اقلام حرة

الْمَرْأَة مَا بَيْنَ وَعِيّ الْحُرِّيَّة وَالْحُرِّيَّة

الْمَرْأَة
مَا بَيْنَ وَعِيّ الْحُرِّيَّة وَالْحُرِّيَّة

قَبْل إعْطَاء أَيِّ شَيْءٍ . . أَوْجَد لَه الْأَرْضِيَّة الصَّالِحَة .
الْحُرِّيَّة
لَا يُمْكِنُ مَنَحَهَا قَبْلَ أَنْ يَكُونَ الشَّخْصُ الْمَمْنُوحة له مُتَفَهِّم لِمَعْنًى الْحُرِّيَّة بِمَعْنَى فَهْمِ مَعْنَى الْحُرِّيَّة .
الْحُرِّيَّة تَقَدَّم مَحْمُولَةٌ عَلَى سَاقَيْن الْوَعْي عِنْد الْمُعْطَاةِ لَهُ وَالثِّقَة مِنْ الْمُعْطِي .
وَأَيّ كَسْر لِإِحْدَى السَّاقَيْن سيتسبب بِخَلَل .
الْخَلَل الْأَوَّل . . . التَّصَرُّف الْغَيْر مَحْمُودٌ
الْخَلَل الثَّانِي . . . الشَّكّ
لنتحدث بواقعية ونلامس الْوَاقِع بالمنطلق النَّظَرِيّ .

الْحِكَايَة بِـ . لِسَان صَاحِبَتِهَا . . .

امْرَأَة بَسِيطِه طَيِّبَة رَغِم أَنَّهَا تَحْمِل إجَازَة جامعيه . . .
نَعيش فِي بِيئَةٍ اِجْتِمَاعِيَّةٌ تَقْلِيدِيَّة وَرِثَت قَيِّمِهَا وبساطتها عَن وَالِدَيْهَا وَبالأَخَصّ عَن وَالِدَتِهَا . . . .
رَغِم أَنَّهَا تَحَمُّلِ شَهَادَةٍ تَعْلِيم لَكِنَّهَا لَا تُحْمَلُ شَهَادَةٍ ِمَعْرِفَة الْحَيَاة وثقافاتها الْمُخْتَلِفَة .

تَقُول
كُنْت أَعِيش مَع أُسْرَتِي فِي بِيئَةٍ بَسِيطِه . . . مَع أَسَرَه مُكَوَّنَة مِنْ زَوْجٍ حَنونٌ وَأَرْبَعَةٌ أَطْفَال اثْنَان ذُكُور وَاثْنَتَان مِنْ الْإِنَاثِ . . . .
دَعَتْنِي إحْدَى زميلاتي للانتساب لِإِحْدَى الجمعيات النسوية . . . .
وشكلنا مَجْمُوعِهِ عَلَى الواتس أَب وَبَدَأَت تَدُور بَيْنَنَا مَوَاضِيع مُخْتَلِفَةٍ إلَّا أَنْ الْمَوَاضِيع تَحَوَّلَتْ إلَى طَرْحِ أُمُور شَخْصِيَّةٌ و احتفالات وَعَزَائِم بأعياد الْمِيلَاد الَّتِي لَا امارسها فِي مجتمعنا . . . .
وَذَات مَرَّة عزمتني إحْدَاهُنّ عَلَى مِيلَادٍ ابْنَتِهَا . . . .
طَلَبَتْ مِنْ زَوْجِي الذَّهَاب . . .
وَافَق وَأَرْفَق مُوَافَقَتُه بِعِبَارَة انتبهي عَلَى حَالِكِ . . . . . .
وَفِعْلًا حَصَل
الْمُوجِدَات فِي الِاحْتِفَال مُعْظَم نَسَاء الْجَمْعِيَّة أَو أكْثَرُهُنّ . . .
وَبَدَأ الْحَدِيث
عَن حُرِّيَّة الْمَرْأَة واستقلالها المادي وَرَفَض إعْطَاء الزَّوْجِ مِنْ مرتبها كَوْنِه الْمَسْؤولُ عَنْ الْبَيْتِ وَتَأْمِين احتياجاته . . .
وَاسْتَمَرّ الْحَدِيثُ بِهَذَا الْمِنْوَال مِن التَّحْرِيضُ عَلَى الرَّجُلِ وَضَرُورَة التَّخَلُّصِ مِنْ الِاسْتِبْدَاد الذُّكورِيّ . . . .

عُدْت إلَى الْبَيْتِ . . .
وُجِدَت زَوْجِي ….
حَمِدَ اللَّهَ ع . سَلَامَتِي وَتَمَنَّى أَنْ أَكُونَ اِنْبَسَطَت مَع رفقاتي .
كَانَت إجابتي . . .
أَكِيدٌ . . . .

بَعْدَهَا بِأَيَّام طَلَبَت إحْدَاهُنَّ أَنْ نَلْتَقِيَ فِي إحْدَى الكافيهات لنتناول فِنْجان مِن القَهْوَة بَعِيدٌ آ عَن الْبُيُوت وَهُمُوم الْبُيُوت وَالرِّجَال .
طَلَبَتْ مِنْ زَوْجِي الْإِذْن . . . .
رَفَض . . .
لاتتعودي عَلَى هَذِهِ الْأُمُورِ . . .

فِي اجْتِمَاعِ الْجَمْعِيَّة سَأَلَنِي عَنْ عَدَمِ مجيئي . .

رَفَض السَّمَاح لِي بِالْخُرُوج . . . . .

كَانَ الرَّدُّ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ مِنْ الْجَمِيعِ . . .
رَجُلٌ مُتَخَلِّفٌ

بَعْدَهَا بفترة لَيْسَت بطويله عزمتني إحْدَاهُنّ عَلَى فِنْجان قَهْوَة فِي إحْدَى الكافيهات . . . .
فَكَّرْت بِطَرِيقِه . . . . . أَوْ بِالْأَصَحِّ فَكَّرْت بِكَذِبِه تُمَكِّنَنِي مِنْ الْخُرُوجِ . . .
طُلِبَتْ مِنْهُ زِيَارَة أُخْتِي الْمُتَزَوِّجَة فِي الطَّرَفِ الثَّانِي مِنْ الْمَدِينَةِ . . .
لَمْ يُعَارِضْ . . . .

ذَهَبْتُ إِلَى الْمَقْهَى
قَدِم لَنَا النادل القَهْوَة وَطَلَبَت إحْدَاهُنّ الاركيله ..تّبَعَتْهَا أُخْرَى وَأُخْرَى . . وَأَنَا أَنْظُرُ إلَيْهِنّ
قُدِّمَت لِي إحْدَاهُنّ نبريش اركيلتها تَنَاوَلَتْه وَشَرِبَت وَكَانَتْ أَوّلَ تَجْرِبَة لِي . . . .

عُدْت إلَى الْبَيْتِ وَكُنْت اتَّفَقَتْ مَعَ أُخْتِي . . . أَنْ تُجِيبَ لَو سُئِلْت . . . بِنَعَم .

وَبَعْدَهَا بفترة تَكَرَّرَت العزومة . . .
طَلَبَت الْمُوَافَقَة
لَكِنَّه رَفَض . . . .

إصْرَار عَلَى الذَّهَابِ مِنْ قَبْلِي

هَدَّد بِالطَّلَاق . . .

لَم اِكْتَرَث بتهديده . . . ذَهَبَت وَأَخْبَرَت الْجَمِيعَ بِمَا حَصَلَ والتطورات . . .

كَانت الضُّحَكَة الْعَالِيَة عَلَى وَجْهِ الْجَمِيعِ مَرَافِقِه لكَلِمَة
(بالناقص)

انْتَهَى الِاجْتِمَاع اوالحفله وَعَدْت إلَى الْبَيْتِ

لَأَجِد زَوْجِي مُتَجَهِّم الْوَجْهِ وَكَانَ سُورَة عَبَسَ وَتَوَلَّى نَزَلَت لِأَجْلِه

سَأَلَنِي بِكُلّ بُرُودَة أعصاب ذَهَبَت لَعِنْد صديقاتك . . .

نَعَم . . .

عِودِي إلَى حَيْثُ كُنْت أَوْ إلَى بَيْت أَهْلِك . . . .

بِلَا تَرَدُّدٍ وبحالة غَيْرِ مَأْلُوفَةٍ قُلْت . . .
أَحْسَن

أَخَذَتْ بَعْضَ ملابسي وَذَهَبَت لِبَيْت أَهْلِي
لأتفاجىء فِي الْيَوْمِ الثَّانِي بِرِسَالَة عَلَى الواتس
كَانَتْ صُورَةُ لقسيمة الطَّلَاق .

أَخْبَرَت رفقات السُّوء عَلَى الْمَجْمُوعَة الواتس آب. . .
عَمَّت الْفَرْحَة وانهالت التبريكات . . . . .

مَضَت فَتْرَة وَلَم يراسلني أَوْلَادِي وَلَم تَكْتَرِث لرسائلي الْبَنَات وَأَصْبَحَت منبوذة مِن أسرتي.
وَزَوْجِي بَحْثٌ عَنْ زَوْجَةٍ وَأَنَا الْآنَ تائهة بَعْد أن أَضَعْت بَيْتِي وَزَوْجِي واسرتي

أَرَى فِي وَجْهِ أُمِّي وَأَبِي الاشْمِئْزاز وَالْكَرَاهِيَة . . .

أَتَمَنَّى الْيَوْمَ العودة َ لِبَيْتِي لِأَوْلَادِي لِزَوْجِي الَّذِي كَانَ ظِلًّا نَسْتَظِلُّ فِيهِ . . .

وَبَعْدَ هَذِهِ الْمُعَانَاة
أَدْرَكْت أَنَّهُ لَا يَكْفِي أَنْ أَحْمِلَ شَهَادَة علِمِيَّةٌ . .
حُرِّيَّة بِلَا وَعِيّ فَوْضَى وتهور . . . .
الْحُرِّيَّةَ لَا تَعْنِي أَبَدًا التَّخَلِّي عَنْ قيمنا المجتمعيه .

نِضال عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق