الرئيسيةخواطر

يوميات العزل من الكورونا اليوم الخامس (28/3/2020)

كتب الاعلامي عرفان عرب / بريطانيا

في اليوم الخامس من العزلة في البيت، بسبب الفيروس اللعين، اللي ما يتسماش. استيقظت على عويل الرياح وهي تضرب نوافذ غرفة النوم، مثل عويل الذئاب، (بعدني حافظ هذه التعابير من ايّام الدراسة ومادة الإنشاء).

وفي هذه الحالة من العويل بذئاب او ثعالب او بدونها قلت انه سيكون يوما سيئا من حيث الطقس يضاف الى عزلتنا، يعني كان ناقصنا. ما كنت كويس يا طقس خلال الأربعة ايّام الماضية.

وكالعادة دخلت في معركة بين الاستيقاظ كاملا واقفا على قدمي وبين التكاسل والتمدمد والتثاؤب للبقاء في السرير، حبيبي السرير عند الصباح، فقط عند الصباح حتى ما حد يظن اني كسول وبحب النوم.

وخلال ذلك لجات الى صديقي الموبايل وتصفحت الأخبار ورددت على الرسائل. وأخيرا كان لابد من الاستيقاظ فعليا على صياح سيدة البيت التي تستيقظ باكرًا حسب توقيتها بانضباط ودقة مثل ساعة بغ بن. It’s time for breakfast darling !!! how do you like your egg?.
انتبهتوا الى كلمة darling!

قفزت من السرير بسرعة البرق الى الدوش وغسيل الأسنان وفي عدة دقائق كنت جاهزًا لالتهام الفطور في الحديقة مع فنجان قهوة.

ومن حسن الحظ كان الطقس مشمسا لكنه كان باردًا نسبيًا مع بعض الرياح.

تداولت مع زوجتي جدول اعمال اليوم في هذا الطقس البارد . فكان الخيار ان نغسل الموكيت والسجاد بالشامبو (نغسل؟! القصد انا اغسل) في إطار حملة تنظيف وتعقيم، لمواجهة الفيروس اللعين وللتصدي لمحاولاته الدنيئه للتسلل الى انوفنا وأيادينا. وأعددنا له ما اوتينا من قوة وكل أنواع المعقمات الى درجة ان رائحة المنزل باتت تشبه رائحة المستشفيات. الوقاية خير من العلاج كما يقولون، امً هو وسواس هذه الأيام؟!!

هذه العملية الجراحية استغرقت عدة ساعات، حاولت خلالها ان أنسى العزلة والفيروس والطقس البارد، لكن الشياطين في دماغي حول العزل ومخاوف الإصابة بالفيروس وغيرها ابت ان تسكت مثل عش الدبابير او النحل وززززز.

تعلمت من تجاربي في اليوغا والتأمل (ميديتيشين) ان اسكت هذه الشياطين بالتنفس بعمق لعدة دقائق وتترك هذه الأفكار توزوززز على هواها لكن ستهدأ بعد التنفس والإيحاء الإيجابي. جربوها!

من الطرق الأخرى لمواجهة العزل الا تجلس لفترات طويلة. تحرك دائما، اشغل نفسك بنشاط عضلي او ذهني.

لم اسمع للأخبار طوال النهار وكان ذلك عاملا إيجابيا.

على فكرة كان من المفترض ان نكون في جزيرة ماديرا البرتغالية منذ ٢٦ مارس لمدة أسبوع لكن الفيروس اللعين نزعها علينا. الله يخرب بيته اغلق الدنيا كلها. وجعلنا ومئات الملايين سجناء في بيوتنا.

تمشينا قبل الغروب في الحديقة العامة قرب البيت وهي عبارة عن ملعب صغير للغولف. الطقس غائم وبارد وكان خاليا من الناس كئيبا وحزينا.

وأرخى الليل سدوله بعد العشاء، (لاحظوا كلمة أرخى وسدوله) وكنا في حالة من السكينة مثل المخدرين.

ونقلت لنا نشرات الأخبار قوافل الموت في إيطاليا وأسبانيا والرعب في اميركا وبلوغ ذروة الإصابات والوفيات في بريطانيا خلال الاسبوع. وبان ثلاثين مليون منزل سيتلقون رسائل تبلغ سكانها بان الاسوأ آت قبل انً تتحسن الأمور.

بهذه الأخبار المخيفة قبل النوم، لا اليوغا ولا التنفس العميق ولا الميديتيشن سوف تنفع في تهدئة المخاوف.

لكن سنصمد وسنبقى في البيت ونغسل يدينا وكل شيء ونتباعد حتى اكثر من مترين وسوف نتغلب على الفيروس. تصبحون على خير ابقوا في البيت! كونوا صامدين.

وثورة حتى النصر.
يحيى البقاء في البيت يحيى!! يحيى غسيل اليدين لدقيقتين، يحيى التباعد مترين يحيى!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق