الرئيسيةخواطر

يحق للعين ان تدمع / بسام صالح

رثاء من القلب للمناضل الطبيب د. نبيل خير من رفيق دربه المناضل الأخ الحبيب أمين سر حركة فتح في إيطاليا Bassam Saleh. الرجال الرجال!

ترجل الفارس وكنا نريد ان نراه دائما ممتطيا جواده وشاهرا سلاحه. متنقلا بين المدن الايطالية والاروبية، ومسقط رأسه فلسطين ليعود الى عمله ومهنته الانسانية المتلازمة مع عمله الوطني. كلماته تنطلق من فوهة البندقية من اجل السلام ولا سلام بدون عدالة، ولا سلام بدون حرية، ولا حرية الا في وطن الاباء والاجداد، وطن يحكمه القانون وتسوده العدالة والمساواة بين مواطنيه، يملؤه التفاؤل ويبثه لمستمعيه ومحديثه، هذا هو المناضل الوطني الفتحاوي الفلسطيني العربي الاصيل الطبيب نبيل خير، ابن فلسطين وابن بيت ساحور، القائد الفتحاوي الذي اثبت بوجوده الخلاق منذ ان وضع قدماه في ايطاليا، في الاتحاد العام لطلبة فلسطين، بنشاطه الدؤوب سواء في بيروجيا او روما او جزيرة سردينيا ترأس فرع الاتحاد في مدينة كاليري، متناسقا بين الدراسة والعمل الوطني، الى ان انهى دراسة الطب ليبدأ مرحلة جديدة نضالية جديدة من خلال الاتحاد العام للاطباء والصيادلة الفلسطينيين في ايطاليا، نموذجا حيا في المتابعة والعمل لجمع شمل الاطباء ضمن الاتحاد، ولم يبتعد عن دوره في الجاليات الفلسطينية خاصة في سردينيا مدينته التي يقيم بها، وعمله للتواصل مع باقي الجاليات الفلسطينية في ايطاليا، لينتقل الى جالياتنا في اوروبا ليصبح احد قادة العمل الوطني الفلسطيني في اوروبا ضمن الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في اوروبا.
القائد نبيل، ابو فؤاد، امين سر حركة فتح السابق في ايطاليا، وعضو لجنة الاقليم الحالية، رجل المهام الصعبة والحوار الملتزم لم يتغيب عن اجتماع تنظيمي اوحركي، يناقش ويعترض ويدافع ويحاور ويلتزم بالقرار الجماعي، عنيدا في الدفاع عن قضيته وعن مواقف الحركة، حتى في مناقشاته مع الاصدقاء الايطاليين، حريصا على شرح القضية الفلسطينية بابعادها الوطنية والعربية والعالمية.
اخي نبيل، لم اتوقع رغم اني ولدت قبلك بسنوات، ان يقع على كاهلي هذا الخبر الفاجعة، صباح هذا اليوم، وكم تمازحنا بهذا الموضوع من سينعي من، فكلنا مشاريع شهادة، وكنا نبتسم للحياة ونضحك ونقول ربما لن نجد من ينعينا عندما تاتي الساعة التي لا مفر منها. مازال صوتك الجهوري الرنان يملاء بيتي، كما كان في مؤتمر اتحاد الجاليات في روما وانت تغني لبلدك ، رغم ما تعرضت له ليرتفع ضغطك، ولكنك الرجل الصبور الذي لم يبحث عن موقع او منصب فسيرتك التنظيمية وتدرجك بالمسؤولية كانت نصب اعيننا ونحن ندافع عنك ونحاول اصلاح ما افسده البعض. ولم تتوقف بل مارست دورك بهدوء ومحبة وبذلت كل جهد ممكن للاستمرارفي عمل اتحاد الجاليات.
اخي نبيل القائد الانساني، الطبيب، الذي عمل في ايطاليا متنقلا هنا وهناك، الى ان استقر بك العمل في مدينتك الثانية، كاليري، وتفتح عيادتك بعد عناء طويل، وتنهي عقود العمل المقطوعة، التي جعلتك مثل ابن بطوطة متنقلا بين المدن الايطالية لتمارس مهنتك الانسانية وتؤمن دخلا ماديا لحياة كريمة . تحملت لسنوات طويلة وعندما تمكنت من الاستقرار، جاء هذا الوباء التاجي، ولم تتوقف عن متابعة عملك، رغم المخاطر وقلة الامكانيات التي توفرها الدولة، لينتقل اليك هذا الفايروس، العدو المجهول المتربص للانقضاض، وانت المقاتل الحذر الشجاع تمكن الفايروس منك ولكن بعد مقاومة شرسة، اذكر فيما اذكر اخر مكالمة قبل دخولك المشفى، “ولايمهمك يخوي كلها كم يوم وبطلع وبرجع” ومضت الايام سريعة ونحن اخوتك رفاق الدرب الطويل مازلنا بانتظارك ، بانتظار البسمة والنكتة الساخرة بانتظار الفكرة والبرنامج وخطة العمل التي لم تخلوا منها مكالمة او لقاء او اجتماع.
كنت سباقا دائما، تسابق الزمن، وكم من مرة ظَلَمك هذا الزمن لموقف ما، ولكنك كنت اكبر ممن ظلمك، بتسامحك وبمحبتك وبعفويتك الطبيعية. رحمك الله شهيدا للوطن وشهيدا للانسانية التي دافعت عنها محاربا في الخط الامامي ضد هذا الوباء العالمي. لتصبح اول طببيب فلسطيني وايطالي ينال منه كورونا كوفيد19 في جزيرة سردينيا، التي تقف اليوم مشدوهة بهذه الفاجعة التي اصابت الجميع. نم قرير العين فانت منتصر يوم تَهزم الانسانية هذا الوباء القاتل. ونحن كما عهدتنا العهد هو العهد والقسم هو قسم الاخلاص لفلسطين التي احببتها واحبتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق