مقالات

ملاين الأطفال العرب بدون تعليم

الدكتور صالح نجيدات

أصدرت منظمة “اليونيسف” تقريرا قبل فترة من الزمن عن تأثير الحروب الاهلية على وضع التعليم في العالم العربي وأثره الكارثي على الأطفال , جيل كامل لا يتعلم , وما يزيد على خمسة عشر مليون طفلٍ عربيٍ محرومين من حقّهم في التعليم بسبب الحروب الاهلية , حيث دمرت مدارسهم وشرّدت أعداداً كبيرةً منهم مع اهاليهم كلاجئين من سوريا والعراق واليمن وليبيا ،هؤلاء لم يلتحقوا بالمدارسَ ولم يقرؤوا كتاباً. وسيعيش هؤلاء تحت قصف الصواريخ ومشاهد القتل والتشرد في مخيمات اللاجئين , وليس هذا فحسب بل هنالك أعداد كبيرة يتعلمون بمدارس لا تمتلك المقوّمات الأساسية لإجراء العملية التعليمية بشكل مريح و باجواء ايجابية بعيدا عن الأجواء الصعبة والمتخلفة , وهناك ملايين من التلاميذ يدفعون ثمن إهمال حكوماتهم بادخال مناهج تعليم حديثة تضمن تعليماً حديثاً يلائم متطلبات العصر قادر على خلق أجيالاً قادرةً ان تبني نفسها وتنهض بشعوبها الى الامام وتخلصها من المناهج الدراسية الجاهلية والمتخلفة .
عانت الشعوب العربية من الامية والجهل من جيل الأجداد والإباء , اضف الى ذلك اليوم مصيبة الامية والجهل التي انتشرت بين الأجيال الجديدة , والذي خطط للحروب الاهلية كان قصده ان يجعل من الجهل معول هدم لاساسات المجتمعات العربية وتفكيكها لغاية في نفس يعقوب .
وأخيرا وليس آخرا , الأوضاع السائدة في العالم العربي من حروب أهلية واهمال الحكومات للتعليم ولجميع المجالات , ترك ملايين من أطفال العرب بلا تعليمٍ تثقفهم وتحصنهم ضد الجهل , وللأسف تسهم القيادات العربية في تدمير أوطانها وتجهيل شعوبها والقضاء على مستقبل أبنائها الذين سقطوا ضحايا لهذه الصراعات المدمرة والمستفيد منها فقط أعداء الامة .
كلي امل ان يصحى العرب حكاما وشعوبا ويستيقظ المثقفون من سباتهم ويسعوا لوقف الصراعات الدامية ويبنوا أوطانهم من جديد بعدما دمروها وان يهتموا بتطوير التعليم لابناء شعوبهم , فهم يمتلكون مليارات الدولارات حيث يستطيعون بناء العالم العربي من جديد بدلا من استغلال أمريكا وغيرها من الدول الاستعمارية لهذه الثروة الهائلة , فهذه الثروة ليست لابناء العائلات الحاكمة بل هي ملك لشعوب الامة العربية , لا يعقل أن الانظمة الحاكمة تضع ترليونات الدولارات عائدات البترول والغاز في بنوك الغرب يستفيد منها , وشعوبهم تعاني من الفقر والجوع والجهل والضياع .
الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق