الرئيسيةمكتبة الأدب العربي و العالمي

على أمل… بقلم الاعلامية التونسية فاطمة كمون

لكل منا زاوية لا ينظر للأشياء منها سواه ..نعلم جيدا أن نبتة الصبّار لن تثمر لنا التفاح وستزيد من مرارتها اذا كان طعم الإنتظار علقم …في زمن الصبر على المحن لاتعبر اللحظات دون ان نشعر بها .. لا تعول على وجودها الدائم مبشرة ولا تتعالي على قصر مدتها..نهمل بعض الأجزاء بمماطلة الهمة لنحلم بوهم سعادة مكتملة ..نقول لأنفسنا افعل ما يسعدك في لحظتك لا تسوف الفرحة بعمل يمكن ان يؤجل الى حين فما هو بين يديك اليوم سيأفل مع نهاية اللحظات فهي لا تعود وقد لا تتكرر .. افعل ما يرضيك ويرسم بسمة ولو بقلم لبديّ ، حاول فعل شيء لم تقم به في السابق كجنون مفتعل ، او هرج صبياني يكسر روتين الأخبار المحبطة ..
في هذا الوضع نبحث عن حدائقا مزهرة في داخلنا …نبحث عن مساحة آمنة في مسار حياتنا ،نحن مع أحبة لا قريبين جدا ولا بعيدين جدا…رغم انها معضلة ربما توجع روحنا المنهكة اصلا ، نحن لا نستطيع أن نتخلص من ذلك الحذر المترسخ فينا فيه من الخوف وفيه من الإرتباك واغلبه استسلام لواقع جديد ألم بنا كرها ..ثمة شبهة فى كل الاشياء..التى وشت عن ضعف الإنسان فينا والتى كبّلت الأيادي والألسن عن تفسيرات جديدة لتعريف الحرّية … نشاهد بعين دون حسّ لصور تتحرك بلا روح لكن بعضنا لم يستسلم لحالة الإحباط والإرباك ولم يستسلم لقدر الحجر امام جاذبية احدهم وجعلته يندفع لبتكر فضاء آخر داخل الفضاءات العامة المعتادة ، ..تلك الجاذبية التى تتوازى مع ما نفضله نحن..ان كان فكرا..او شكلا..اومضمونا..يثير فينا التردد من هول ماقد يحدث عندما نقرر ان نستسلم امام اغراء احدهم وكسر حاجز الحذر..اننا امام المسافة عاقلون جدا ..وفى القرب غارقون جدا ربما فى تعقيداتنا او بعدم السيطرة على انفسنا…على الارجح لابد ان نجود بما تجود به الحياة….سيحين زمن الإنطلاق لننفض عنا غبار الناس وكسل التأجيل ..الوقوع في الخطأ فطرة .. والاعتراف به فضيلة .. والإصرار عليه حُمق .. والرجوع عنه حكمة .. والتحريض عليه سفاهة .. عواصف دون رمال ولا كسر اشجار تعصف بكل شيء ولا توجد أخبار جوية تنبئ بصيرورتها وسيرورتها…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق