الرئيسيةمكتبة الأدب العربي و العالمي
حكايا من القرايا ” دام عزّك يا جنين ” البطيخ… أحمر كأنه القطر الشمّام… أصفر كأنه الشهد
بقلم ؛ عمر عبد الرحمن نمر
جنين… عروس مرج ابن عامر… تقبّل زوارها، تهديهم المحبة… كشمس تهدي الدفء والضياء… وكتب أعضاء حكي القرايا في جنين، حكاية الزمن الصامد في المكان المقدس، بمداد الوعي الذي يتجدد ولا ينضب… نظموا قصائد تحاور البلابل، وتطير مع النسيم الفلسطيني الجنيني… فطرب لها البشر والشجر والحجر…
يا حبذا يوماً بجينين مضى ……………. كالغرّة البيضاء في وجه الزمن
فيها ثلاث للسرور تجمعت …………… الماء والخضراء والوجه الحسن
على دوّار البطيخة في جنين القسام، كانت عناصر الحملة، تحمل رسالة متشعبة الأهداف… لكن هذه الأهداف كلها تأسست على عنوان واحد، هو دعم المزارع الفلسطيني بشكل عام والغوري على وجه الخصوص في تسويق مختلف منتجاته الزراعية، ومنتج البطيخ على وجه الخصوص… نعم، أعضاء حكي القرايا وصلوا المزارع المنسيّ في أرضه، وبالشراكة مع مؤسسة “شراكة”، ومؤسسة حماية المستهلك، استطاع هذا الثلاثي أن يقطف بطيخ الأغوار وينقلها إلى أسواق ينظمها في مدن فلسطين… حيث كان سوق رام الله، وبديا، وطولكرم، ودير شرف… واليوم في جنين…
على رصيف دوّار البطيخة في جنين، كانت احتفائية تسويق البطيخ الغوري، والشمام الجنيني، والتفاح الخشّابي، واللوز، والعنب… نعم بشكل تلقائي تكون البازار، وأمّه الزبائن، وكانت حلقة أشبه بعرس فلسطيني بامتياز، هذا يصيح يدلل على البضاعة، وهذا يزن البطيخ، وذاك يناول، وزبون يشتري… يحمل أكبر بطيخة وأحلى شمامة ويمضي… أحداث تنوعت وتشعبت لكنها ذات دلالة واحدة، يشتق منها البعد الذي يحترم الإنتاج، يحترمه؛ وذلك برعايته وتعهده وخدمته، يتعهده بشكل عملي، وليس في ترتيب شعارات جوفاء، ويرسم هذا البعد سياسة في العمل الزراعي، وما يمكن أن يبنى عليه من آليات تشغيلية، ومنتجات تعزز السوق الفلسطيني، وتجابه غزو المنتجات غير الفلسطينية، وتصد هذا الغزو وتجابه التنافس في السعر… نعم لقد استطاعت ” حكي القرايا ” أن تشبّك مع المؤسسات ذات العلاقة، بروح التعاون، والعمل المشترك، وخطت خطى موفقة إن شاء الله، في إنشاء أسواق فلسطينية، نظيفة من الهرمون والمبيد والكيماوي، وشجعت المزارع على استثمار أرضه بطريقة فعالة… إنها إحدى مبادرات ” حكي القرايا ” المجموعة الحوارية الحيّة بتفاعلاتها، وملامستها للواقع الفلسطيني المحيط… وهناك مبادرات سبقتها في التدريب على الإنتاج المنزلي، ومبادرات تعزيز المزارعين في مهرجاناتهم الزراعية… تلك الإرهاصات التي شكلت فيما بعد” مدرسة التراث الشعبي ” التابعة لحكي القرايا…
وهنا لا بد لنا في هذه التجربة من شكر المؤسسات الإعلامية، المسموعة والمرئية والمقروءة التي واكبت الحدث ووثقته…
شكراً لجنين التي احتضنتنا… شكراً لمرج ابن عامر… منتج البطيخ الأول… شكراً للمؤسسات التي حضرت الفعالية، وعلى رأسها مديرية الزراعة في جنين… شكراً للزبائن الذين أتوا من الأفجاج كلها، واشتروا البطيخ الفلسطيني، وفي قناعتهم ووعيهم يقولون ” نعم للمنتج الوطني” شكراً حكي القرايا… مبارك ما تقومون به… شكراً مؤسسة شراكة… شريكتنا الرائعة… شكراً مؤسسة حماية المستهلك… والتحايا كلها نزجيها لفلاحنا الصامد على أرضه، المثابر في فلاحتها…