للكلمة الفلسطينية مذاق خاص بها، لأن منبعها ومفجرها يخوض نضالًا تحرريًا قاسيًا ومرًا منذ سنوات طويلة لأجل الاستقلال والحرية .
والأديب الفلسطيني صاحب القلم الملتزم ما عاش يومًا على هامش الاحداث، بل كان في قلبها وخضمها دائمًا، يقاتل ويحارب بالحرف والكلمة، يحرض على المقاومة، ويزرع الأمل، وينثر الورود، يمتطي الجبال، ويتمترس في الخنادق، ويعيش بين جدران الزنازين وغياهب السجون، يعرف طعم الشهادة فيغني لها ويزغرد للشهيد، ولا هدف له سوى حرية شعبنا ووطننا الرائع.
والكلمة الفلسطينية إنسانية مقاومة مقاتلة ملتزمة بقضايا الشعب والوطن منذ بدأ الصراع مع المحتلين، وقضية إنساننا الفلسطيني مع الحرية والاستقلال. فهذه الكلمة قاومت الاضطهاد العثماني والاستعمار الانجليزي والصهيونية والرجعية العربية، وغنت للحرية والانعتاق، للوطن والأرض وخيام اللاجئين وحب الإنسان، وللانتفاضة المجيدة.
وكم هو شرف لشعب فلسطين أن يكون لدينا كتابًا وادباءً وشعراءً يحملون راية الالتزام والمقاومة، ويواصلون درب غسان كنفاني وماجد أبو شرار ونوح ابراهيم وعبد الكريم الكرمي وابو سلمى ومطلق عبد الخالق ومحمد علي الصالح وتوفيق زياد وراشد حسين ومحمود درويش وسميح القاسم وسالم جبران واحمد حسين واميل توما واميل حبيبي وسواهم من فرسان الكلمة ممن قضوا ورحلوا إلى العالم الآخر. وإننا نحني رؤوسنا اجلالًا واحترامًا لهم ولذكراهم الخالدة.
وقبل أيام فازت كوكبة مضيئة من أقلامنا الوطنية وأسمائنا الأدبية والثقافية بجائزة دولة فلسطين للإبداع للعام 2019، وذلك على مجمل أعمالهم، وتقديرًا لما قدموه للمشهد الثقافي الفلسطينية وللحركة الأدبية الفلسطينية. وهذه الجوائز هي أكثر رمزية وليست مادية، وتأكيد على الدور الذي يلعبه عشاق الكلمة في حركة المقاومة والكفاح الوطني التحرري الاستقلالي، وبمثابة صرخة بوجه المحتل، فضلًا عن كونها رسالة معنوية تؤصل الثقافة الوطنية الملتزمة والأدب الإنساني في حياة شعبنا الطامح بالحرية والمتطلع نحو مستقبل أجمل وأفضل.
فألف مبارك للأصدقاء وزملاء القلم الفائزين ، وهم : الناقد د. نبيه القاسم، والناقد والشاعر د. عزّ الدين المناصرة، والروائي رشاد أبو شاور، والقصصي الروائي محمود شقير، والناقد د. محمد البوجي، والفنان عبد عابدي، والمفكر فهمي جدعان، والروائي أكرم مسلم، والشاعر عبد اللـه أبو بكر، والفنان خالد حوراني، والفنان ثائر العزة.
وأبدًا على درب الكلمة الوطنية الملتزمة حتى يحقق شعبنا أحلامه وأمانيه في الحرية والاستقلال الوطني، ويرفع علمه خفاقًا فوق أسوار القدس عاصمته الأبدية القدس الشرقية، ويهدل الحمام، وتغني فيروز للعائدين إلى الوطن.