الرئيسيةمقالات

المتاحف في القدس إعداد : الدكتور حنا عيسى – أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات

1- متحف ( روكفلر)  متحف فلسطين للآثار:

هو متحف أثري يقع في القدس الشرقية يضممجموعة كبيرة من القطع الأثرية المكتشفة منالحفريات التي أجريت في فلسطين في عهدالانتداب البريطاني مابين العشرينياتوالثلاثينيات من القرن العشرين. تم إفتتاحهفي عام 1938 ليكون أحد أقدم متاحف الآثار فيالشرق الأوسط. استولت عليه إسرائيل بعدحرب 1967 ، وهو اليوم تحت إدارة متحفإسرائيل، ويضم مكتب رئيس سلطة الآثارالإسرائيلية.

بني المتحف على موقع عرف في الفترةالعثمانية بإسم كرم الشيخ، نسبة إلى الشيخمحمد الخليلي، الذي كان مفتي القدس فيالقرن السابع عشر. في سنة 1711 بنى عليهمبنى استعمل كمصيفا له، وما زال هذا المبنىقائما حتى اليوم غرب المتحف. في سنة 1919 اختارت حكومة الانتداب هذا المكان لبناءمتحف للآثار عليه. لكن عملية البناء لم تتملعدم توفر المال الكافي لشراء الارض، حتىاستطاع البريطانيون اخيرا اقتناء الموقع فيسنة 1930 والبدا في بناء متحف فلسطينللآثار، ليستمر العمل به ثماني سنوات، وهومن تصميم المعمار البريطاني أوستينهاريسون. وقد أصبح بعد حرب 1948 تحتالإدارة الأردنية حتى وقوع النكسة عام 1967 ،ليصبح تحت إدارة متحف إسرائيل، يتألفالمبنى من طابقين ويعد احد أوائل المباني التيبُنيت خارج أسوار البلدة القديمة. كما ويشرفهذا المبنى على منظر جميل يحيط بالمبنى،بالاضافة إلى محافظته على الكروم والأشجارالتي غرست حوله. استعمل الطابق الأولكمعصرة زيتون، والطابق الثاني للسكن.

ويوجد خلف بناء المتحف بناء أقدم منه أقامهمحمد الخليلي عام 1711 ، الذي أحضر بذورالصنوبر من بلده”مدينة الخليل ، وزرعهابالقرب من بيته الجديد، ومع الزمن نمت تلكالأشجار لتصبح أشجاراً ضخمة، وكأنها جزءمن المتحف.

2- المتحف الأثري الفلسطيني:

يقع المتحف الأثري الفلسطيني، الذي يعد منأغنى المتاحف، عند الزاوية الشمالية الشرقيةمن سور مدينة القدس، بالقرب من باب الساهرةوالحي المعروف بوادي الجوز. وقد تم احتلالهبالكامل من قبل دائرة الآثار الإسرائيلية.

ويتميز هذا المتحف عن باقي الأبنية فيالمنطقة كلها، ببنائه الذي يتوسطه برج ثمانيالأضلاع يبلغ ارتفاعه 30 مترًا تقريبًا، وقطرهعشرة أمتار.

3- المتحف الإسلامي:

يقع المتحف الإسلامي عند الزاوية الفخرية،جنوب غرب المسجد الأقصى المبارك، وهو بقاياصغيرة من مبنى الزاوية الفخرية الكبير الذيهدمته إسرائيل عند احتلالها للقدس عام 1967 ؛ حيث قامت بهدم حارة المغاربة وحي الموارنةوحي الحدارنة وحي الشرف.

وقد بقي المتحف الإسلامي الذي كان عبارة عنمصلى، جزءًا من الزاوية الفخرية المهدمة التيلم يبق منها إلا مئذنتها والمتحف.

وقد تأسس هذا المتحف بأمر من المجلسالإسلامي الأعلى في فلسطين عام 1923 ، وهوبذلك يعتبر أول متحف تأسس بفلسطين. واتخذ المتحف الرباط المنصوري الذي يعودتاريخ إنشائه إلى الملك المنصور قلاوون) 681 – 1282 (، مقرا له عند تأسيسه.

وفي عام 1929 تم نقله إلى داخل الحرمالشريف، حيث شغل قاعتين تشكلان زاويةقائمة في الجهة الجنوبية الغربية لمنطقةالأقصى.

ومن أهداف تأسيس هذا المتحف: إبراز التراثالإسلامي، وصيانة وعرض مخلفات إعمارالمسجد الأقصى وقبة الصخرة، وجعله مركزًاعلميًا للمهتمين بالدراسات الإسلامية.

4- متحف التراث الشعبي الفلسطيني:

تأسس المتحف على يد السيدة هند الحسينيفي العام 1962 ؛ بهدف تعريف العالموالجمهور المحلي على حد سواء بالتراثالفلسطيني الشعبي العريق. وقد تم تجميعالمقتنيات التراثية في البداية من خلال تبرعاتالفلسطينيين الشخصية، وتبرع سخي منسيدة بريطانية تدعى فيوليت باربر، التيأهدت المؤسسة مجموعة قيمة من الألبسةوالقطع الأثرية العربية الأصيلة.

وكان أول افتتاح رسمي للمتحف في العام1978 في الطابق الأرضي من دار سليمالحسيني في مبنى المتحف الحالي، تحتمسمىمركز التراث الشعبي العربيالفلسطيني ؛ حيث تولت إدارته السيدة زينبجواد الحسيني، التي كانت أول مديرللمتحف.

وبعد سنوات أصبح المتحف يحتل جميعطوابق المبنى الثلاث؛ في ظل زيادة كميةونوعية المقتنيات الثمينة من قطع تراثيةمتنوعة.

وأطلق اسم )متحف الشيخ احمد الجفالي( على متحف التراث الفلسطيني في العام 1994 ، بعد وفاة الشيخ الجفالي )أحد أهم الداعمينالدائمين لمؤسسةدار الطفل العربي بالقدس).

ويضم المتحف حاليًا: قاعات العرض الدائم،وقاعات العرض المتغير، ومخازن، وغرفةتحضير وترميم لمحتويات المتحف، وغرفة آلاتتصوير وطباعة، وقاعات مخصصة لورشالعمل والنشاطات، ومكتبة، ومكاتب الإدارة. وتم تجهيز المتحف بنظام إنارة خاص،وبأجهزة تنظيم الرطوبة ودرجات الحرارة،وبكاميرات مراقبة وأجهزة إنذار مبكر،وبوسائل الحماية حسب المعايير العالمية.

ومن أهم قاعات في المتحف: قاعة غرفة الأفلامالمخصصة لعرض الأفلام الوثائقية، وقاعة غرفةدير ياسين التي تحتوي على مجسم لقرية ديرياسين مع مجسم لخارطة فلسطين التاريخيةتظهر 450 قرية فلسطينة مدمرة، وغرفة هندالحسيني، وتحتوي على بعض المقتنياتالشخصية الخاصة بالسيدة هند؛ تعبيرا عنالتقدير الكبير لدورها في خدمة المؤسسة؛وتظهر في هذه الغرفة البساطة غير المحدودةفي أسلوب حياة هذه السيدة، وقاعة القشياتالتي تضم الأدوات التراثية التي كانت تستخدمفي البيوت

الفلسطينية التقليدية في الريف الفلسطيني،إضافة إلى غرف الفخار والأدوات الزراعيةوالطبخ.

كما يضم المتحف قاعة الغزل والحياكة، وهيتحتوي على أدوات الغزل والحياكة، وماكيناتالخياطة الآلية التي كانت تستخدم بشكلواسع في البيئة الفلسطينية خلال القرنالماضي، إضافة إلى قاعة القدس، التي يعرضفيها الأثاث الدمشقي والمحلي الفلسطينيالذي كان يستخدم في البيوت المقدسية فيأوائل القرن العشرين وحتى النكبة في العام1948 ، وقاعة الأزياء الشعبية، التي تضم أزياءمن مختلف المحافظات والمناطق الفلسطينية؛والتي تعكس ذوقًا رفيعًا في التطريز الذييعكس غنى التفاعل بين المرأة الفلسطينيةوالبيئة المحيطة، وغرفة الحلي، التي تعرضمجموعات مميزة من الحلي الشعبيةالفلسطينية، وقاعة المخطوطات والوئاثقالعثمانية، التي تعرض فيها بعض الفرماناتالعثمانية الأصلية، وبعض الوئاثق القديمةوالمخطوطات التي تروي قصة نهايات فترةالحكم العثماني وكذلك زي الباشا الرسميالعثماني.

وتضم مقتنيات هذا المتحف آثارًا إسلامية منزمن الصحابة، والعصور: الأموي، والعباسي،والمملوكي، والعثماني، والعصر الحديث؛فيحتوي على نسخ قرآن نادرة وفريدةبحجمها، تبلغ أطوال صفحاته المترين ونصف؛وأدوات الطهي للجيش الإسلامي؛ والسيوفوأدوات الحرب، من رماح وأزياء عسكرية، بمافي ذلك الخوذ، وسيف الصحابي المجاهدالقائد خالد بن الوليد؛ ومن العصر الحديثالجديد، يوجد ملابس الشهداء الفلسطينيينالذين سقطوا على تراب الأقصى.

وتمثل معروضات المتحف صورة مصغرة عننتاج الحضارة الإسلامية عبر القرون الماضية،كما تعكس ثلاثة أبعاد هي: البعد الزمني: حيث أن معروضات المتحف تمثل فترة تزيدعلى العشرة قرون؛ ثم البعد الجغرافي أوالمكاني: ويتجسد في عرض مجموعات تغطيأقاليم مختلفة من العالم الإسلامي؛ أما البعدالثالث فيشمل مجالات الفن الإسلامي، كالخط،والزخرفة، والنقوش الحجرية والخشبية،والنسيج، وآلات الحرب، والنقود.

ويحتوي المتحف على مجموعة مصاحفمكتوبة بخط اليد تعود الى فترات مختلفة،وكانت موقوفة على المسجد الأقصى المباركوقبة الصخرة المشرفة وبعض مساجد فلسطين،وقسم كبير منها مذهب ومزين برسوماتجميلة. من بين تلك المصاحف ثلاثة مصاحفمنها: مصحف نادر كتب بالخط الكوفي، وهوغير مكتمل الكتابة؛ وهناك مصحف يعرفبالمصحف الكبير) 190 / 110 سم( من أوقافالملك الأشرف برسباي على المسجد الأقصى؛أما المصحف الثالث، فهو مصحف فريد كتببالخط العربي، ويضم ثلاثين جزءا، وعليهزخارف هندسية ونباتية. كما يحتوي المتحفعلى نسخة مغربية وحيدة من المصحفالشريف في العالم، ونسخة أخرى تعد من أكبرالمصاحف في العالم حجمًا.

وفي المتحف مئات من الوثائق المملوكية،ومجموعة من الأخشاب المحفورة بنقوشمختلفة ترجع الى الفترة الأموية، وبقايا منبرصلاح الدين الذي أحرق عام 1969 .

أما القطع المعدنية الموجودة في المتحف، فتعودإلى فترات مختلفة، وتضم: شمعدانات، ومباخرنحاسية، وسيوفًا، وخناجر، وقدورًا، وصواني،وسلطانيات، وأختامًا، وأسلحة تعود معظمهاإلى الفترة المملوكية واستخدمت في زخرفتهاطريقة التكفيت ؛ بسبب التحريم الإسلامي؛حيث لجأ الفنانون إلى طريقة التكفيت؛ أيزخرفة المعادن البسيطة وتزيينها بالمعادن،كالبرونز، والحديد، والنحاس الأصفر؛

بإلصاق خيوط من الفضة والنحاس الأحمر،وحتى الذهب، لكي تكتسب رونقا وبهاء؛ غيرأن الفنانين لم يتقيدوا بحذافير التحريم،ويشهد على هذا مجموعة نادرة من الأدواتالفضية المزخرفة بمادة سوداء )نييلو) ومحلاةبالكتابات المنمقة، والتي صنعت على ما يبدوللأثرياء وذوي المراكز الهامة، الذين سمحوالأنفسهم التغاضي عن التقاليد الإسلامية بهذاالشأن.

كما تعرض مجموعة من تيجان الأعمدةالحجرية التي كانت مستخدمة في المسجدالأقصى.

كذلك يقتني المتحف مجموعة من القاشانيالتي كانت يوما تغطي مثمن قبة الصخرة،وفي عدة فترات تاريخية؛ ومن هنا يمكن القولأن المتحف يقتني مجموعة نفيسة منالقاشاني تعود لمختلف العصور الإسلامية.

كما يقتني المتحف كذلك مجموعة هامة منالزجاجيات، تتألف من قوارير وأباريق وقناديلوصحون ومكاحل، من أهمها: مشكاة مموهةبالمينا نقلت من الحرم الإبراهيمي بمدينةالخليل، تعود الى العهد المملوكي، عليهازخارف نباتية وكتابات، وكتب عليها اسمالسلطان المملوكي «المعز الأشرف العاليالمولوي، سيف الدين إينال اليوسفي.

يعرض المتحف في القاعة مجموعة أدواتزجاجية من إيران خاصة من شيراز القرون 18 – 19 . وهذه الأدوات يكمن سر جمالها فيأشكالها التجريدية المثيرة، وألوانها الجريئة. وقد صنعت الأدوات الزجاجية بطريقة النفخالحر، أو النفخ في القالب، ثم زخرفت بطرقفنية تمخضت عن إنتاج أوان ذات أشكالمميزة.

وتم إعداد المتحف بطريقة تعليمية، بحيثيمكن تتبع تطور الفن الإسلامي منذ فجرالإسلام حتى نهاية القرن التاسع عشر؛ وتمترتيب المعروضات الزجاجية فيه تبعا للطرقالفنية التي استخدمت في زخرفتها.

ويتميز المتحف بوجود مكتبة أبحاث شاملةلمختلف الفنون والآثار الإسلامية، وتحتويعلى مؤلفات ودراسات في مواضيع أخرىمتعلقة بالإسلام، كالدين، والأدب والجغرافية؛وأبحاث حول الفنون الساسانية، البيزنطيةوالقبطية التي كان لها تأثير على الفنالإسلامي؛ إلى جانب أرشيف صور وشرائح.

ويتميز المتحف بوجود مختبر للتصوير، يمكنللزائرين الاستفادة منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق