَّق على أنقاضها رواية تاريخية برفضها البعض ويكذبها آخرون .
يتكون المسجد من طابقين ، الطابق الأرضي يصلي فيه اليهود فوق مغارة فيها قبر النبي صموئيل ، والطابق العلوي مسجد يصلي فيه المسلمون تحت ظروف مقيدة وعادة مغلق بين الصلوات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق