الرئيسيةزاوية الاقتصاد

فيروس كورونا.. يربك الشركات الكبري لصناعة السيارات في الصين

كتب الاعلامي المعز بن رجب / تونس

أربك فيروس كورونا المتفشي في الصين العديد من شركات السيارات العالمية، بعد أن دفع بعضها إلى إغلاق مصانعها في الصين وإيقاف خطوط إنتاج في الخارج، وسط غموض حول مستقبل الإنتاج، مع استمرار الهلع من انتشار الفيروس القاتل، الذي شل مفاصل الاقتصاد الصيني وبدأت عدواه تمتد إلى اقتصادات كبرى حول العالم، ما يهدد بإطفاء المحركات ويجبر الشركات على الوقوف أمام الإشارة الحمراء لأجل غير مسمى.

ولا تزال القائمة التي تضم شركات السيارات المتضررة من تداعيات فيروس كورونا مفتوحة بلا نهاية، حيث انضمت شركات عالمية من آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، تتخذ من الصين مركزاً حيوياً للتصنيع الكامل أو إنتاج المكونات التي يجري توريدها إلى خطوط الإنتاج في مصانع التجميع في دول أخرى.

وضمت القائمة “تسلا” الأميركية و”هوندا” و”نيسان” و”تويوتا” اليابانية و”هيونداي” و”كيا” الكوريتين الجنوبيتين، و” بي أس إيه” الفرنسية التي تنتج علامتي بيجو وسيتروين، وفولكسفاغن الألمانية و”بي إم دبليو” الألمانيتين، وفولفو السويدية، وفيات ـ كرايسلر الإيطالية، وفورد متعددة الجنسيات، وجنرال موتورز الأميركية.

ولم تقتصر أضرار الشركات على عمليات الإنتاج داخل الصين وإنما تجاوزت الحدود لتصل إلى المصانع في بلدانها، فقد علقت شركتا “هيونداي” و”كيا” بعض خطوطهما الإنتاجية في كوريا الجنوبية، بسبب نقص بعض الأجزاء الموردة من الصين، التي تشهد شللاً في عمليات الإنتاج والتصدير وسط انتشار الفيروس القاتل.

ولدى “هيونداي” سبعة مصانع في كوريا الجنوبية خمسة منها في الصين، و10 مصانع في الخارج، أربعة منها في الصين، كما لدى “كيا” ثمانية مصانع محلية، وسبعة مصانع في الخارج، ثلاثة في الصين.

ورجحت وكالة بلومبرغ الأميركية، تأثر مبيعات السيارات بشكل كبير بسبب عزوف المشترين بالأساس في الصين. وقالت في تقرير لها، نهاية الأسبوع الماضي، إن من المتوقع أن تتراجع المبيعات في الصين خلال الشهرين الأولين من العام الجاري 2020، إذ يُبقي الفيروس القاتل المشترين بعيداً عن صالات العرض، مما يزيد الرياح المعاكسة لشركات السيارات في أكبر سوق بالعالم.

ومن المتوقع أن تنخفض المبيعات بنسبة تتراوح بين 25 في المائة و30 في المائة في الفترة من مطلع يناير/كانون الثاني إلى نهاية فبراير/شباط، وفقًا لتوقعات أولية من قبل، الأمين العام لرابطة سيارات الركاب الصينية، تسوى دونجاشوا.

قال تسوى، إن تفشي الفيروس سيؤدي على الأرجح إلى انخفاض مبيعات السيارات في الصين، للعام بأكمله، بنسبة تصل إلى 5 في المائة، وكانت مبيعات السيارات في الصين تتجه بالفعل إلى انخفاض سنوي لم يسبق له مثيل، قبل أن يجبر الفيروس السلطات على إغلاق مركز مدينة ووهان.

ووفق بلومبرغ فإنه إذا انخفضت مبيعات سيارات الركاب في الصين بنسبة 20 في المائة عن العام الماضي، الذي سجل 21.4 مليون وحدة، فإن ذلك سيهدد بإنهاء تشغيل البلاد كأكبر سوق للسيارات، الأمر الذي يترتب عليه التخلي عن الترتيب الذي احتلته منذ أكثر من عقد من الزمان.

ولا يزال حوالى ثلثي الاقتصاد الصيني مغلقاً، بسبب انتشار الوباء، بينما يتوقع أن تواجه الشركات صعوبات عند استئناف العمليات بما في ذلك مشكلات سلسلة التوريد المحتملة ونقص الأجزاء.

وحذرت شركات مثل “تسلا” و”فولكسفاغن”، و”تويوتا” و”هيونداي” و”كيا”، من حدوث اضطرابات في عملياتها، فشركات صناعة السيارات ستقوم على الأرجح بإعادة الإنتاج بنسبة 15 في المائة في الصين خلال الربع الحالي، بعد تمديد فترات العطلة بسبب الفيروس.

وبدأ تراجع المبيعات يتجاوز الحدود؛ فقد انخفضت مبيعات شركات السيارات الخمس في كوريا الجنوبية في يناير/كانون الثاني الماضي، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي 2019، الأمر الذي أرجعه خبراء، وفق وكالة يونهاب الكورية، قبل أيام إلى انخفاض المبيعات خلال عطلة رأس السنة القمرية في الصين وتباطؤ صادرات البلاد بسبب الركود الاقتصادي العالمي.

وأظهرت بيانات صادرة عن شركات “هيونداي” و”كيا” و”جنرال موتور كوريا” و”رينو سامسونغ موتورز” و”سانغ يونغ موتور”، أن إجمالي المبيعات في الأسواق المحلية والخارجية تراجع بنسبة 6 في المائة الشهر الماضي، مقارنة بنفس الفترة من 2019، لتصل إلى نحو 553.5 ألف وحدة.

ويزيد كورونا من متاعب شركات السيارات التي بدأت تظهر في العديد من الاقتصادات الكبرى خلال العام الماضي، حيث كشفت بيانات صادرة عن رابطة تجار السيارات اليابانية، والرابطة اليابانية للسيارات الصغيرة، أن 2019 شهد أول انخفاض منذ 3 سنوات لسوق السيارات باليابان.

ووصل عدد السيارات المباعة إلى نحو 5.19 ملايين سيارة، بانخفاض بلغت نسبته 1.5 في المائة عن العام 2018، بحسب موقع “nippon” الياباني.

وانخفضت مبيعات شركات صناعة السيارات اليابانية الرئيسية الست بشكل عام، وشهدت “سوبارو” على وجه الخصوص انخفاضاً في المبيعات بنسبة 11.6 في المائة في أعقاب فضيحة تزوير بيانات استهلاك الوقود والانبعاثات التي تفجرت عام 2017، والتي حفزت الشركة على إصلاح وتجديد نظام الإنتاج الخاص بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق