اقلام حرةالرئيسية

يتساءل أحدهم لما يغضب من السماء : أين العدالة الإلهية / لينا ابو بكر

العيب ليس في الغضب ولا حتى في السؤال ..
إنما بمحرك البحث الدماغي الذي يفشل في اختيار بصيرة بحثية سليمة .

كيف أو متى تتحقق عدالة الغيب ؟

هل إلقاء اللوم على الخالق يخفف من شعور الخليقة بالعجز أو الكسل أو التواطؤ مع الظلم !؟

لو كانت عدالة الله متاحة بكل هذه المجانية فوق قارعة الطريق ..لما استشعرها المظلومون ولا هابها الظالمون ، ولكان الباطل مستشريا كميزان راجح ، و الحق مسترخيا كسائح .

العدالة الإلهية طاقة إيجابية ، تشحذ عزيمة من يؤمنون بها ، فيبذلون قدر مستطاعهم لتحقيقها ، فإن غلبهم الظالمون وكلوا أمرهم لربهم وتوكلوا عليه .

قوة العدالة ليست بسهولتها ولا استحالتها، بل بحلولها بعد جهاد وصبر ، فلا استسلام للتواكل ، ولا للقنوط ، وهذه حكمتها : سلم ولا تستسلم .

حسنا إذن ، كيف نتأكد من قوة العدالة ؟

العدالة القوية هي التي تعلن عن نفسها حين يعم الظلم و يشتد عوده ، حتى يستحيل دحره …فالقوة أمام القوة …. ليس خضوعًا لمبدأ نيوتن الفيزيائي ، و إنما إيمان بعقل الطبيعة …

هكذا تأتي نهايات الأزمنة الرخيصة عبر التاريخ ، فإما انحدار البشرية إو إعمارها ، وبين الغفلة والصحوة ، لا يمكن أن يكون الحق عدوًا للباطل في معركة واحدة ، فهذه مواجهة غير نزيهة ، طالما أن الظلم يتوحش حين يخاف ويجبن ، أما الحق فيسحق لينقذ و يرحم !

العدالة موجودة.. ولكنها ليست متاحة كسلعة أو لائحة أو منشور أو وصفة طبية …
العدالة هدية .. لا تطلبها حين لا تستحقها . وتمنح لك حين تحتاجها .
العدالة هي الله .
والله في فلسطين الآن .
فالقدس ليست الأندلس يا عرب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق