الرئيسيةمكتبة الأدب العربي و العالمي

قبل أن تفكر كن بيقين ما سيكون

بقلم : عيسى ابو الراغب نبية وتبقى زقاق الحكايات

لو فكرت ان تخطف رجلك إلى الزقاق والحواري قد تعود بلا قلب أو بقلب مفطور…. قد تأسرك نجمات معلقات على جبين بنات كنعان… . وملامح لا تشبه اي ملامح في الكون
تجعل لك وقع يدوم من الذكريات….. وقع الشوق الذي عجن بالشوق والعطر…. وعلق على صدر كل واحدة بخارطة وطن

ان فكرت ان تخطف رجلك لهناك قد لا تعود حين تعود رغم كل ما سترى من التعب والشقاء
رغم انك قد تسمع في كثير من الأوقات بعض الكلمات المطحونة والمعجونة ببعض الكسر الا انك حتما ستجعل اذنك تركض خلف الكثير من الكلمات باللهجة الفلسطينية وبدون أي تحريف فيها او اعوجاج

ستمر عن العتبات وتسمع صوت السلام عليك قبل أي كلام بدون أن تبادر فهناك نفوس تؤمن بسلام الزائر مهما كان من أي طيف ومنبت ومن أي مكان

سترى الرسومات والحكايات على الجدران وتسمع حتما صوت شهقات من الأرض من قسوة المكان والتي روضه أهل الزقاق بعرق التعب الطويل

حتما ولا مجال ستسمع الحكايات القديمة عن بلاد عتيقة وعن زيتونة زرعها جدنا الذي رحل عن الدنيا وبقيت سيرته تدور في كل زاوية وبقيت روحه تصلي صلاة الأنبياء

هذا نحن في الزقاق ففكر وقرر قبل أن تخطف رجلك بزيارة أو مقام…. لأنك حتما لن تعود إلا وأنت تحمل في جيب القلب بذور الحب الصافي وصورة الأمهات الطاهرات على كل عتبة.
لا تصدق من قال لك قد رحلن
فالعتبات لا تخون فقط دقق النظر ستجد ثوبا يرفرف بهواء عليل وملامح البلاد ما زالت مرسومة.
ستجد الشبابيك وفي كل شباك رسالة مغروسة منبتة ياسمين يفوح منها العطر.. رسالة لعاشقة من عاشق سهر الليل يخطها ويزركشها بكلمات احبك كوطن والوطن انت.

ستجد دالية تخترق باغصانها الجدار وتعلن الصمود
وتينة زرعتها ام لتظلل بظلها أطفالها الصغار.. تعلمهم حروف الهجاء في الحياة…. ليست حروف المدرسة هي حروف تبدأ بواو ويتوسطها طاء وتختمها بنون ثم تقيم صلاة الأنبياء الأنقياء
جرب أن تخطف رجلك للزقاق وبعدها قرر هل ستعود
فأنت ستعود ولكن قلبك سيكون بمقام
جرب أن تجالس روحا على حافة الطريق وانت تستمع لما سيقول
سيطلق تنهيدة بإتساع الكون ويقول
هذا الصباح طازج كما صباح الندى
لم يكن الطريق طريق الخطيئة بل هو إكمال لفكرة الضوء وهذا لا يعني أننا كنا بنقصان الفكرة
فتلك اللمحة البراقة في طرف العين هي وهج من الروح
حين كنا نعيد ترتيب الكلمات على جسد الأرض كانت ملائكة السماء تجهز بذرة الروح الأخرى لنا
وحين وقفنا للصلاة كانت الغيمات تنز ماءا للوضوء.. طهارة الجسد لم تكن تعنينا كثيرا فكل الأمر أننا نصلي لذات الإله الذي منحنا الضوء …وجعل لنا فكرة الأمل بالحياة
وجمعنا من دم نبي يسمى كنعان
لم أكن نبحث عن ذاتنا في الفكرة ولا انت من كنت تبحث عن دم القبيلة
كنا نبحث سويا عن ذاتنا في رحم الأرض التي نرتبط فيها ونكتب اسمها على خاصرة الزمن
قد يكون من الجدير بذاتنا أحيانا أن نكتب آيات تتلى في أروقة الروح ونعلن العصيان على كل ذات عاقر لا تلد الضوء
وكم من عاشق هناك أعلن العشق في زمن الحرام يرتل لحبيبته في كل صباح سحرا وبيان ويقول
ها أنا الآن أتقمص روحك فإذا بي أرى كل حجر وشجر ونهر يسير في أرضنا
فأكتب ذاتي بروحك
أيتها المنتمية لذات الأرض….. والأرض أمنا
وحبيبتي سيدة المكان
فحين أكون في ذروة الألم أسير إليك مسافة سبع سموات ومجرة
تتخدر سرتي كثيرا حين أذكر اسمك
وقيامة الشوق تتحشرج في عيني

كم يلزمني أيها الوقت الصعب أن أكون بين يديها الليلةحتى أدرك تماما أن طيفي لا يضيف لليلتها شيئا لكن طيفها هو كل ليلتي
وينحسر البحر في جوفي
أمد يدي في كل مرة نلتقي أتحسس من يتكور في داخلي فاجدتها جاثمة في دمي
تشهقه نبضا وتزفره قصيدة
أنا حبيبتي ولتسمع كل الدنيا فكرة تسعى إليك من سماء إلى سماء ولا لقاء
عند ذروة الوجع ينز العرق من روحي فأنتشي فرحا هذا العرق خبأته منك ذات صباح
دسسته في وريدي ليوم سيأتي لأكون بإحتضاري حاضرا فيك ومعك فالموت كل ليلة بين يديك حياة
يا أيتها الحبيبة التي زرعت في كل مساماتي رائحة القرنفل
وللقرنفل في ذاكرتي حكاية
أسير بها لك ذات زمن سيأتي
وسيأتي
دعيني في كل وقت والان … الآن وليس بعد قليل
أفك أزرار العتمة عن صدري لنغتسل بضوء الطهارة عن وقيعة خطيئة حلال
تراودني دوما شامة على خاصرة الضوء
أنحني بإرتقاء واقول هي بقايا نجمة علقت هناك لسيدة المجرات وبدهشة تأهب قبلة أتراجع عن فك الأسرار
أتنفس كل الكون هناك شهقة… شهقة دون اقتراب أخاف الإحتراق
للشامة قدسية… من اقترب أكثر أصابته لعنة المجرات أرسم بأصابعي حولها هالات من الضوء لتبقى لي سماء
هل سمعتم بعاشق كانت الشامة له ارتواء
يحق لك أن تضحكي الآن وتنعتيني بالجنون أو الغباء
يا( صاحبة )المجرات
عن ظهر قبلة حفظت حدود شفاهك فكانت بابا تاسعاً للجنة
أمهليني قليلا لو سمحت لأتعمد بكل تعاليم الديانات الآن وأصلي
وأعلن لله توبتي ومقايضتي كل أبوابه بباب القبلة الأولى
ربي إن كان هذا الحب ذنبا
فلا أستغفرك
وإن كان
ابتلاء
فلا ترفعه عني
وإن كان عقابا فزدني به انعتاقا
وإن كان قدرا فكن بي بقوة لأحياه
سيدة المجرات هل رأيت
كيف كانت الملائكة تبكي
والسماء تقتات ضوء الإله
وأنا هناك على شفة السماء ما زلت أنتظر شفاهك المقدسة بنور الله
أحبك ربي
نحبك ربي
فلا تعذبنا بنورك أكثر
(وامنحني يا الله ) ليلة واحدة
ليلة واحدة لا أكثر
لا أكثر
لأنجب نطفة فرح وضوء تسكنني بلا انتهاء حتى ألقاك
أحبك ربي فلا تقسو علي أكثر
نحبك ربي فامنحنا أكثر من الضوء
سيدة المجرات والشامات
الليل طويل على العاشقين
اااه كم أود تخريب سكون الليل
كأن أسمع صوتك مثلا الآن.. الآن
كأن تكوني بحضني بلا اشتهاء
كأن نرقص كغجريين في الزقاق
لحظة…
قفي
ما رأيك ان نكتب حكاية الزقاق
فهناك أصل الحكايات… ومن زار الزقاق نخاف على قلبه فما زالت التينة المغروسة التي تعانق السماء عنوان وفاء
وهناك السيدة التي ما زالت تطرز ثوبها بالإبرة وخيط حرير
حبيبتي ما رأيك
أن نضحك ونبكي فتدثريني بقبلة وازملك بإحتضان
متى سنملك تخريب الليل ونحن على قيد وعد لا ضرر ولا ضرار
لن نعترف… أعرف هذا بلغة الأرقام فنحن نؤمن بلغة المكان والزمان فقط أي بفكرة الضوء
سنلتقي ذات مساء
نرسم اللوحة كما نشاء
شهقة الروح
صلاة
أيها الزائر إلينا
ها قد عرفت الآن جمال بنات كنعان وكيف يدور العشق في المكان… ستحدثك كل الأشياء هناك عنا… عن أب شقق التعب يداه وأم رسمت الكون بوطن وارضعته لاطفالها…. ها قد عرفت الآن معنى نبتة تكبر في طين الزقاق. وعرفت كيف تكون الصلوات للعشق
حر إذا أنت الان… أن تخطف رجلك لهناك وقد يطيب لك المقام
سلام عليك حين تكون أو لا تكون ولكن ابقى في فكرة الحياة…
وسلام على حبيبتي في الرضى والزعل والعتاب

وسيبقى الصباح لي فكرة حياة اشق ثوبه لاعانق دين الصدق والمستحيل في زمن غريب
سأبقى اردد في كل بلد اكون فيه بغربة أو تخط قدماي على ترابه حكايتنا أنني لم أكن اريد منك حبيبتي ان تستسلمي لشهوة الكلمات مني…. كنت أريدك اما لطفل يحمل كل ملامحي ونسميه وطن


عيسى ابو الراغب
نبية وتبقى
زقاق الحكايات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق