عوفر كيسف عضو كنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في القائمة الوحدوية المشتركة، وهو صاحب رؤى وطروحات سياسية واضحة مناهضة للعنصرية والاحتلال والحروب، ويتحلى بمواقف صلبة مشرفة كيهودي ديمقراطي معادٍ للصهيونية، ويؤمن بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني.
وكوسيف حلَّ بديلًا لرفيقه النائب الشيوعي السابق دوف حنين، الذي تخلى عن موقعه لصالحه. وكانت لجنة الانتخابات المركزية رفضت ترشيحه للكنيست بسبب مواقفه وأقواله الشجاعة، فلجأ إلى المحكمة التي رفضت شطبه والتأكيد على حقه الديمقراطي في الترشح لأنه لم يرتكب أي عمل مخالف يمنع ذلك، وأن ما يقوله هو رأي سياسي ولو خالف مواقف الأغلبية.
وقبل أيام وقف كيسف على منصة الكنيست وقال بكل الجرأة والشجاعة والوضوح : ” هنا يوجد شعب، الشعب العربي الفلسطيني، وهو الشعب الأصلاني، ومن لا يذكر ذلك، إما جاهل أو كذاب، أو مزيج من الاثنين، شعب محتل من المستعمرة التي تُهجر وتسلب وتدمر وتقتل الشعب الأصلاني، دولة محتلة تقتل بدم بارد كما حصل مع إياد الحلاق الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتبقى ذكراه خالدة، الجريمة البشعة لم ترتكبها الشرطة فقط، بل أيضاً من يشجعون على القتل الذين يسمحون بإطلاق النار، وأعطوا ومازالوا يمنحون الشرعية لقتل الأبرياء، إنني أوجه أصابع الاتهام لرئيس الحكومة وللوزراء وبشكل خاص لوزير الأمن الذي يسمح بسفك دماء الأبرياء “.
فكل التحية والتقدير للنائب عوفر كيسف على تصريحاته وأفكاره، وكم كان شجاعًا بالتأكيد على أن الشعب العربي الفلسطيني هو الشعب الأصلاني صاحب الأرض الذي تعرض للتهجير والقتل والتشريد والاحتلال، وأن دولة الاحتلال والعدوان تمارس القتل والاضطهاد والظلم لهذا الشعب.
فبمثل هؤلاء اليهود الديمقراطيين الشركاء المعادين للشوفينية والعنصرية والاحتلال والاستيطان سينتصر شعبنا في نهاية المطاف، وسينتصر مشروعه التحرري الاستقلالي الوطني الديمقراطي السلمي، وسيهزم المشروع العدواني الاستعماري الكوليونالي المتغطرس لحكام اسرائيل، فقد أثبت التاريخ أن كل احتلال مهما طال مصيره الزوال.